نِداءٌ إلى الرُوح
أحبها بقلبه البشري ... ولكن روحه ظلت أسيرة وحيدة ! وما إن رأى الأخرى حتى طار إليها واتحدت روحاهما معاً ,, فلامه معظم الناس وعاتبوه حتى صديقه فأجابه :
لاَتَلُمْنِي إذا عَشِقْتُ سِوَاهَا
أَفَحَتْمٌ عَلَى فُؤَادِي هَوَاهَا
إنَّ قَلْبِي اِسْتَكَانَ لَمَّا احْتَوَاهَا
لَكِنِ الرُّوحُ منْ يُلَبِّي نِدَاهَا
مِثْلَمَا يَطْلُبُ الفؤادُ حَبيباً
تَطلُبُ الرُّوحُ مُنْقِذَاً يَرْعَاهَا
وأنَا احْتَجتُ في حَياتيَ رُوحاً
ليسَ قلباً يُزِيدُ مِن بَلْوَاهَا
فَهَوَى القَلْبِ يَنْتَهِي لِزَوَالٍ
وَهَوَى الرُّوحِ لا وَلَن يَتَنَاهَى
*************************
وَهَبَ القَلْبُ لِلقَصَائِدِ لَفْظَاً
وَأَتَمَّت رُوحِي لَهَا مَعْنَاهَا
لَوْعَةُ الشّوْقِ في الهوى مِنْ فُؤَادٍ
وَالحنايَا مُؤَجِّجٌ لِلَظَاهَا
وَدِمَاءُ الفُؤادِ إِنْ فَاضَ حُزْناً
تَتَخَفَّى بَزِيِّ دَمْعٍ تَرَاهَا
نَسَبَ الله ُلاسْمِهِ الرُوحَ دَوْماً
فَكَفَاهَا أَدِلَّةً لِعُلاهَا
*************************
آهِ ( يا مَيْدُ ) من عَذَابٍ أَلِيمٍ
زَجَّ في نَفسْي الاِكْتِئَابَ فَآهَا
تِلْكَ من تَبْعَثُ الحَياةُ بِرُوحِي
إِنَّ رُوحِي بِحُبِهَا تَتَبَاهَى
وَتُرِيكَ القَدَّ الجَمِيلَ تَثَنَّى
أَيُّ فَذٍّ ( مَيَّادَةً ) سَمَّاهَا
يَنْفُذُ الرُوحَ طَرْفُهَا دُونَ إِذنٍ
كُلُّ طَرفٍ مُقَيَّدٌ لَوْ رَآهَا
مَنْطِقٌ يأسِرُ العُقولَ بِرِفْقٍ
عَبْقَريٍ ... تَبُثُهُ شَفَتاهَا
وَلِسحرِ العَينَينِ أُفْقٌ رَحيبٌ
تَبْعَثُ الحُبَّ صافياً عَينَاهَا
وَتُعِينُ الخُطَى لِكُلِّ نَجَاحٍ
إنَّ رُوْحِي ظَمِيئَةٌ لِنَدَاهَا
أَحَرَامٌ إِذا اسْتَجَبْتُ لِرُوحِي
فَتَسامَتْ بِعِشْقِها وَمُنَاهَا
أَيُّ جُرْمٍ إِذا عَصَيْيتُ فُؤَادي
حَسْبيَ الرُّوحُ أَستَدِيمُ رضاهَا
فَلْتَدَعْني في أُمْنياتي غَريقاً
أَعْذَبُ الأُمْنياتِ في أَقْصَاهَا
خَلِّنِي بِالوَهْمِ الجَّمِيلِ أُلاقِي
فَرْحَ أَيامِي مُشْرِقاً في سَمَاهَا
تَتَرَوّى منَ السَّرَابِ وُرُودي
فَتُشيعُ الظَّنونُ سِحْرَ شَذَاهَا
فَمِنَ الأَحْلامِ العِذَابِ حَياتي
وَإلى الأوْهَامِ الكِذَابِ خُطاهَا