* : أصوات متفرقة (الكاتـب : د أنس البن - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 20h40 - التاريخ: 11/09/2025)           »          مديحة عبد الحليم (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 20h17 - التاريخ: 11/09/2025)           »          السيره الهلاليه بصوت الشاعر محمد اليمنى (الكاتـب : احمد عبدالهادى - آخر مشاركة : محمدابوضيف - - الوقت: 19h08 - التاريخ: 11/09/2025)           »          يوسف الرشيدي (الكاتـب : tarab - - الوقت: 18h15 - التاريخ: 11/09/2025)           »          أسطوانة " أغاني من اليمن" (الكاتـب : تيمورالجزائري - آخر مشاركة : ابن اليمن - - الوقت: 17h57 - التاريخ: 11/09/2025)           »          حفل غنائى من إذاعة الأغانى (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 17h46 - التاريخ: 11/09/2025)           »          من تراث الموسقى اليمنيه (الكاتـب : هادي العمارتلي - آخر مشاركة : ابن اليمن - - الوقت: 17h37 - التاريخ: 11/09/2025)           »          فيصل علوي (الكاتـب : سيجمون - آخر مشاركة : ابن اليمن - - الوقت: 17h34 - التاريخ: 11/09/2025)           »          محمد حمود العوّامي (الكاتـب : Edriss - آخر مشاركة : ابن اليمن - - الوقت: 17h21 - التاريخ: 11/09/2025)           »          نجاة الصغيرة- 11 أغسطس 1938 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : د.حسن - - الوقت: 01h51 - التاريخ: 11/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30/07/2009, 22h16
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,310
افتراضي الجسر ... قصة قصيره .... على هامش مرثية للأخ محمد العقاد

أعترف أنى تأثرت كثيرا كما تأثر الأحباب جميعا بمرثية أخينا العزيز محمد العقاد ... ومن هنا كانت تلك الخاطره التى خطرت لى كومضة بارق خاطف .............



بسم الله الرحمن الرحيم

الجسر


من نعم الله تعالى على قرية "الخالديه" ,تلك القرية الصغيره التى تقع على البر الشرقى من النهر , وجود هذا الإنسان بينهم , "آدم" أو "أبو أحمد" كما كان يناديه أهل القريه بالنداء المحبب له بعد أن رزقه الله ب "أحمد" بعد سنوات انتظار وترقب لقدومه تزيد على خمس , وآدم ذو أصول سودانيه كما تروى حكاوى القريه , حفيد الحاج أحمد السنى الذى وفد على القرية فى أوائل القرن الماضى فرارا من حكم غيابى صدر عليه , كان أحمد السنى يعمل ضمن سلاح الهجانه فى حرس الحدود ,عرف عنه الإستقامه فى كل أموره ومعاملاته , وفى يوم طلب منه أحد زملائه أن يغمض عينه عن عملية تهريب تجرى عبر الحدود فأبى ولما ألح عليه وزاد هدده برفع أمره إلى رؤسائه , تظاهر زميله أنه تراجع وهو يضمر فى نفسه مكيدة رتب لها بليل وأحكم حلقاتها التى وضعت أحمد السنى موضع الإتهام ظلما وحكم عليه بالجلد مائة جلده , أبت كرامة السنى التى تأبى الظلم والإفتراء إلا أن تثأر لنفسها من هذا الدعى الكاذب فلم يتركه إلا وهو يلفظ أنفاسه الأخيره , فر هاربا حيث ساقته قدماه إلى تلك القرية البعيده المنعزلة عن العمران , عاش وسط أهلها يداويهم من أمراضهم ويخفف من آلامهم بوسائله التى كان يتقنها من علوم الكى والحجامه والرقى التى ورثها عن آبائه وأجداده , تزوج من إحدى بنات القريه التى أنجبت منه ولده الوحيد "على" , أحبه أهل القريه ولم يحاولوا أن يفتشوا حول ماضيه لكنه فى مرض الموت فى النزع الأخير أفضى بالسر إلى واحد من أقرب أصدقائه وهو يوصيه بولده على ...
شب "على" واستمر يعمل فى نفس الصناعة التى ورث أسرارها وعلومها عن أبيه وتزوج هو الآخر من إحدى بنات القريه وأنجب "آدم" , نشأ آدم وشب على ما كان عليه أبوه وجده وزاد عليهما تحصيل العلوم بعد أن أدخله أبوه الكتاب فحفظ القرآن وأتم حفظه ثم التحق بالتعليم الأزهرى وحصل على شهادة من دار العلوم أهلته للتدريس إلى جانب الدعوة والوعظ , أحبه أهل القرية حبهم لأبيه وجده وزاد حبهم له لقيامه بمداواتهم وتلبية حاجاتهم وتطوعه لفض منازاعاتهم رافضا أى مقابل مادى .....
حتى كان اليوم الحزين , لم يأت على القرية يوما أكثر حزنا أو سوادا منه , فقد آدم وحيده أحمد , وتبدل حال الرجل الذى كان مضرب الأمثال فى العقل والحكمة والسكينه , أصبح يهيم فى الطرقات كمن فقد عقله , ينادى على ولده , ينظم المراثى فيه شعرا وزجلا , يقطع سكون الله بصرخاته العاليه وآهاته التى تقطع الأكباد وتذيب الصخر , لا يرى إلا والدموع تسيل على خديه ,
"بكفياك بكا يا أستاذ آدم ,إرحم نفسك"
يرد من فوره : "وليس الذي يهمي من العين دمعها
ولكنها نفسي تذوب كما القطر"
لم يفلح أهل القرية فى التخفيف عنه ومواساته ورده إلى ما كان عليه من وقار وسكينه حتى وهم يحاولوا تذكرته بما كان يواسيهم به ليخفف أحزانهم .....
إلى أن كان يوم صحا أهل القرية على أصوات عالية أمام دوار عمدتهم , ذهبوا يستطلعون الأمر فإذا بهم يسمعون عجبا , الشيخ عوض "البهلول" كما كانوا ينادونه وهو من المجاذيب الذين لا يلتفتون لأمور الدنيا ومطامعها ومتاعها , ينام حيث يغلبه النوم ويأكل حيث تستقر قدماه , يرتدى جلبابا من فوق جلباب ,جلابيب لا جيوب لها واضعا على رأسه عمامة حمراء , ماذا فعل البهلول ...
فوجئ به أهل القريه يفترش الجسر الوحيد الذى يربط ما بين قريتهم والضفة الأخرى من النهر حيث الطريق الطويل إلى المدينة والعمران , كان يقوم ببناء سكن له وسط الجسر بعد أن قام بحراثة الجزء الآخر وغمره بالمياه بعد أن نثر بعض بذور النبات فيه , ماذا دهاه هو الآخر حتى يقوم بهذه الأفعال الغريبة العبثيه , كان الناس فى عجب وهم يتساءلون فيما بينهم ...
"يعنى لو كان عاوز يبنى دار والا مطرح يتاويه , ما الدنيا قدامه واسعه , ملقاش غير الجسر" ,
ومن قائل "دى أفعال مجانين والله" , وآخر "يا رب سلم ,لطفك يا رب ,دى القيامه باين قربت تقوم"
أخذوا يتداولون فيما بينهم وهم فى حيرة من أمرهم لعلمهم أن الكلام والنصح لن يجدى معه ,وكذلك القوة غير مستحبة مع أمثاله لخوفهم من كراماته التى كانوا يعتقدون فيها أنها تصيب من يتصدى له بمكروه ....
ولما أعيتهم الحيل إنبرى واحد منهم صارخا ...
"مفيش غير حل واحد , نروح للأستاذ آدم"
"إنت بتخرف بتقول إيه ,هو فى إيه والا إيه"
"صبركم يا جماعه ,أى نعم أحواله مش ولابد بعد موت ابنه ,لكن الله غالب ماقدمناش غيره فى الورطه دى"
ذهبوا إليه على استحياء وهو جالس وحده فى داره يجتر أحزانه التى لم يأن لها أن تفارقه ,قصوا عليه حكاية البهلول وهم فى حرج منه ,وبعد أن انتهوا من كلامهم فوجئوا بما لم يكن يخطر لهم على بال أبدا , شبح ابتسامة رضى بدأت ترسم خطوطها على وجهه , زادت شيئا فشيئا وهو يهز رأسه , وبعد طول صمت قال لهم ...
"آه ... فهمت, وصلت الرساله"
"أى رسالة يا أستاذ ؟!...."
"رسالة الشيخ عوض البهلول , الجسر ... الممر ..... الطريق ..... الحمد لله إنكشفت الغمه ونزلت السكينه ,هيا ارجعوا إليه وستجدون كل شئ على ما يرام , والجسر على حاله الذى كان عليه ...........
وقبل أن يقوموا تناهى إلى سمعهم صوت البهلول من خارج الدار منشدا :
طـويت صفحـة وجاء زمان
تعبت مـن جنـونه الأوصافُ

لست فيكـم بناصح أو نذيـر

أنا يا قــوم عابـر طــوافُ

تمت .......................
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 21h25.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd