أنت روحٌ كالعطر
أنتِ روحٌ كالعطر
للشاعر : سعود الأسدي
إنانا اسمها ، وإنانا هي ربّة الخصب والحبّ والجمال عند السومريين
وهي عشتاروت عند الفينيقين ، وإيزيس ربة الزواج عند المصريين
وأفروديت عند اليونانيين ، وفينوس عند الرومان وهلمّجرّا ...
تذكرينَ الهَـــوَى وما بالقليلِ
عَوْدةُ الصَّـبِّ للغرامِ الجميــلِ
ويليقُ الغرامُ في عشقِ أنثى
ذاتِ قَـدٍّ وذاتِ خَـدٍّ أسِيــلِ
أنتِ رُوْحٌ كالعِطْر ِ أنفاسُ وَرْدٍ
أو كَشَدْوِ اليَمَـامِ عَـذْبِ الهديلِ
فاهْزجي مثلَ بلبلٍ قُرْبَ داري
يَتَغنَّـى فـي صبحِـهِ والأصيـلِ
ليس أشْهَى من غادةٍ تَتَغَنِّي :
" يا خليلـي وأنـتَ خيرُ خليـلِ "
جُدْ بوصلٍ إليَّ تَرْتَدّ روحي
صرتَ لـي قاتـلاً وكنتَ قتيلي
فكأنّي سمعتُ هَمْسَكِ رَعْشاً
مثلَ رَعْشِ النَّـدَى بظِـلٍّ ظليلِ
وكأنّي سمعتُ صوتَكِ يدعو :
يا حبيبـي ! هَـلاّ رَوَيْتَ غليلي
إرْحَمَنْ مهجتي بِلَمسِكَ كَفّي
وعناقـي والضّــمِّ والتقبيـلِ
قلتُ : لبَّيْكِ رَغْمَ بُعْدي فإنّي
أُسْـرِجُ الرِّيْحَ رغبـةً في الوصولِ
فافْتَحِي البابَ كي أراكِ أمامي
فمن البـابِ بالسّــلامِ دخولي
يا " إنانا " إليكِ هل من رسولٍ
يا " إنـانا " إليـكِ هل من سبيلِ
أتَمَنَّى أُساهِـرُ النجـمَ ليلاً
عنـدَ شَـطِّ الفُـراتِ بينَ النّخيلِ
أو بِقَصْرٍ في " تَدْمُرٍ " هَجَرُوه
ليـسَ يأوي إليــهِِ أيُّ دخيـلِ
أو بلبنـانَ مُشْرِفاً تحتَ أرزٍ
منـكِ يحلـو كغُصْنِـهِ أن تَميلي
أو بوادي " البتراءِ " بين صخورٍ
صاغَهـا الوَرْدُ مـن خيـالٍ مَخِيلِ
أو لدى النيلِ فهو نهـرُ سماحٍ
حبَّذا النيـلُ كفُّـهُ مـن مُنيـلِ
أو بأرضِ " الجليلِ " بينَ كرومٍ
من جليـلِ الزيتـونِ في ذا الجليلِ
وتكونيـنَ في الظِّـلالِ قِبـالي
تَرْمُقيـنَ الهَـَوى بطَـرْفٍ كحيلِ
حيثُ لا حاســدٌ يجوسُ حِمانا
إثْـرَ ما نقتفـي ولا مـن عَذُولِ
نتناجَى والشِّعْـرُ يُزْهِرُ حبّاً
ما لنـا عنـهُ عُمْرَنا مـن بديلِ
لكِ سِـرٌّ لَدَيَّ في القلبِ يَخْفَى
طولَ عُمْـري يَبْقَى ، وبعدَ رحيلي
فاطْمَئنّـي للحُبِّ ما من مَثيــلٍ
لكِ فيـه ، ولنْ تُـلاقـي مثيـلي
|