عاتبيني فما أرقَّ العِتابا
يالَـَهُ الشهدُ كيفَ سـالَ عِتابـا
كيف صارالسؤالُ فيهِ جــوابا
والضياءُ التـي تفَجّــرَ فيهـا
رَغَدُ الشوقِ كيفَ صارتْ شِهابا
هاجني الشوقُ فاسْتَرَقَّ شُجوني
واعتراني وساقَ فـيَّ العَذابـا
يا سَمائي وزهرتـي وكِسائـي
أنتِ تعويــذةٌ تمـور احْتِجابا
كيف لا والغِنـاجُ فيكِ فُــراتٌ
كوْثرَتْهُ الشفاهُ عتـقـاً مُـذَابـا
أنتِ نهـرٌ أعـبُّ منه حُدوسي
وحدوسٌ أعُـبُّ فيها السَّرابـا
أنتِ بحـرٌ تنـامُ فيه سَمــائي
كيف أطلقتِ في سَمائي العُبابـا
فتعــالَيْ فإنّ إفــكَ ذنوبـي
بين عينيـكِ يستحيـلُ ثوابــا
يا سمائي وكـلُّ عشـقٍ تمنّى
أن تكونينَ بَوْحَـهُ والعتابــا
وتعالي هناك في دفء حضنـي
كي نذوقَ الهوى نبيذاً وصـابا
وتقوليــن يا حبيبــي دلالاً
ياإلهــي فمن يذوق الرُّضـابا
صابىءُ الكحلِ في الجفونِ صلاةٌ
زمزمَتْ في رموشهـا الأحقابـا
إنمـا الصـدر جنتينِ ونــارٌ
أشـربُ الحب فيهمـا أنخـابا
فتنــةٌ أنتِ رغبـةٌ مستحيـلٌ
نعثتنـي دِنـــانُهـا أكوابـا
إنما الليل في العيـون ينـادي
فافتحي الليـلَ للرؤى أبوابـا
واسدُلي شَعْرَكِ المُذَهّبَ أغـدو
من ضَلال الحريـرِ أدنى وقابا
وانقشيني بمرمر النحر وشماً
واسرديني مشاغبـاً ما تـابا
وذريني هناك في اللحظ وسْماً
فاض عشقـاً فلـذَّ فيه وطابا
أنتِ مطـويةٌ على هدب جفني
رفرف الجفنُ فانسكبتِ انسكابا
صاخبُ العطر خلف نحرك فاغِ
إنما المسكُ والخزامـى كِذابـا
كلُّ أنثـى سواكِ لا شِعـْرَ فيها
أيُّ سِرِّ وشوشتِ حتى استجابا
أسَماءٌ وزهـرةٌ وعتـــابٌ
عاتبينـي فمـا أرقَّ العتابـا
يوسف أبوسالم
2009
__________________
يوسـف أبوسالم - الأردن
الموسيقى هي الجمال المسموع
مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم