دعيني أحبك
دعيني أحبُّكِ
دعـيـني أحــبـُّكِ دونَ الــكــلامِ...
ودونَ الــرجـوعِ لـقـولِ الـبشرْ
دعـيـني أحــبـُّكِ فـي كـل لـيـلٍ
فــأنــتِ الـضيـاءُ وأنـتِ الـقمرْ
وعـند الشروقِ وعند الغروبِ...
وعــنـد الـسحـرْ
وبــين الطـيورِ وبـين الـبحورِ...
وبــيـن الـشجـرْ
وطـولَ الـحـياةِ فـأنـتِ الحـياةُ...
وأنــتِ الــعـُمُرْ
وشـعـراً ونثراً
وسراً وجـهـرا
وعقلا وصدراً
بـكـل الـصـورْ
فمهما افتـرقنا ومهما اغتربنا
سنكسرُ يـوماً جسـورَ الســفرْ
*****
دعيني أحـبّـُكِ طـولَ السـنين
ونسكـنُ كـوناً مـن اليـاسمين
ونلقـى الحــياةَ كمـا تـلتـقــينا
ضـياءاً يغـردُ فـوق الــجـبين
ونزرعُ في القلبِ زهرَ الأماني
فيــصبحُ وطـناً.. ويــصبحُ دين
فمن ذا سأعشقُ يا نبضَ قلبي؟
ومـن ذا سيجري إليه الحنين؟
وسافرتُ يا حبَّ عمري طويلاً
وجــربتُ بعـدَكِ كـأساً حزين
رأيـتُ الـطيورَ التي عانقـتـنا
تــودعُ طيــفي مــع الراحلين
وتسألُ عني النجومَ...
وتسألُ عني الأحبةََ والعاشقين
وتبكـيني دمعـاً فتبكي الزهورُ...
ويبـكي الرحــيـقُ...
وتبكي الــمدائـنُ بالســاكنـيـن
ولكنَّ قلبي أتـى اليوم يـجري
يناديكِ جهراً فهـلْ تسمـعين؟
( دعيني أحبُّكْ)
*****
دعيني أحبــُّكِ طـولَ الحـيـاه
فإنْ ضــلَّ قـلـبي فـأنتِ هُداه
تعودتُ سحرَكِ في كلِ دربٍ
فإنْ أظـلمَ الـدربُ أنتِ ضياه
وحـاولتُ يومـا قياسَ الحنينِ...
وحاولـتُ حمقاً أرى منـتهاه
فضلًّّتْ حياتي وضلًّت عيوني
وما كـنتُ يومـاً لأجني مداه
وأشتـاقُ قـلبَكِ في كل وقتٍ
يدقُ الأمـاني كنبضِ المـياه
وأشتاقُ صدرَكِ في كل أرضٍ
يسيــلُ الحنانَ فتحلو الحياه
وأشتـاقُ صوتَكِ في كل لحنٍ
وما القلبُ يعزفُ صوتاً سواه
وأشتـاقُ ثغرَكِ سحراً ينادي
كطـــيرٍ يغــني وقلبي سمـاه
(وأشتاقُ فيكِ..وأشتاقُ فيكِ)
وما الشوقُ يوماً أرى منتهاه
*****
دعيني أحبُّكْ
ولو كان قربي إليكِ انتحارْ
ولو قالوا إنَّ الهوى في المدينةِ...
عيبٌ وأثمٌ عظيمٌ وعارْ
ولو قالوا إنكَ مازلتَ طفلاً
ومازالَ قلبُكَ بين الصغارْ
وإنَّ طريقَ الغرامِ طويلٌ
وفيهِ المخاطرُ ..فيهِ الدمارْ
وفيهِ الجبالُ على كلِ لونٍ
وبعدَ الجبالِ تلاقي البحارْ
وبعد البحارِ ترى الموتَ حتماً
ويتركُ طيفُكَ هذا الديارْ
أجبتُ عليهمْ جميعاً جميعاً
بأنْ لا حياةَ بغيرِ النهارْ
وأنْ لا طيورَ تُغني
وفي الأفقِ بعضُ الغبارْ
وأنَّ الشهادةَ في بحرِ حُبِّكِ..
مثلُ الكنوزِ ومثلُ المحارْ
وإنَّ الشهادةَ فيكِ انتصارْ
*****
دعيني أحبُّكْ
ولو أغلقـوا الــنـورَ في مقـلتـيَّـا
ولو قيَّدوا الخـوفَ في معصميَّا
ولو قطّعوا الـقـلبَ شيـئاً فـشـيَّا
وشادوا الجراحَ فسدوا طريقي
وقــدِموا بـــليلٍ طـــويلٍ عليَّــا
وقتلوا الأماني..وسجنوا الأغاني
وذبحوا المعاني ..وقطعوا يديَّا
سأبقى أحبـُّكِ حــتى انــتـهائـي
ولو كــانَ حـبُّــكِ دهـــراً شقيَّا
فلــولاكِ مـا كــانِ قـلبي يُغني
ولـولاكِ مـا كــانَ عـمـرٌ لديَّا
فأنتِ السعادةُ ألقاها شمساً
تضيءُ المشارقَ ثم المغاربَ
ثـــم تعــودُ وتــدنـــوا إلـيَّا
فتبقى بــقلبي.. وتــبقيــنَ فيَّا
وأبقى على العهدِ مادمتُ حيَّا
دعيني أحبُّكِ...
خـــارجَ كـــلِّ الــقــواعــدْ
وخـارجَ كـــلِّ الـــفــنــونْ
فـــلا الـــشــعــرُ نـــرجـو
ولا الـــنـثــــرُ نـــرجــــو
ولا الرقصُ واللهو نرجو
ولا القيدُ في الحبِ نرجو
فقد قيلَ يوماً:
بأنَّ الحياةَ نظــامٌ
وإنَّ الغرامَ جنونْ
وإنَّ المتيمَ بالعشقِ سوفَ يظلُ أسيراً
لهذي السـجـونْ
وإنَّ المياهَ الحبيسةََ في الأرضِ
تهوى البطـــونْ
وإنَّ الضياءَ يحبُ العيونْ
وإنَّ الشوارعَ تكرهُ صمتَ الليالي
وتلعنُ هذا السكونْ
وإنَّ المسافرَ في نهرِ حُبِّكِ...
سوف يغيرُ مجرى القانونْ
ويجعلُ حبَّكِ فوق القانونْ
دعيني أحبُّكْ
|