حلمي بكر:أنا باق لأني أقرأ بلغة الماضي والحاضر والمستقبل

[MUNIR MUNIRG]

حلمي بكر: أمتلك 300 أغنية لم تظهر للنور أطرحها وقت يشعر المستمع أنه في حاجة للاستماع و يلحن لسيناء أغنية جديدة:
القاهرة ـ 'القدس العربي'07/05/2009 ـ أحمد الشوكي: يحتفل بعودة سيناء من خلال أغنية وطنية جديدة كتبها الشاعر بهاء الدين محمد ووزعها ماجد عرابي كما أنهى تلحينه ثلاث أغنيات جديدة لنانسي عجرم وأخرى لعاصي الحلاني كلمات نزار قباني وثلاث أغنيات جديدة لوردة.قدم الموسيقار 'حلمي بكر' عبر مشواره الفني أغنيات ما تزال علامة في زمن الفن الجميل باقية في عصر يبخل علينا بأغنيات تمتلك الحد الأدنى من النجاح من أغنياته، 'ع اللي جرى'، لعليا، و'عرباوي' لمحمد رشدي و'يا خبر' و'على عيني' لوردة و'ف قلبي جرح' لعماد عبدالحليم و'مهما الأيام تعمل فينا' و'أنا فاكرة' لنجاة.
كما قدم بكر 48 مسرحية غنائية ابتداء من مسرحية 'سيدتي الجميلة' لفؤاد المهندس وشويكار وحواديت وموسيقى في الحي الشرقي لثلاثي أضواء المسرح، وقدم 'تترات' 215 فيلما غنائيا سواء أكانت موسيقى تصويرية أو أغنيات داخل هذه الأفلام ومن بينها 'جفت الدموع' و'الزوج العازب' و'تحياتي لأستاذي العزيز' وغيرها كما قدم فوازير رمضان لمدة 17 عاما متتالية ابتداء بثلاثي أضواء المسرح ومرورا بنيللي وابتكر شخصية 'فطوطة' لسمير غانم وكذلك فوازير حول العالم لشريهان والمناسبات ليحيى الفخراني وصابرين وهالة فؤاد و'قيما وسيما' للوسي و'فرح فرح' لمدحت صالح وغادة عبدالرازق بالإضافة إلى 'تترات' نحو 55 مسلسلا تليفزيونيا وعشرات المسلسلات الإذاعية،
سألته:
هل تشعر بضائقة فنية جراء ما تسمعه من أغان متردية وجمهور ابتعد الكثير منه عن جادة السمع؟
إن على الملحن أن يكون قارئا للجيل الذي سبقه وللحالي وللمستقبل، فلا يستطيع أن يعيش زمنا غير زمنه، ولهذا أصبح موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب موسيقار كل جيل وأغاني الملحنين مثل 'محمد القصبجي' و'سيد درويش' و'محمد فوزي' رغم رحيلهم بسنوات كثيرة أعمالهم مقروءة في المستقبل الذي هو الآن، فهذا معناه أنهم قرأوا بلغة المستقبل القادم، فمن خلال حصيلتك النغمية والمقامية تستطيع أن تقرأ كل الأشكال الغنائية لكل جيل، وأي إنسان بلا ماض فني ليس له حاضر، فهي سلسلة متصلة متى انفصلت حلقة لابد أن تشعر بها كما تشعر تلك الحلقة المفقودة فيما يعرف بلغة الغناء الشبابية الذي فقد حلقة في السلسلة فترددت أعماله وأنا بفضل الله مدرك لهذا ولهذا أنا باق.
تمتلك أغنيات لعليا ولذكرى وغيرهما لماذا لم تخرج للنور؟
أنا أمتلك 300 أغنية لم تخرج للنور بأصوات موجودة وأصوات رحلت منهم وردة وعليا ونجاة وفايزة أحمد وعبدالحليم حافظ، لكن الذكاء أن تخرج هذه الأعمال في مواقيتها كلغة مستقبلية فالموسيقى تشبه الطعام الذي تأكله فقط حين تجوع فالموسيقى جوع واحتياج، قد ترشد الناس بعمل أو اثنين لكن وقت الجوع الذي يستشعر به الناس أنفسهم سيكون تواجدك أكثر تأثيرا.
ما هي أسباب تردي المستمع الآن؟
المستمع الآن ضحية لتغيرات اجتماعية وثقافية وسياسية، فالفن هو ناقل للظروف سواء كانت واضحة أو غير واضحة.
كيف تقيم الجيل السبعيني الذي عاصر في طفولته الأولى أم كلثوم وعبدالحليم وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وغيرهم؟
إن هذا الجيل هو أول من قال للجيل الســابق أنتم لا تفهموننا، وصدر مفـــردات لا ترقــى إلى مستوى الكلام، إذ هي مفردات لواقــع لا يريد أن يعيشه، ومن يخرج من هذا الجيل أو الذي بعده وينحـــاز لعبدالحليم حافظ فهذا معناه أنه امتلك خطورة ضد الفاسد، ومعناه ايضا انك تظهر للقادم بمن رحل، وهذا شأن في كل مكان في العالم يعلو فيه الاقل قيمة، فقد قـــال، 'ريغن' لقد شرفت ولايتنا بأن مر بها في هذا اليوم، مايكل جاكسون وكان ذلك يوم الاحتفال بالعيد القومي لأمريــكا لكن أعمال مايكل جاكسون تراجعت لأنه كان نتاج ظروف وعصر ما، المشكلة لدينا هي أننا لا نتعامل مع قاع الأحاسيس بل نتعامل مع سطحها، فالشباب الآن يضحك حين يستمع في فيلم قديم على لسان عاشق، أنا لم أنم الأمس لأن الكلمة التي يقتنع بها ويوجهها العاشق لعشيقته هي، إن كنت تحبينني قابليني وبنفس الطريقة يتم التعامل مع الموسيقى والسبب أن هذه الأجيال هي تربية الظروف وليس بسبب تربية الأب والأم وانشغالهما معا بالعمل، والحل لدى الملحن ان يقترب اقترابا ما من هذا الجمهور مع احتفاظه بأصولياته ليتم الالتقاء على أرض وسط، فالإبداع عبقرية وتوصيله عبقرية لأزمة كذلك لأن ما يستمعه الجمهور الآن ليس فنا بل هو نكتة'.