الفن الشعبى ذاكره للأمه ام مجرد تفاهات
طالما كانت السير الشعبيه تعبر عن حال الامه وافراحها واحزانها وبطولاتها وملاحمها
فهى اختزال لذاكره الامه وسرد شعبى للتاريخ بطريقه شعريه وفى الذاكره العربيه
الكثير من الملاحم والسير والبطولات التى رويت كسيره الزير سالم والسيره الهلاليه
التى اعتبرها اليونسكو من التراث الانسانى ويجب المحافظه عليها مثله كمثل القطع
الاثريه النفيسه ومع الوقت تتطور الفن الشعبى فاصبح يقدم من خلاله الحكم والمواعظ
من خلال فن الموال وهناك ايضا اغانى الاعراس التى تتميز بها كل منطقه عن الاخرى
حتى بداخل البلد الواحد وهى فنون متوارثه ومحفوظه فى ذاكره البشر من عشرات
او مئات السنين وقد قام الكثيرين من الباحثين والشعراء الذين ظلوا لسنين طويله يبحثون
فى هذه السير والابيات ليجعموها ومن اهمهم الخال عبد الرحمن الابنودى الذى سافر كثيرا
ما بين الحجاز وتونس والشام ليجمع السيره الهلاليه وهناك من يحفظ كثيرا من الابيات
فمثلا الراوى جابر ابو حسين وهو من اهم من روا السيره الهلاليه بالربابه يقال عنه
يحفظ اكثر من مليون بيت من السيره الهلاليه
ولكن فى الوقت الراهن تبدل الامر فاصبح الفن الشعبى متهم بأنه مجرد سخافات واسفاف
وهذا يظهر بوضوح فى اغانى الكليب والعرى والكلمات المبتذله لامثال شعبان عبد الرحيم
وسعد الصغير وغيرهم الكثيرين فهم ينتموا اسما الى الفن الشعبى دون ادنى علاقه به
وقد ساهمت الفضائيات وانحطاط الذوق العام بصفه عامه الى انتشارهم وتحقيق مكاسب
ماديه دون اى اسهام حقيقى فى ذاكره الفن الشعبى او ان يضيفوا له شئ يذكر
سوى انهم سحبوا من رصيده الكثير وان كان عدويه فى يوم من الايام دليل على انعدام الذوق الفنى الا انه الان يعتبر من علامات الفن الشعبى المميزه والبارزه
وقد الف له الكثير من كبار الشعراء كعبد الرحيم منصور ولحن له بليغ حمدى والكثيرين
ومما يؤسف عليه فى وقتنا الراهن هو ان سماع الفن الشعبى اصبح مقصورا على فئه معينه وهى الطبقه الشعبيه وكثيرا من المثقفين ينكروا هذا النوع من الفن ويعتبروا نوع
من التخلف وعدم التحضر بالرغم انه تراث الأمه وذاكراتها فلا مستقبل لمن لا ماضى له
وهنا اتساءل هل الفن الشعبى ذاكره للامه وسرد لتاريخها ام انه مجرد اسفاف ؟؟؟
هل سماع الفن الشعبى مقصور على فئه معينه ودليل على عدم الوعى ام انه فن راقى
ويجب الافتخار بالاستماع اليه ويجب المحافظه عليه ؟؟؟؟؟؟؟
|