منذ أيام قليلات ، شاهدت المطرب ' راسم فخري ' مُستضافاً من قِبل الفنـَّان الإذاعي ' أحمد حلمي ' صاحب أغنية ( يا شمعة لا تنطفي ) على إحدى شاشاتنا الفضائية في برنامج مرئي ، يبدو ليّ أنه قد سُجـِل مؤخراً ، ما جعلني اندهش و أُسرُّ في الوقت عينه ، لأنّ هذا الفنان القدير ، ما انفكّ يغني بالطريقة ذاتها ، التي عهدتها عليه منذ ما يناهز العشرين سنة ، بصوته نفيس المعدن ، في رنينه و لمعانه و مقاومته للصداً و عوامل التعرية الطبيعية ، كما الذهب الذي يبرق في ظلام الأغنية العربية الحالك العتمة ، ليشكـّل لنا بارقة أمل في هذا السديم ، فهو ما يزال في ريعان الشباب و عنفوانه .
 
 راسم فخري
راسم فخري أحمد حلمي
أحمد حلميم القلب و اللا العين أصل الغيّة ؟
فيكمش من يعرف ايرد عليا ؟
 
...
 
يمكن القلب أسبابه
سريب الغلا اللي دايره محرابه
شن وقعه في دهومته شن جابه
ايدير عملته و لا ايهاب مسؤوليه
سيب الغلا و انساه ضم اكتابه
يا قلب يللي ما اتسالش فيه
 
...
 
أصل الغلا م الساعه
من قلب هبل وخاربات اطباعه
يدورد و ديما على الغلا يدّاعى
انجي ننصحه و لا من ايرد عليا
منضل سارح دوم ما يستاعى
اليوم حالته كيف أمس هي هي
 
...
 
بّيان القلب ابجوده
زين زهوته من قبل يوكد عوده
يدور عليه و دايره معبوده
منطاع خاضع فاقد الحرية
نظرة اتهده و الدلال ايقوده
كيفما ايبين القلب قاعد نية
 
...
 
 
أما حكاية عيني
ديما علي درب الهوى ادّاعيني
امتاعة سوابق طبعها امشقيني
اللي تشبحه تهواه تبي زيّه
متولعة حتى من نايسيني
و نسيت اللي ديما ايفكر فيه
 
...
 
من قلبي ولا م العين ؟ سريب الزين
تره قولولي الحب امنين ؟
 
...
 
ريدي ايناجيني
و نا احترت مع قلبي و عيني
و عيني اتقولي ما تشكيني
و قلبي ينين محيرني حب الزينين
 
...
 
اليوم تهنيت
مع عيني و القلب حكيت
قلتلهم نا ريدي لقيت
قالولي زين قلبي و عيوني الاثنين ..
 
 
كاظم نديم
فإذا قمت بذلك على أكمل وجه ، ستعرف أنّ أسلوب المطرب ' راسم فخري ' في الغناء يرين عليه الذكاء ، لذا فهو ينفع لأنْ يكون أنموذجاً ، ليتدرب عليه ، و يحتذي به هاوو الغناء العربي المُتقن في ألوانه التقليدية ( الكلاسيكية ) و الحديثة ، فبعد انتقالك من هذه الأغنية الفائتة ، التي تغلب عليها الروح الأغنية الشعبية المُعدَّلة ، إلى قصيدة ( يا ثغور الورد ) التي غنّاها هو الآخر ، كما غنُتها الفنانة المصرية ' ليلى مطر ' و لكنْ بلحنين مختلفين عن بعضهما البعض ، ستندهش أمام ذكاء هذا الفنـَّان ، الذي يُظهر طبقة واحدة من صوته في أغانيه كلها ، مع إضفاء أسلوب لون كل أغنية على أدائه الساحر ، ففي هذه الأغنية ، يبدأ بداية صوتية من غير مصاحبة موسيقية لأدائه ، على درجة القرار ، و شيئاً فشيئاً يبدأ صوته في الارتفاع إلى أنْ يبلغ الجواب ، بشكل بديع و سلس ، و من دون عثرات صوتية ، محافظاً على زمن الجملة المحدد لها ، لكأنه مُتحكِّمٌ في صوته بطريقة إلكترونية ، حينما ينشد من نظم شاعر الوطن ' أحمد رفيق المهدوي ' هذا المطلع :
 
يا ثغور الوردِ هيّا خبّريني
أرسلي الأنفاس ريَّاً و أنعشيني
املأي الكون بطيب ٍ يا نديَّة
و ابعثي ذكرى حبيبي ليّ هدية
 
 عبد الله كريستة
عبد الله كريستةزي الورد ع الأغصان أوصافه حبيبي
زي المية للعطشان مشتاق لحبيبي
و مهما وصفت و مهما قلت
موش ممكن نوصف حبيبي
 
...
 
زي الزهرة الرويانة .. و ضحكة طفلة فرحانة
مثل النسمة افـ ليلة صيف .. و طير ايردد ألحانه
أجمل من عقد الأزهار .. و أحلى من همسة قيثار
و مهما نظـّمت أشعار موش ممكن نوصف حبيبي
 
...
 
زي البدر في وسط انجوم .. و ألطف من كل الزينين
مثل الصبح النادي ايهل .. على اجناين فل و ياسمين
مثل الفرحة افـ يوم العيد .. احبيبي الغالي نور العين
و زيّه ما فيش اثنين حازه كل الزين حبيبي ..
 
فيا لسوء حُسباني ، كيف ليّ أنْ أتوقع ذلك ، خصوصاً و أنّ الأغنية هذه ، لا تختلف عن أغنيته الطفولية ، و لا تتباين كثيراً مع أغنية ( يا دادة يا ختيارة .. يا زينة كل الحارة ) للفنانة اللبنانية ' طروب ' لا لجهة الإيقاع و لا في الموسيقا ، و يا لسوء حظ المتلقي ، لأنه لم يشاهد هذه الأغنية مصورة ً ، فيا تـُرى بأيّ طريقة كان سيصور لنا الفنان ' عبد الله كريستة ' هذه الأغنية ، لو قـُدِر له أن يخرجها ؟ .