الموسيقار عبده الحامولي
1840-1901 م
سيد المطربين في القرن التاسع عشر .. غنى مزيجاً من الغناء المصرى ، والغناء التركى الذي كان سائداً في تلك الفتره الزمنيه. وقد أسهم إلى حدٍ كبير في إبراز قالب الدور في الغناء العربي. تميز عبده الحامولى بخامه صوتيه قويه ، وجذابه ولكن ما يؤسف حقيقة أنه لا يوجد أي تسجيلات موسيقيه أو غنائيه لهذا الفنان الكبير ، بسبب تزامن وفاته مع بداية ظهور الأسطوانه .
ويذكر المؤرخ الموسيقى كمال النجمي في كتابه (تراث الغناء العربي من الموصلى وزرياب وأم كلثوم وعبدالوهاب) بعض ما جمع من معلومات وأخبار عن الفنان عبده الحامولي في ذاك الزمان القديم عبر المطربين القدامى . بأن مؤلفات وأدوار عبده الحامولى أوشكت أن تضيع بسبب عدم وجود تدوين للموسيقى العربيه في القرن التاسع عشر .. ولكن بعض المطربين الذين عاصروا عبده الحامولى ، حفظوا أدواره عن ظهر قلب ، ثم أدركهم عصر الفونوغراف والأسطوانه ، فسجلوا هذه الأدوار بأصواتهم وتركوها تراثاً للمطربين الذين جاءوا من بعدهم ثم تداركتها فرق الموسيقى العربيه منذ أوساط القرن العشرين .. ودونت أدوار عبده الحامولي تدويناً كاملاً بالنوته الموسيقيه الأوروبيه التى دخلت في خدمة الموسيقى العربيه . وكان عبده الحامولى كبير مطربي القرن التاسع عشر بشهادة جميع من عاصروه وعاصروا أولئك المطربين ، وعلى رأسهم محمد عبدالرحيم المسلوب ، المغنى والملحن الذي عاش القرن التاسع عشر كله والربع الأول من القرن العشرين.
وفي طنطا عاصمة الغربيه نشأ عبده الحامولى محباً للغناء وكان يسمع كبار المقرئين في مسجد السيد البدوي ، وشهد ليالي مولد البدوي التى تقام شهراً كل عام حول مسجده ، ويؤمها أعظم المنشدين والمطربين العازفين ، ومنهم الشيخان محمد شعبان ومحمد المقدم اللذان كانا أول من التفت ، من كبار المطربين إلى صوت عبده الحامولى في حلقات الإنشاد ، فعرفا قدره وتوقعا له نجاحاً عظيماً .. وفي مقهى الشيخ شعبان أو (المعلم شعبان) في حي الأزبكيه الشهير في قاهرة التاسع عشر ، سمع القاهريون صوت عبده الحامولى وآثروه على جميع المطربين ، والتفوا حوله ، ونوهوا به في كل مكان حتى وصلت شهرته إلى قصر عابدين ، مقر الخديوي اسماعيل باشا ، فطلبه الخديوي وصار مطربه ونديمه ، وغمره بعطاياه ، حتى صارت لعبده الحامولى مكانه خاصه في المجتمع المصري أيامئذ ، على الرغم مما كان يعانيه نطربو ذلك العصر من استخفاف مجتمع الأرستقراطيين بأقدارهم وازدرائه لعملهم !