أُحبُّها ، وَ أعشَقُهَا
كأنَّهُ حُلمٌ بَديعٌ ، صارَ وَهْمًا ، وَ الرَّبيعُ قد ذَوَى
بَكَتْ طُيُورُ الدَّوحِ ، نَاحَتْ مِنْ أسى
وَ أسْبَلَ الغُصنُ الزُّهورَ وَ اشَتكى
صاحَ كفى ، شابَ الرَّجا
أينَ الوفاءُ ، وَ الشُّموخُ لم يزَلْ
يا مصرُ ، وَ الحبُّ الكبيرُ في القُلوبِ ما غفَا
يا مصرُ أنتِ قدوةٌ
يا مصرُ يا فجرَ الأماني للمدى
يا مصرُ يا نهرَ الحنينِ ، والفِدَى
ماذا جرى يا وطَنًا
قد علَّمّ الأزمانَ حُبًّا ، وَ وَفا
يا وطَنًا
يخشى على زهرِ الرَّبيع منْ خريفٍ لو أتى
يَا وَطَنًا
منذُ الوجودِ ، فجرُهُ
حضارةٌ ، قوميِّةٌ ، عرُوبةٌ
وشعبُكَ
مثلُ النَّدى على خدودِ الوردِ ، يُوقِظُ الشَّذا
ماذا جَرَى
كيف انتهَى دربُ الهُدى في ليلةٍ
كيف اكتَوى فجرَ الدُّنا ، بِظلمةٍ
يا مصرُنا
هلْ للزِّهور أن تُزيلَ شوكَهَا
هل لِلوجودِ أن يحيدَ عنْ قدرْ
هلْ مِنْ نُفوسٍ يا وَطَنْ
معصُومةٍ مِنَ الخَطَأْ
يا مصرُ يا نبضَ الفؤادِ وَ المُنى
عودي إلى دارِ الأمانِ والحِمى
كوني كما كنتِ الحِمى في محنةٍ
فجرَ الهُدى ، وَ وحدةً
وَ استدركِي
يا مصرُ ، أحلامَ المسا
ثمَّ استفيقي ، وَ استعيدي فجرَكِ
بالحبِّ ، وَ الودِ ، وَ الرَّضا
ومثلما كنتِ الأمانَ ، والفِدَا
لا تسقطي بين الأفاعي والرَّدى
لاتستكيني لِلعدا ، أو فتنةٍ
ثمَّ اذكري بدرَ الزَّمانِ وَالسَّنى
وَ استرجعي ذكرى الشُّموخِ ، وَ العُلا
نصرًا بحربٍ ، وَ سلامًا للوطنْ
بين بناءٍ ، وَ تعميرٍ ، وَ أملْ
بين الأماني ، وَ شموعٍ ، وَ فرحْ
قومي إلى وعدِ السَّما
فلنْ تمسَّ النَّارُ قلبًا ، أوحَجَرْ
أنتِ على مرِّ الزَّمانِ قِمَةٌ
شمسٌ أضاءتْ للبشرْ
يا مصرُ يا أرضَ الهُدى
رغم الدَّواهي إدخلوها بسلام آمنين للأبدْ
ساري الليل