الصديق الغالي د. أنس
صداقتك شيء غال ثمين أعتز به
و صداقة كل عضو من " سماعي " مفخرة لي ... و ...
" الخلق كلهم عيال الله ، و أحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله "
و أخص آل " سماعي " بالذكر لأن " السَّمِّيع " يمتاز برهافة الحس و لين القلب و رقة العين .
و أسأل العلي القدير أن يوفقني لأكون عند حسن الظن
و همسة في أذن كل أخ كريم ...
لأني أنطلق من ذاتي ، و لأنني أقدر عاليا و أثمن غاليا كل من يرشدني إلى عيب ورد في نص لي ...
و بدافع الحب و التناصح ...
أشارك في بعض المداخلات على بعض النصوص ليقيني من قدرة أصحابها على تجاوز الهنات الموجودة فيها
و لم أر في عيوب الناس شيئا كَنَقْصِ القادرين على التمام
و .... المؤمنون نَصَحَة
و .... " رحم الله امرءاً أهدى إلي عيوبي "
و .... النصيحة لا تأتي إلا من المحب
أما من لا يحب فهو غير ناصح .
و .... إن لم ينصحني من يودني ، فمن ينصحني إذن ؟
و أكون حريصا جدا على أن لا أخدش لهم احساسا و على ألا أضع من شأنهم ؛ و تكون النتيجة : إما تجاهلا أو مكابرة من صاحب النص أو اسنتكارا من غيره و يبلغ بهم الحد إلى إغلاظ القول لي كما حدث و تداركتم مشكورين احداها . و لا أريد أن أُجَرَّ إلى الانسياق في خندق التجريح .
و سكوت أحدنا عن إبداء الملاحظات - إن كان يعلم - إنما هو غش و خداع .... هذا إن كتمنا النصيحة ، أما أن نستبدل النصيحة و التقويم بالثناء و الإطراء
فلا تزكوا أنفسكم
احثوا في وجه المداحين التراب
فنحن إذن في واد ، و الحق في واد آخر . بل نحن نسيء إليه من حيث ندري ... أو من حيث لا ندري
و هذه قضية على جانب كبير من الخطورة
أن يقف المرء عند حدود علمه ...
و أن لا يدلي بدلوه فيما يعلم و فيما لا يعلم .
و نحن هنا بحاجة ماسة إلى ذاك الناقد الحصيف المحب الذي يسلط الأضواء الكاشفة على النص قبل أن يتورط الآخرون ممن لا يعلمون عن هذا الفن شيئا أو ممن يندفعون وراء عواطفهم - الفقيرة إلى ما يدعمها من ذاك العلم - فيسيئون من حيث يبدو لهم أنهم محسنون و ...
ليت من لا يحسن العلم كفانا شر علمه
جاء رجل إلى الأصمعي و أسمعه بيتا من الشعر و سأله رأيه فيه ؛ فقال الأصمعي : إنه ساقط مرذول . فقال الرجل : و لكني أستحسنه ... فأجاب الأصمعي : هب أنك ذهبت إلى صراف و أعطيته دينارا فقال عنه إنه زائف فهل ينفعك استحسانك له .
إذن لا بد لنا من ذاك الصراف الأدبي الحاذق الذي يعطي لنصنا إجازة مرور تخوله حق الظهور و تساعدنا على تخليصه من الشوائب المسيئة إليه .
و لا بد لنا من التحلي بتلك الأخلاق الرفيعة التي تلجم ألسنتنا عن الخوض فيما لا نعلم ؛ و أن نرجع الأمر إلى أهله .
و أن نقبل النصيحة ؛ بل و نطلبها في مظانها .
و الناس - كل الناس – يندرج تحت مظلة النصيحة و ليس لأحد الترفع و التعالي عليها كيف و لا و الدين أولا و آخرا إنما هو النصيحة
و لا يدريمراقي الحسن إلا من رقى فيها
و لا يدري معانيالشوق إلا من يعانيها
فتسقيه ... و يسقيها
و تكويه ...
و يبقى مابدا نجمٌ
على الأفلاك يرويها ... و يحكيها