الموسيقار ميشيل المصري..وثلاثة أوراق

[MUNIR MUNIRG]

الموسيقار ميشيل المصري.. الولي المرشد
(ليس هو نفسه فحسب، إنما هو آخرون أيضا، هو الموسيقار 'ميشيل المصري' الذى عزف فكان من السباقين، ووزع فألبس اللحن الأصلى اللباس الأنيق الملائم، ولحن فأدهش.
جمعتنى به ولا تزال بمنزله زيارات أمدنا بها القدر الذى ما يزال بخيلا فى ان يجمعنا (بولي مرشد)، فقد رحل الكثيرون من الذين وهبوا الفن فى ذروته العليا آيات المجد، ولم يبق سوى أولئك الذين يرتعون ما بين المرحلة الوسطى والدنيا، رحل الفن المبهر، إلا أن ( ميشيل المصري) ما زال عودا نضرا يؤتى فنه كل حين، رغم تراجع فى البصر، فقد يغيب البصر عن العين، لكن البصيرة لا تغيب عن القلب لمن أراد لها ألا تغيب، ثلاثة أوراق اقدمها هنا لهذا الموسيقار الكبير.

الورقة الأولى
ميشيل عازفا: عزف وهو صغير فى فرقة ضمت رموز العزف فى مصر وفى سهرات يومية بكازينو (بديعة مصابني)، وظلت أم كلثوم تطلب منه سنينا وراء سنين أن يعزف معها، لكنه كان عصيا، حتى عزف معها فى حفلاتها الأخيرة فى أغنيات (اغدا القاك، من اجل عينيك، يا مسهرني، ليلة حب) وظل عازفا مميزا مع الفرقة الماسية، يعزف ويقوم بتوزيع موسيقى لعشرات الألحان التى تقدمها، وعزف لاحقا مع فرقة الرحابنة بمصاحبة (فيروز) فكان عازف الفرقة الأول، إلا أنه برحيل رموز التلحين والغناء آثر الإنسحاب من مقعد العازف، فقد مات الملحن والمطرب والمستمع أيضا.

الورقة الثانية
ميشيل موزعا: ما بين ثلاثية (عبد الوهاب) .. (بعمرى كله حبيتك، وأنده عليك، وفى يوم وليلة) التى تغنت بهم (وردة) (وقارئة الفنجان) القصيدة الرائعة التى وضع (ميشيل) موسيقى المقدمة لها، ولعل تلك الواقعة تحديدا، واقعة تلحينه لمقدمة (قارئة الفنجان) من كلمات نزار قباني وألحان محمد الموجي قد أثار غضب (ميشيل) مني إلا انه خبر علمته، ما كان لى أن أخفيه، وما كان له أن يغضب مني، إنه فى الحقيقة إحتفاء بأستاذي الذى أتتلمذ على يده فى بحور الموسيقى مستمعا وعازفا، يكون ميشيل المتفرد موزعا ومؤلفا موسيقيا وضع مئات المؤلفات الموسيقية ما بين موسيقى التوزيع لألحان الآخرين، وما بين موسيقاه هو البحتة التى من آخرها موسيقى (حليوه) والتي أنتجتها للأذاعه ولم تذعها.


الورقة الثالثة
ميشيل ملحنا: وأبرز هذه الورقة رائعته (ليالي الحلمية) أجمل الأغنيات الدرامية جميعها، وقائمة أخرى تضم عشرات الأغنيات والموسيقى التصويرية التى وضعها للإسلام، ورغم كونه قبطيا إلا أنه يلحن للإسلام، قال لى .. لقد لحنت هذه النوعية من الموسيقى وأنا ارتدي الجلباب الأبيض وأعيش كالمسلمين، فالأديان جميعها ومن بينها الإسلام هى أديان من عند الله، كلنا نؤمن بالله وبالأنبياء جميعا ومن بينهم عبد الله ورسوله عيسى عليه السلام ومحمد عليه السلام كذلك.
القدس العربي احمد الشوكي
2011-12-05