لأول مرة تحدث
أن يتخلى الفنان عن جمهوره
فأى فنان لا يمكن أن يكون فنان
إلا برخصة يعطيها له جمهور قدر فنه
فلولا الجمهور ..
ما أصبح لأى شىء قيمة
فالجمهور هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة
وعندما أصبح الفن لا يخضع لهذه القاعدة
إنعزل عن واقعه وأصبح
كأنه يعبر عن واقع آخر
لا ينتمى إلى الواقع بصله
فالفن دائما مرآة الشعوب
وعندما يميل الفنان لشخصنة إحساسه
وتوجيه بوصلته لشخص بعينه
أو حتى نظام ... أو إنتماء سياسي
تاه .. وأصبح يحلق في فضاء منعزل تماما
عن خيوط الواقع البعيد
وأسقط عن نفسه مكانة الجمهور عنده
وهذا ما يفسر هذه الربكة
التى تحدث الآن داخل الأوساط الفنية
بل لا أبالغ إن قلت ..زلزال ...
فالفنان الصادق
هو الذي يعبر عن آمال الشعب
وينحاز لملح الأرض ...
وأجمل الأحاسيس تخرج والحزن مهيمن عليها ويعتصرها
فيخرج الفن أكثر قوة وجمال
وليس أحق بهذه الولاء في هذه الفترة بالتحديد ..
من نبض الشارع المصري
والكل يعرف بالعشوائيات
وأحلام الشباب الضائعة ..
واليأس المسيطر على كل جانب
من جوانب الحياة القاسية المريرة
وهى الأغلبية العظمي من شعب مصر
الصابر صبر الجمال ...وتحمل كالجبال
ومن هنا أى فنان يشعر
ويعمل من أجل شعبه
كان لابد أن ينحاز
لقلب هذا الميدان الصامد
ومن هنا أصبح هذا الميدان
مصفاه ...
لتنقية جو الفن
من الرياء والزيف والتصنع
تحية من القلب ...
لقلب ميدان التحرير
الذي أزاح الستائر عن مسرح الفن
لكى نرى من جديد ...
بعدسات ليست لاصقة بشخص أو مذهب
عدسات ثاقبة
ترى بوضوح حتى في عتمة الليل
فقد إستيقظنا وعاد لنا ...
البصر والبصيرة
وأنحنى لصاحب هذه النافذة
التى ألقت ضوء ساطعاً
على جانب مؤثر في المجتمع
وهو الفن .. ودوره الفعال
بشكل كبير فلابد أن يكون بدوره معبرا
وعاكساً لمجتمعه بصدق وأمانة
أستاذي الفاضل منير ...
دام حضورك المنير
أختك دولت
بنت وادي النيل