خطت السنون أخاديدها ، خطوط داكنة على صفحة بيضاء شحبت،تجوب الطرقات ،الشوارع ، الميادين .... نظرات تائهة ، حائرة ، غائرة ، أه ٍ من دورات الزمن ، سرح بها الخيال
إلى القصر الكبير ،............ أين أصبح الآمر الناهي ؟ اين سيدة القصر؟!
أيه ....................
حتى الجداول جفت ، يبدو أن القطرات قد نضبت من البحر الزرقاوي ، هناك لا يزال بريق
منطفيء ، برغم النضوب،...... عصا ً سوداء أبانوسية في يدها ورثتها عن أبيها عن جدها ، تذكرها أيام عز خلت ، عنفوان الشباب ،جمال الصبا ..... أطرقت بحسرة ، أعتصرت بقلبها ألم ، كتمت زفرة كادت تشق الزمن .... لقد أ ُدير لها ظهر المجن ، فأضحت كما تترائى ، تحيا الكفاف ، تكابد أمواج متلاطمات ،
تتوه وسط زحام خانق ،......... ، ............ تلقي شبح إبتسامة في وجوه المارة ، مع كلمات شكر ودعوات ،واليد ترتعش وهي تغمض
على المنة ، تعود أخر النهار ببعض الكلأ ، لتحيا ، تؤي إلى سرير رث ، ...............
مهندم ،رغم ما يسطره من أيات عوز .
يداعبها شريط الذكريات ، تبتسم ، تسبح في ثبات.
تغوص شاخصة من على سطح بناية متهالكة ، تطل على مدينتها العريقة ، فترى أثر مجد
غابر ، لايزال قائم الأثر، كما الصفحة البيضاء والمشرب بحمرة خفيفة على الوجه الواهن .......تذكر بجمال أفل ، تصارعت حوله الرجال ، إلى أن وطئه اللئام ...... أستيقظت ذات صباح لتعيد الكـَرَّة ، فلا سبيل للتقاعس ،ضوضاء ، صخب غريب ، على غير
العادة في هذا الوقت ، خرجت ممنية النفس ببعض يُسر ٍ ، تاهـت وســط الزحام الخانــق ،
تـُلاطم أمواج البشر ،
ـ ماذا هناك ؟؟
لا مجيب ،
أقتربت أكثر فأكثر وهي تلتقط الفتات ، لقد تقدم النهار ، الشمس تميل للإنكسار ، لا بـــد أن
تعرف ما الذي يدور،............... بضع خطوات وتصل إلى البؤرة ، في هذا الميــدان
السلطاني ، تشهد على الجمع مآذن وقباب شامخة ، تذكرهم أيام قد خلت................ ها قد وصلت ، شخصت بناظريها ، هالها ما رأت......... دوامة من البشرالمتلاطم ، تحيط بفجوة ٍ ، وسط الساحة ، مفروشة ٍ ببعض الفـُرش ، تراكمت أموال
وأموال ، أقتربت من المبعثرات ، وقد إنفرجت بعض الأسارير ، فقد يصيبها البعض الذي ترى ، ـ ما الذي يحدث هنا ؟؟؟
ـ من خلفها صوت قوي واثق: للقافلة ...............
ـ إلى أين ولمن ؟؟؟
ـ ستخوض غمار الهول ، ستشق عباب البحر ،
قد تصل .... وربما لا .... ـ هي قوة وإصرار، ليس للوهن ، .......
لندع المتسكعون في الظلمات ، المتكالبون على الموائد .......... لمع بريق في عينيها ، وترقرقت دمعة فرح ، أحتبسها الزمن طويلا ، صرخت في أعماقها
الثأر الثأر، ياااااااااه ، فاض الوادي الجاف بماء صافي ،يحمل أشرعة المرارة ............الأمل ،
أقتربت من المكدسات ، أخرجت كفافها الذي جمعت ، ألقت به وسط الأكوام ......... إستدرات عائدة سعيدة ، شفتاها تتمتم هامسة ....
تمت بحمد الله
القاهرة
8-6-2010
__________________
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حذار من الفتنة
وممن يحيكونها
ــــــــــــــــــــــــــــــ
التعديل الأخير تم بواسطة : محمد رمضان ماضي بتاريخ 08/06/2010 الساعة 06h04