الأخـــ(الأعزاء)ـــــوة
نبـدأ اليوم رحـلة جميلة ، شجـيّة في حياة رائـد
من رواد العصر الذهبي للكوميديا ، أفني حياته وعمره من أجل
رسالته الفنية ، وربما يصل بنا الرواء الى حـد البكاء .. بسبب
مالاقاه في حياته وما وصل اليه في أواخر أيـامه
ولكن ... تلك هي الحـياة !!
ــــــــــــــــ
مولـد أسطورة الكوميديا
ولد الفنان الجميل اسماعيل يس في مدينة السويس
في 15 سبتمبر 1912، والتحق وهو طفلا بأحد (الكتاتيب)
ثم بمدرسة ابتدائية مدة أربع سنوات، انتهت بعدها علاقته بالدراسة،
لأن الأحداث المؤلمة بدأت رحلتها معه. توفيت والدته ودخل والده
السجن إثر إفلاس محل بيع الذهب الذي كان يملكه، ثم كفلته جدته
لأمه، التي كانت إحدى علامات القسوة في حياته، ما اضطر الفتى
إلى العمل (منادياً) أمام محل لبيع الأقمشة (يقف على الرصيف
ليحث الناس على الدخول والشراء، معدداً مزايا الأقمشة
المتوافرة في المتجر) فقد كان عليه أن يتحمل
مسؤولية نفسه منذ صغره،
في انتظار اسماعيل
ما إن حلّ شهر رمضان في العام 1330 في التقويم الهجري،
الذي يقابله أغسطس وسبتمبر من العام 1912 في التقويم الميلادي،
وهو الشهر الذي كان مقدراً أن تلد فيه زوجة ياسين (الأب) مولودها الأول،
وفق حسابات السيدة (رزقة المولدة)، حتى بدأت أسرة ياسين الاستعداد
لاستقبال مولودها، وراح ياسين يشتري كل ما لذ وطاب بما في ذلك
(الفانوس)، غير أن حسابات السيدة الداية لم تكن دقيقة
بالقدر الكافي، ومرّ الشهر سريعاً من دون
أن يصل الضيف المنتظر.
حُـزن .. وفــرح
أبى القدر أن يمهل والدة ياسين لتتحقق أمنيتها
برؤية حفيدها الذي انتظرته طويلا، إذ وافتها المنية ورحلت
وهي في شوق ولهفة لأن ترى ذرية ياسين. الذي حزن حزناً كبيراً
على فراقها كما لم يحزن من قبل، حتى على والده الذي كان مصدر سعادته
وتدليله. شعر باليتم رغم كبر سنه واعتصر الحزن قلبه على فراق من أحب
وانتظر بفارغ الصبر أن يأتي الحفيد الذي أحبته والدته قبل أن تراه.
مرّ شهـر رمضان بأكـمله وثلاثة أيام من عـيد الفـطر المبارك ..
وفي اليوم الرابع استقبل ياسين والدنيا كلها هذا المولود الذي أطلق عليه
والده اسم (إسماعيل) في الخامس عشر من سبتمبر عام 1912،
الموافـق الرابع من شوال عام 1330،
فأعلن عن مولد (إسماعيل يس).
اســــــتراحة