[بو معاذ]

أسعد الله صباحكم ..

كلا العملاقين له مدرسة وأسلوب وطريقة ونهج خاص في التلحين فمن البداية كان السنباطي سنباطياً شرقياً أصيلاً ، ويتضح هذا جلياً في أوائل ألحانه والتي كانت في غاية الجمال والعذوبة والتي لا يسع المستمع لها إلا تصديقها والاستمتاع بها ،غير أنها لم تلق الرواج والنجاح الجماهيري الذي يليق بها ، ربما بسبب عدم شهرته في بادئ الأمر أو لأن آذان "السمّيعة" كان مشبعاً بألحان عبدالوهاب والقصبجي بصوت أم كلثوم آنذاك باعتبارهما أهم وأشهر صوتين في الساحة الفنية. حاول السنباطي أن يتقمص أسلوبهما "بشكل عجيب" في التلحين محاولا إيصال ألحانه إلى الجماهيرية كما في أغنية يا آسرة قلبي لعبدالغني السيد ولكنه ما لبث إلا قليلا ليعلم أن الجماهير لا تتلقى الألحان الوهابية بنفس السخاء مالم تحمل اسمه .

كما أن للسنباطي الريادة في تحرير قالب القصيدة بتلحينه يا نجمة في سناكِ والتي استحقت أن تكون حدثًا في تلحين القصيدة وفي التلحين بشكل عام، لكنها لم تكن بصوت أم كلثوم أو عبد الوهاب، فنُسيَت، خاصةً بعد صدور الجندوللـ عبد الوهاب في العام التالي واعتبارها الفتح الأول من نوعه في تحرير قالب القصيدة، رغم أن السنباطي قام بذلك قبل عام. وقتها، فهم السنباطي أن الفن وحده لا يصنع نجمًا.
ولأن الإقتباسات أمر شائع وطبيعي بين عمالقة التلحين

ولوأردنا أن ننسب السنباطي إلى غيره لقلنا أنه كان قصبجياً كون القصبجي هو المجدد وصانع أسس الموسيقى الشرقية الحديثة .