عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 02/09/2015, 01h49
الصورة الرمزية أبوإلياس
أبوإلياس أبوإلياس غير متصل  
مشرف منتدى فريد الأطرش
رقم العضوية:165965
 
تاريخ التسجيل: février 2008
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,064
افتراضي رد: تحقيق حصري : فيديوهات فريد الأطرش بالألوان – القصة كاملة

التعريف بالسكوبيتون


السكوبيتون كلمة من أصل أغريقي مركبة من كلمتين scopein وتعني شاهد وtonos وتعني الصوت ، ولو أردنا أن نعبر عن مضمون هذا التركيب باللغة العربية لما وجدنا أفضل من عبارة الصوت والصورة ، و السكوبيتون هو الإسم الذي عرفت به آلة العرض التي تبث الأفلام الغنائية الملونة ، إلا أن هذا الإسم غلب بعدها عند عموم الناس على الأفلام المصورة ذاتها ، ليقال سكوبيتون الذي استعيض عنه بسنوات بعد ذلك بمصطلح الكليب clip .
نشأ السكوبيتون في شكله الأول بالولايات المتحدة الأمريكية في خمسينيات القرن الماضي تحث إسم juke-box ، لينتقل بعدها إلى القارة العجوز ، ويعرف نجاحا منقطع النظير في بلديين لاتينيين هما إيطاليا وفرنسا بفضل مجهود فئتين من المهنيين هما مصنعو آلات العرض ومنتجو الأغاني المصورة ؛ ففي فرنسا التي أنتجت ما يفوق 2000 فيديو ملون ، استثمرت شركة كاميكا في صناعة أجهزة العرض ، بينما تميزت في مجال الإنتاج السيدة دايدي دافي بواي التي اشتهرت في الأوساط الفنية الفرنسية بمامي سكوبيتون لكونها كانت بحق أم السكوبيتون .
تمر صناعة السكوبيتون بمراحل متعددة ، فبعدما تكتمل كتابة الأغنية بتأليف كلماتها وصياغة لحنها ، يتم كتابة سيناريو لتصويرها إما على شكل قصة أو حوارية أو بطريقة كوروغرافية ، ويتم اختيار أماكن التصوير التي قد تكون ديكورات داخلية (شقق أوحانات ) أو الطبيعة الخلابة في غابات باريس وضواحيها ، وغالبا ما يتم توظيف راقصات بقوام ممشوق يؤدين رقصاتهن بالميني جيب ، فقد كان صناع السكوبيتون يخاطبون الخيال الجنسي للمتفرجين الذين يشكل العزاب ورواد الحانات أغلبيتهم .
على المستوى التقني ، يتم التصوير باستعمال كاميرات سينمائية احترافية لتصوير أشرطة بعضها صور بأفلام من فئة 35 ملمتر والغالبية من فئة 16 ملمتر وفي الأخير استقر الحجم عند 8 ملمتر لإكراهات الإنتاج ومضاعفة المردودية .
بعد تصوير الكليب تتم عملية المونتاج ، وعملية ملائمة الصوت مع الصورة لأن هذه الفيديوهات تصور بتقنية البلاي باك اعتمادا على الأسطوانات الصوتية المسجلة أنفا بالاستوديو ، ثم يقع تحميض الفيلم وتعمل منه مئات النسخ تعبأ في بوبينات من الحديد يحوي كل منها فيلما يمتد طوله ما بين 30 و 40 متر .
بعد خروج الفيلم من المصانع ، ينتقل إلى دائرة التوزيع ، حيث ينهض بالعملية موزعون عادة ما يكونون هم مستغلو آلات العرض بالمقاهي والحانات والكباريهات .
في المرحلة النهائية ، توضع الأفلام في آلة العرض ( السكوبيتون) ، والآلة كما تبدو في الصورة تتكون من ثلاثة أجزاء هي الخزانة ولوحة الأزرار وشاشة العرض ؛ فالخزانة كما تبدو في أسقل الصورة تحوي مجموعة من الأفلام تصل إلى 36 فيلم إذا كانت الأفلام المعروضة من فئة 16 ملمتر و50 فيلم إذا كانت الأفلام من فئة 8 ملمتر ، بعدها تأتي لوحة الأزرار في وسط الصورة وتضم أسماء المؤديين وأسماء الأغاني ، وفي أعلى الصورة تنتصب شاشة العرض وتشبه شاشة التلفزيون الملون .
أما طريقة الاشتغال ، فتشبه إلى حد كبير طريقة اشتغال موزعات الصودا والمرطبات المعروفة اليوم ، يضع الزبون عملة معدنية من فئة فرنك واحد في فتحة إدخال النقود الموجودة في أعلى الآلة ، وعندما تُقبل عملته المعدنية تعطيه الآلة إشارة البدء في العمل ، ينتقل إلى لوحة الأزرار ويضغط على إسم الأغنية الموجودة على زر بجانب إسم المغني ، عندما تتلقى الآلة الأمر ، يتحرك داخل محركها ميكانيزم آلي يقوم بإخراج فيلم الأغنية المختارة من مكان حفظه ويمر عبر سكة ليوضع في القاريء ، فتبدأ غملية العرض صوتا وصورة ، وعند الانتهاء من المشاهدة ، تقوم الآلة اوتوماتيكيا بتجميع الشريط في بوبينته الحديدية وتعيده إلى موضعه في انتظار آمر آخر .

بالنسبة للإخوة العرب الذين لم يعيشوا التجربة ، ننقل اليهم الأجواء التي يعرض فيها السكوبيتون ، من خلال هذه الصورة الملتقطة من مرقص .

يتبع
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg scopitone4.jpg‏ (69.8 كيلوبايت, المشاهدات 383)

التعديل الأخير تم بواسطة : أبوإلياس بتاريخ 03/09/2015 الساعة 22h35
رد مع اقتباس