الموضوع: محمد فوزى
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 28/07/2009, 09h00
الصورة الرمزية مون1
مون1 مون1 غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:39691
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: أردنية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 276
افتراضي محمد فوزي

قصة حياة محمد فوزى

ولد محمد فوزي عبد العال الحو في حي اسكاروس بمدينة طنطا في عام 1918 كان والده مزارعا ميسور الحال من أعيان بلدة كفر أبو الجندي التي تبعد عن مدينة طنطا بحوالي عشرة كيلومترات.. وكان محمد فوزي الابن الحادي والعشرين في قائمة والده الذي تزوج ثلاث نساء، ولكنه الابن الأكبر لأمه وهي الزوجة الثالثة، أما أخواته وأخوته الأشقاء فهم: حورية، وبهيجة التي اشتهرت باسم هدى سلطان، وزوز التي اشتهرت باسم هند علام، واصغر الأشقاء احمد.. وكان فوزي وأشقاؤه يقيمون في طنطا حيث ولدوا.. أما بقية أخواته وأخوته فكانوا يقيمون مع أمهاتهم في قرية كفر أبو جندي.. ويقول الكثيرون من أبناء كفر أبو جندي أن محمد فوزي وشقيقتيه هدى سلطان وهند علام وهي أسماء فنية قد ورثوا حلاوة الصوت من والدهم الذي كان يحفظ القرآن جيدا ويقرأه ويرتله في مناسبات القرية وفي جلساته مع أصدقائه من دون مقابل.

وكانت علامات حلاوة الصوت تظهر على الطفل محمد فوزي واشتهر بين أقرانه بحب الغناء، وكان يدعى للترفيه عن زملائه في المدرسة فيغني لهم أغاني عبد الوهاب وأم كلثوم.

وعن تلك الفترة من عمره يقول احمد توفيق صالح صديق عمره الذي عينه فوزي فيما بعد مديرا لمكتبه عندما انشأ شركته السينمائية: إن موهبة محمد فوزي في الغناء تأكدت وهو في الثانية عشرة من عمره وفي يوم الجمعة من كل أسبوع كنا نتردد معا على حديقة المنتزه في طنطا لنستمع إلى فرقة موسيقا اللجأ العباسي التي كانت تعزف في كشك الموسيقا ويتطوع بالغناء وينتزع التصفيق والإعجاب من الحاضرين.. وكانت من احب الأغاني في تلك الأيام أغنيات كلنا نحب القمر
و حسدوني وباين في عنيهم و يا جارة الوادي لعبد الوهاب، و ياما أمر الفراق و اللي حبك يا هناه لأم كلثوم.

ومن حديقة المنتزه خرجت شهرة المطرب الصغير وصار له جمهور من المعجبين والمعجبات فدفع ذلك بعض المتعهدين إلى دعوته للغناء في الحفلات والأفراح والموالد خاصة مولد العارف بالله السيد أحمد البدوي الذي اشتهر بلقب شيخ العرب.. ومن طريف ما يذكر انه غنى ذات مرة في أحد الأفراح أغنية محمد عبد الوهاب أيها الراقدون تحت التراب . فتشاءم أصحاب الفرح وطردوه وكادوا يفتكون به.

وقد دفع نجاح محمد فوزي أحد المتعهدين في طنطا واسمه عبد الحميد الصغير ليستغله فكان يقيم له حفلات عامة يجني من ورائها الأرباح من دون أن يسأل المطرب الصغير أجره.. فقد كان كل همه أن يغني ويسمع الناس صوته فقط.
وذات يوم نصحه أستاذ التاريخ والجغرافيا بأن يهذب موهبته على أساس علمي.. وسأله فوزي عن الطريق الذي يتعلم فيه الموسيقا فأشار عليه بأن يستعين بعسكري في فرقة موسيقا المطافئ في طنطا اسمه محمد الجريبلي فتعلم على يديه العزف على العود وأصول الغناء وبعض التواشيح.

وجاوزت شهرته حدود الإقليم ليغني في القرى والبلاد المجاورة في الأفراح والمولد خصوصا مولد السيد احمد البدوي بالمجان ويظل خارج البيت حتى الصباح مما جعله يتخلف عن الدراسة من اجل أن يشبع هوايته الفنية.
وانتهى فوزي من الدراسة الابتدائية ودخل المدرسة الثانوية في طنطا، وقوبل من تلاميذها بترحاب كبير، فقد كانت شهرته كمطرب قد سبقته في اليوم الأول لبدء الدراسة، وقرر التلميذ محمد فوزي أن يقدم شيئا جديدا للمرحلة التعليمية الجديدة ففاجأ زملاءه ذات يوم وقد أمسك بقصيدة من قصائد الشعر المقررة وراح يلحنها وقوبلت هذه المحاولة من زملائه الطلبة بإعجاب وتصفيق.

وفي هذه الأثناء جاء إلى طنطا ضابط الإيقاع الكبير في ذلك الوقت مصطفى العقاد ومعه بعض أفراد فرقته، فسعى محمد فوزي للقاء العقاد والتعرف إليه ودعاهم للاستماع إليه، فأعجبوا به ورأوا في صوته خامة صالحة للغناء، وكان العقاد وقتها عضوا في معهد فؤاد للموسيقا العربية فشجعه على السفر إلى القاهرة للالتحاق بالمعهد
جاء محمد فوزي إلى القاهرة قبل الموعد المحدد لبدء الموسم الدراسي بالمعهد ليلتقي بضابط الإيقاع مصطفى العقاد عضو مجلس إدارة المعهد ليحقق أمله بالالتحاق في المعهد كما وعده بذلك حين التقى به في طنطا.. وعندما ذهب إليه في المعهد كان يعتقد انه سيلحقه به بدون امتحان على اعتبار انه استمع إليه وأبدى إعجابه بصوته.
وادى فوزي الامتحان أمام لجنة برئاسة مصطفى بك رضا رئيس المعهد وعضوية كل من الدكتور محمود احمد الحفني وإبراهيم شفيق وصقر علي وإبراهيم حجاج.. وغنى أمامهم أغنيتي “كلنا نحب القمر” لمحمد عبد الوهاب “وياما أمر الفراق” لأم كلثوم، واجتاز الامتحان بصعوبة لان مصطفى رضا وإبراهيم شفيق من أنصار القديم وطلبا منه أن يغني شيئا من أغاني التراث..
فقال لهما.. يعني إيه يا فندم؟
زي أغاني صالح عبد الحي
مش فاهم يا فندم
أنت مش بتسمع صالح عبد الحي؟
عمري ما سمعته يا فندم.
وغضب مصطفى رضا.. ومر الامتحان بسلام بين الغضب والضحك.. وأصبح محمد فوزي طالبا بالمعهد.
وبدأت رحلة جديدة بالقاهرة مليئة بالحرمان.. وكانت أمه ترسل له جنيها في الشهر، كان لا يكفيه مسكنه الذي كان عبارة عن غرفة بها مرتبة على الأرض فقط.. وقد دفعه الفقر إلى أن يتفق مع صاحب محل حلواني مواجه للمنزل الذي يقيم فيه بأن يتناول الوجبات الثلاث يوميا لبن وكنافة فقط على أن يسدد ثمنها في آخر الشهر.

فجأة ابتسم الحظ ذات يوم عندما فوجئ ببديعة مصابني تستدعيه للعمل في فرقتها بعد أن رشحه لها أساتذته في المعهد ووقعت له عقدا بأجر خمسة جنيهات في الشهر.. فانفرجت أزمته وبدأ يسدد ديونه ويتطلع إلى مستقبل كبير في دنيا الفن.. وفي كواليس فرقة بديعة مصابني نشأت قصة حب بينه وبين إحدى راقصات الفرقة واسمها “لولا”.. وكانت لوائح فرقة بديعة تمنع قيام أي علاقة حب بين فناني وفنانات الفرقة لأنها كانت تعتقد أن تلك العلاقات تجعل كل محب يغار على محبوبته من المعجبين مما يؤثر على سير العمل.. وعندما اكتشفت بديعة مصابني العلاقة الغرامية التي بين محمد فوزي والراقصة “لولا” فصلت “لولا” لتبعدها عن طريق المطرب الجديد، ولما علم فوزي بذلك ذهب إلى بديعة معاتبا إياها على فصلها محبوبته فقالت له: إنه يجب أن يكون سعيدا لأنه لم يفصل هو الآخر فقدم استقالته من الفرقة تضامنا مع محبوبته “لولا” مضحيا براتبه الكبير الذي أنقذه من حياة الفقر.
وبعد تركه فرقة بديعة مصابني قضى شهرا بدون عمل هو و”لولا” ثم اتفق على تكوين فرقة استعراضية غنائية تطوف أنحاء الوجهين البحري والقبلي.. وفعلا قام مع فرقته الجديدة بهذه الرحلة وامتلأ جيبه بالنقود.. وعاد إلى القاهرة ليجد في انتظاره عروضا كثيرة من فرق استعراضية فقبل العمل مع فرقة فاطمة رشدي التي أدخلت إليها الاسكتشات الغنائية كوسيلة لجذب الجماهير واكتشفت فيه فاطمة رشدي موهبة التلحين فطلبت منه أن يضع لها بعض الألحان المسرحية والاسكتشات التي تقدمها على المسرح فكانت فاطمة رشدي أول من أكسبه الثقة في نفسه كملحن، ونشأت بينهما قصة حب سرعان ما انتهت.

توالت نجاحات محمد فوزي فلفت إليه الأنظار مما دفع الفنان الكبير يوسف وهبي إلى اختياره للمشاركة في فيلم “سيف الجلاد” كمطرب وممثل في عام 1944، وقبل عمل محمد فوزي في هذا الفيلم أراد أن يسدل الستار على مغامراته العاطفية فتزوج من السيدة “هداية” بنت الجيران عندما انتقل إلى مسكنه الجديد في حي السكاكيني بالقاهرة في عام 1943، وكان زواجه من “هداية” بعد تعرضه لموقف كاد ينتهي بمأساة فقد وقعت في غرامه فتاة من أسرة تركية أحبته بجنون وعندما علمت انه يعرف فتاه أخرى غيرها هددته بالقضاء على مستقبله بتشويه وجهه بماء النار.. ومن يومها بدأ يتخلى عن شخصية “الدون جوان” ويبتعد عن المغامرات النسائية واقدم على زواجه الأول من بنت الجيران السيدة “هداية” التي أنجبت منه ثلاثة أبناء هم: المهندس سمير ومنير والدكتور نبيل.

واستمر زواج محمد فوزي وهداية ست سنوات ودخل مرحلة الأضواء في تلك الفترة وجذبته السينما بعد إثبات وجوده في فيلم “سيف الجلاد” كمطرب له حضور متميز.. وكان كل أصحابه يقولون له: “هداية وشها حلو عليك يا محمد”.

وبعد عرض فيلم “سيف الجلاد” اختاره المخرج الكبير احمد بدرخان للقيام ببطولة فيلم “قبلة في لبنان” وشاركته البطولة الفنانة مديحة يسري وأنور وجدي وسليمان نجيب وفردوس محمد وكان هذا ثاني أفلامه.. وكان أيضا الشرارة العاطفية التي بدأت بينه وبين مديحة يسري دون أن يظهر أي منهما عاطفة نحو الآخر لأن مديحة يسري كانت متزوجة من احمد سالم ومحمد فوزي متزوجا من السيدة “هداية”.. ثم التقيا مره أخرى عام 1949 في فيلم “فاطمة وماريكا وراشيل” إخراج حلمي رفلة، ثم توفي الفنان احمد سالم، بعد ذلك التقت مديحة يسري مع فوزي في فيلم “آه من الرجالة”،

وفي أوائل 1951 التقيا مرة رابعة في فيلم “نهاية قصة” الذي أنتجه محمد فوزي في نفس الوقت الذي كان ينتج فيه فيلم “الحب” مع صباح وقدما لأول مرة بالألوان ومن إخراج حلمي رفله، ليتزوج بعد ذلك من مديحة يسري حيث استمرت هذه الزيجة، من أبريل/ نيسان 1951، وانفصلا في نوفمبر/ تشرين الثاني 1958.


بعد نجاح فوزي في فيلم “قبلة في لبنان” سنة 1945 وتألقه في فيلم “أصحاب السعادة” سنة 1946 الذي نقله إلى البطولة المطلقة.. قرر أن يتحول إلى منتج سينمائي فأنتج أول أفلامه “العقل في إجازة” سنة 1947 الذي اكتشف فيه الموهبة الشابة “فاطمة شاكر” التي أطلق عليها اسمها الفني “شادية”.. وكان نجاح هذا الفيلم نقطة تحول في حياته الفنية واستطاع في خلال عشر سنوات أن يصبح ألمع نجوم السينما الشبان والمطرب البارز على شاشة السينما المصرية ووصل رصيده من النجاح حتى سنة 1959 الى 36 فيلما آخرها “ليلى بنت الشاطئ” وقاسمه البطولة ليلى فوزي والمطربة فايزة احمد وهو إنتاج وإخراج حسين فوزي.

أما الزواج الثالث في حياة محمد فوزي فكان في عام 1959 وكانت الزوجة هي السيدة كريمة الملقبة “بفاتنة المعادي” التي قدمها المخرج عاطف سالم في فيلم “وحش البحر”
سارت الحياة طبيعية لمدة عامين بعد زواج محمد فوزي من كريمة.. لكن شاءت الظروف أن تصدر في عام 1961 قوانين التأميم وشمل التأميم مصنع الاسطوانات والفيلا التي كان يسكن فيها بالهرم وبها استوديو للتسجيلات.. وتلقى فوزي خبر التأميم وهو جالس في مكتبه باستوديو التسجيل بالعتبة ولم يهتز ولم يغضب بل قال للشخص الذي جاء يتسلم الشركة: أهلا وسهلا دي حاجات في مصلحة الجميع.
وبعد يومين ذهب محمد فوزي إلى مقر الشركة في العتبة بناء على دعوة مدير الشركة الجديد.. ودخل إلى المدير الذي كان يجلس على المكتب الذي كان يجلس عليه فوزي قبل التأميم.. وقال له المدير الجديد “أنا أصدرت أمرا بتعيينك مستشارا فنيا للشركة”.. واستدعى السكرتير وأمر بأن يقود محمد فوزي إلى المكتب المخصص له، وهو عبارة عن حجرة صغيرة كانت تستخدم في عمل الشاي قبل ذلك.. واكتفى فوزي بأن ينسحب معتذرا عن قبول هذه الوظيفة لكن الأمر ترك في نفسه تأثيرا شديد القسوة.
وبعد عامين من زواجه بفاتنة المعادي وبعد ما حدث له من تأميم مصنعه وشركته اشتدت الآلام على فوزي ونصحه الأطباء بالذهاب إلى لندن.. لكن العلاج الإنجليزي الكلاسيكي فشل معه.. ثم سافر إلى أمريكا حيث كان العلاج اكثر جرأة لان المرض كان خطيرا وهو “سرطان في النخاع” ولم يفلح العلاج أيضا معه هذه المرة.. ثم عاد مرة أخرى إلى لندن ليموت هناك بعد شهرين وكان ذلك عام 1966.

أشهر أقوال فوزى


" إن الموت علينا حق .. فإذا لم نمت اليوم سنموت غداً .. و أحمد الله أننى مؤمن بربى فلا أخاف الموت الذى قد يريحنى من هذه الآلام التى أعانيها فإذا مت أموت قرير العين .. فقد أديت واجبى نحو بلدى و كنت أتمنى أن أؤدى الكثير .. و لكن إرادة الله فوق كل إرادة و الأعمار بيد الله .. لن يطيلها الطب .. ولكنى لجأت إلى الطب حتى لا أكون مقصراً فى حق نفسى و فى حق مستقبل أولادى .. تحياتى إلى كل إنسان أحبنى و رفع يده إلى السماء من أجلى .. تحياتى لكل طفل أسعدته ألحانى .. تحياتى لبلدى .. وأخيراً تحياتى لأولادى و أسرتى."

*هذه كانت آخر رسالة من محمد فوزى إلى جمهوره قبل وفاته و قد أرسلها فى منتصف شهر أكتوبر عام 1966
و إليكم أجمل ما قاله (موسيقار الأجيال)محمد عبد الوهاب عن محمد فوزي:
عجباً لهذا الرجل ! لقد عاش طوال حياته شحاتاً متسولاً .. لم يتسول نقوداً أو حباً أو عطفاً ، وإنما كان يتسول النغمات من كل دقائق الكون ...
فحينما كان ينظر إلي القمر كان هذا يعني لحناً جديداً وجميلاً سوف يخرج إلي الوجود بإمضاء (محمد فوزي) ..
لذلك نجد كل أغنياته مناسبه لكل زمان ومكان فهي أنسب ما يقدم في عصرنا الحالي ، ولا عجب في أن نرى نجوم اليوم يغنون أغنياته التي قدمها منذ سنين طويله .

أما الموسيقار فريد الأطرش فقد قال عنه:
(محمد فوزي) بحق كان كسباً للفيلم الإستعراضي الغنائي رحم الله (محمد فوزي) رفيق كفاحي في الفن
ولو أمد الله في عمره لواصل الإبداع الموسيقى الشرقي إلي الشهره العالميه علي يديه .

نوادر وطرائف من حياته

الفنان محمد فوزي الملحن والمطرب والنجم السينمائي المصري, صاحب أجمل الأغنيات شهدت بداياته الفنية الكثير من المتاعب والمعاناة والمطبات والمواقف الطريفة. إلا أن تصميمه وإرادته جعلته يتغلب عليها. لتبقى ذكريات في حياته.

وكثير من المتاعب التي تعرض لها في بداياته, أصبحت عنده ذكريات طريفة. من ذلك أنه عندما كان طفلاً اتفق مع أحد متعهدي الحفلات أن يغني في سرادق أقامه ذاك المتعهد بمناسبة مولد سيد البدوي.‏

ويبدو أن الشرطة علمت أن طفلاً سيغني في السرادق. وهذا ممنوع قانوناً. وقبل أن يبدأ محمد فوزي الغناء جاءه شرطي يدعوه للذهاب إلى قسم الشرطة بناء على طلب الضابط المناوب فرفض الذهاب وقال للشرطي بأسلوب الواثق من نفسه:‏

- أرجو أن تقول لحضرة الضابط (إن الجمهور ينتظرني للغناء, ومش عارف ح انتهي من الغناء ايمتى وإذا كان عايزني يتفضل يقابلني هنا).‏

وانصرف الشرطي, وجاء دور محمد فوزي بالغناء فصعد إلى المسرح, وبينما كان يغني حضرت دورية شرطة وأغلقت السرادق, وأوقفت الغناء فيه, بسبب رفض فوزي الذهاب لمقابلة الضابط ولما علمت الفنانات اللواتي كان لهن فقرات في الحفل بإغلاق السرادق بسبب ذلك المطرب الصغير, تجمعن حوله وانهلن ضرباً عليه بكنادرهن الحادة ذات الكعوب العالية. وبقيت علامة (العلقة الساخنة) على وجه فوزي أياماً طويلة.‏

ومن الأمور الطريفة عند محمد فوزي أن الوحي الموسيقي لم يكن يأتيه, في مكان شاعري أو في طبيعة جميلة, بل كان يأتيه الإلهام في الحمام وهو يستحم, فمعظم ألحانه الغنائية بدأ يدندن بها وهو تحت الدوش.‏

وعانى محمد فوزي في بداياته الفنية من البؤس والفاقة, وكان يضطر أيام الإفلاس لأن يكون فطوره وغذاؤه وعشاؤه من الكنافة البسبوسة والليمونادة وكان يسجل ما يأكل على الحساب.‏

وعندما يكون في حالة مادية جيدة يتناول اللحمة, ومرة كان يغني في أحد ملاهي الاسكندرية وفي آخر الليل عندما ينتهي عمله في الملهى كان يتناول سندويشات لحمة من بائع لحوم على عربة يقف أمام الملهى فيدفع فوزي للبائع شلناً فيصنع له البائع سندويشة فيها لحم فاخر.‏

واستمر محمد فوزي يتناول اللحم من هذا البائع لفترة طويلة أثناء غنائه في الملهى وفي إحدى الليالي خرج من الملهى فلم يجد البائع ولما سأل عنه أخبروه أن البوليس قبض عليه, لأنه كان يبيع لحمة حمير فصرخ محمد فوزي قائلاً:‏

- على كده.. أنا أكلت من عنده حمارين!
رد مع اقتباس