عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 29/12/2009, 15h26
الصورة الرمزية خليـل زيـدان
خليـل زيـدان خليـل زيـدان غير متصل  
طاقـم الإشـراف
رقم العضوية:307960
 
تاريخ التسجيل: octobre 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,767
افتراضي رد: نجــوم لها تـاريخ

حياة البـؤس والشقـاء

كان الصغير يقضي نهاره مع الأولاد في الشارع، يلعب ويلهو معهم،
وكان أكثر ما يتمناه أن يستمر اليوم نهاراً بشكل دائم، لأن ما كان يثير
الرعب في نفسه أن يأتي الليل ويضطر مثل بقية أقرانه إلى أن يعود
إلى البيت، غير أن هؤلاء يعودون ليرتموا في أحضان آبائهم
وأمهاتهم يأكلون ويشربون وينامون وهم يشعرون بالأمان.


كانت الساعات تمضي ثقيلة مرعبة ،
وإسماعيل بمفرده في البيت، الذي يسيطر عليه
الظلام من كل جانب، شعرت بذلك إحدى الجارات فتطوعت
لتشعل له (لمبة الغاز)، وفي كثير من الأحيان يتم نسيانه،
أو تأخذه إحداهن ليأكل ويظل مع أولادها حتى تنتهي رحلة
الأب من العمل ثم المرور على إحدى الخمارات ليشرب
كأسين أو ويعود إلى البيت، معه بعض اللقيمات
التي يسدّ بها جوع صغيره، وربما لا يأكل
هو ليوفر للصغير هذه اللقيمات
ويكتفي هو بالشراب.


حياة بؤس وشقاء وجوع وفقر بل ورعب،
تلك التي كان من المفترض أن يتحملها هذا الصغير
في هذه السن المبكرة، كان والده كلما رأى ماعليه صغيره يزيد
حزنه وغمه ويفرط في الشراب وكأنه كان يتمنى لو انتهت حياته
هو وبقيت أم إسماعيل، فربما تبدل حال الصغير إلى أفضل مما هو
عليه الآن عشرات المرات، لكنه القدر الذي اختارها ليتركه يتعذب
بذنبها وكان يتألم عندما يراه أمامه صامتاً، غير أن نظرات
الصغير تحولت إلى سكاكين تقطع أحشاءه ..


فكان يحنو عليه أحيانا ويصطحبه معه إلى العمل ويتركه يلهو ويلعب أمامه إلى
حين الانتهاء من عمله .. يبدو أن وجود إسماعيل معه جعله يخجل من أن يذهب
كعادته اليومية إلى الخمارات والمراقص التي اعتاد أن ينفق فيها ما لديه من مال


بعد فترة بدأت الأموال تجري في يد ياسين من جديد،
فقرر شراء المشغولات الذهبية والفضية بالأجل، وأعاد فتح
المحل مرة أخرى وعادت الحياة تبتسم من جديد، ولو قليلا،
إلا أن الحال أصبح غير ذي قبل وانتبه ياسين إلى أن البيت
أصبح مهجوراً، وأنه لم يعد قادراً على خدمة إسماعيل،
والأهم من هذا وذاك أنه لم يعد قادراً على العيش من
دون امرأة، ففكر في الزواج من أخرى ربما استطاع
أن يكوّن أسرة من جديد تعيد إليه ما فقده.


وتسرع الأيام لتقدم له مفاجأة جديدة، سرعان ما نسي الأب
المحب للحياة والنساء، الزوجة التي ماتت، وأن ابنه في حاجة
إلى رعايته، فقرر الزواج مرة أخرى، بما أن المال أصبح متوافراً
وهو يحتاج إلى زوجـة .

يـــتبع ....

الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 2.jpg‏ (50.5 كيلوبايت, المشاهدات 277)
نوع الملف: jpg 3.jpg‏ (34.7 كيلوبايت, المشاهدات 276)
__________________


التعديل الأخير تم بواسطة : خليـل زيـدان بتاريخ 15/09/2011 الساعة 15h02
رد مع اقتباس