عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 05/08/2006, 22h19
Ossama Elkaffash Ossama Elkaffash غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:393
 
تاريخ التسجيل: janvier 2006
الجنسية: مصريية
الإقامة: كرواتيا
العمر: 66
المشاركات: 141
افتراضي

توتي توتي
سيبتيني ليه يا حبيبتي بكرة تقعي وتنبطي
ايه الحلاوة دي يا دكتور محمد
مين العبقري اللي لحن الجمال ده ومين العبقري اللي كتب الكلام ده؟؟
شوف دي
ويا ريتك كنتي وقعتي في حليوة شطارته شطارتي
ايه العظمة دي
ولا دي
العشق مهوش حرية ده العشق نصيبة قوية
لايميها يا توتي شوية واعقلي حبة يا امورتي
ايه الجرأة دي على استخدام كلمات زي نصيبة وتنبطي و لايميها؟؟؟
شيء مذهل حقا
ربنا يخليك يادكتور محمد يا نوارتنا يا كبير قوي


اهداء خاص الى استاذي الدكتور محمد الباز برنس الاغنية في سماعي
هذا النص اغنية غناها اثنان من مشاهير المطربين واساتذة الغناء في مصر في بداية القرن العشرين وكان بينهما تنافس ومباراة طويلة.
النص موجود صوتا بصوت محمد افندي صادق في منتدى سماعي
وايضا بصوت احمد ابراهيم في اعادة انتاج عصرية للنص الغنائي
هناك فرق بل فروق ولهذا فتحليلي سينصب اساسا على النص الاصلي مع تقديري الكامل لاداء الاستاذ احمد ابراهيم.
توتي توتي سبتيني ليه يا حبيبتي
بداية او استهلال مباشر يدخل المتلقي السميع في جو النص الذي هو نداء واستعطاف للحبيبة التي هجرت حبيبها. سؤال استنكاري واستفهامي يتم توكيده بالجملة التالية التي تفسر وتجيب ليؤدي الغرض الاساسي وهو الاستعطاف
ده انا عقلي في حبك تاه
اي اصابني الجنون في حبك .الى هنا والتقليدية تخيم على النص ويبدو اننا بصدد سماع اغنية عن الهجر وضياع المحبوب و التوهة واللوعة والجنون يعني قيس وليلى من جديد!!!
لكن يستدرك النص الامر ويتضح انه يستدرجنا بالبداية التي تبدو تقليدية وغير واقعية ويفا جأنا بهذه العبارة التحذيرية
التنبؤية شديدة الدلالة والتكثيف
بكرة تقعي وتنبطي
لا لن اصاب بالجنون لتركك اياي . ابدا بل انتي التي ستندمين وتقعين في شر مافعلت....وهنا تتضح امامنا معان جديدة لعبارة الاجابة لم يته العقل ويذهب نتيجة الهجران بل على العكس نتيجة الحب.ان التوهان المقصود تحديدا هو توهان المحب لحظة وابان الحب . ولكن ان اخترت ايتها الحبيبة الهجران فهذا يعني انني استعيد هذا العقل وابدء اولا بتنبيهك لعواقب ما فعلتيه!!!
وهو ماحدث ومن ثم ينتقل النص الى التوضيح
فيحدثها عن معنى العشق الخاطيء
قائلا:
عشق اليوم ده حاجة هفية
اليوم هنا لا تعني النهارده باللهجة العامية المصرية كالمعتاد وانما تعني الحاضر او المعاصر السائد مثلما في عنوان فيلم بنات اليوم. وهفية اي بلا قيمة اي انه يقول للمحبوبة الغادرة هذا العشق المعاصر بلا قيمة ولكن هناك بعد آخر في كلمة اليوم هو محدوديتها وصغرها زمنيا وكأنه ايضا يحذرها من عدم ديمومة الحب الجديد لاكثر من يوم لانه تافه وبلا قيمة
وهو يوكد على المعنيين بالبيت القادم
عاملة لي القلب وسية
اي حولتي قلبك الى وسية اي مزرعة بلا ضابط يدخلها الجميع ويمرحون فيها وهي كلمة ذات دلالة اقطاعية تدل على العصر وايضا تدل على بيئة الشخص المخاطب او توتي وهو هنا يؤكد على تقلبها ومزاجيتها
ويمهد للبيت الثالث في هذا الكوبليه الذي يقدم الحالة بينه وبين محبوبته
لحقتي تعذبي فيا؟؟؟
هنا التساؤل ليس استفهاميا بقدر ماهو استنكاري تهكمي فالنص يخاطب توتي المحبوبة الغادرة قائلا انها قد تسرعت في الهجر لانها لم تعذب هذا الحبيب بما فيه الكفاية و يتأكد هذا المعنى من القفلة في الكوبليه
التي تصفها بالطفولية و السذاجة
ده انتي لسه بتخطي!!!!
اي انتي مازلت تحبين مبتدأة في امور الحب والعشق والغرام!!!
التهكم هو رد مسبق على موقف سيصفه النص ويوضح من خلاله لماذا المحبوبة طفولية وساذجة ومبتدأة!!!
فايتة لي كده العصرية
بداية الموقف الدرامي الذي يستخدمه النص في الكوبليه الثاني ومن خلال تغيير لحني ليؤكد صفات في توتي المحبوبة الغادرة.
شفتيني ضحكتي عليا
ذروة الموقف ورد فعل توتي الذي يراه النص طفوليا كما يتضح من الخاتمة الدرامية التبريرية للموقف
فرحانة وبتغيظي فيا
الضحك هنا هو ضحك الاغاظة الذي يتعمده الاطفال والمراهقين وكأن النص يصف توتي من خلال الموقف الكامل بالمراهقة والطفولية اي انه يخبرها بطريقة اخرى بان مافعلته لم يؤثر في المحب صانع النص ولذا يعاود التهكم عليها
في قفلة الكوبليه
ده انتي لسه بتخطي!!!!
بعد هذا الكوبليه تأتي مجموعة آهات يختمها الاستاذ محمد افندي صادق بعبارة
ده انا عقلي في حبك تاه
الآهات و العبارة هنا تأكيد على ان الحب مازال مشتعلا في قلب المحب وبالتالي تأكيد على استعداده للغفران واستعادتها
وهو الامر الذي يخصص له الجزء الاخير من الاغنية كما سنرى
في الجزء التاني والاخير من الاغنية يصف النص حالة توتي ولماذا هجرت المحب فهو يبدء بالقول
ويعاتبك تيجي عليا
وهنا القائم بالعتاب ليس المحب وانماهو هذا الشخص الذي فضلته توتي على صاحبنا فالمحب الولهان يقول لتوتي عندما تتعرضين للمعاتبة وغليظ اللفظ من صديقك الجديد تعتبين عليّ و تغلظين لي في القول لانه ليس في يدك اي شيء الا
وتبيعي وتشتري فيا
والعبارة هي تعبير شهير للعتاب الشديد والذي يصل لحد الهزء و المقصود انك ياتوتي لا تجرأين عليه ولكن تتجرأين عليّ انا وهنا تؤدي العبارة معنى هذا لانك تعرفين مدى حبي و تحملي لتصرفاتك فالمحب عينه كليلة كما نعرف
وهو يؤكد هذا ولا يدع اي فرصة لاي معنى آخر بقوله في القفلة
وتزيدي القلب اسيا
انا حصبر وانتي نضفتي
اي ان تصرفاتك تلك قد تؤدي الى زيادة القساوة في قلبي ولكني ساصبر وانتي ستخرجين من التجربة الجديدة بلا حمص نضيفة بلا شيءو كأنه ينتهز فرصة كل قفلة في الطقطوقة ليرسل رسالة تهكم وتحذير مبطن لمحبوبته الغادرة...
ويعاود الهجوم عليها ووصف مافعلت في الكوبليه قبل الاخير
فيقول
نستيني ورحتي ياتوتي
هنا يعاود تأنيبها ويتهمها بنسيانه وتركه والذهاب لآخر ويصف لها في البيت القادم حاله
كده برضه تميلي بختي
لقد اصابته اصابة نكراء تشبه اصابات الحظ التعس اي انها قدر الم به وعصف بهنائه وسعادته
ثم يختم ايضا بالسخرية منها ومن اختيارها
وياريتك كنتي وقعتي في حليوة شطارته شطارتي
والتهكم هنا من الشخص الذي اختارته توتي حيث يصفه بالخيبة والقباحة من خلال وصف الذات بالشطارة والجمال وبالتالي النص يعاود وصف توتي بالطفولية والسذاجة بل وضمنيا يرمي الى القول انها ستعود الى محبها الحقيقي الذي يتمتع بكل الصفات الجيدة التي تطلبها الانثى الحقيقية!!!
نلاحظ هنا ان الكوبليه قبل الاخير في الطقطوقة قد اختار قافية التاء التي تمثل قفلة الكوبليهات او المربعات الاخرى وذلك تمهيدا لانهاء الطقطوقة وهو مايؤدي ايضا الى دعم الجو النفسي العام الذي يتهكم من توتي ويؤنبها على اختيارها وهو الدور الذي تلعبه كل القفلات ذات القافية التائية!
الكوبليه الاخير يقدم درسا ونصيحة وهو في تصوري الغرض الاساسي من النص
الدرس يبدء بشرح معنى العشق
العشق ماهوش حرية
اي ان الحب ليس على الهوا و الاختيار دون التزام و لا مسؤولية وبالتالي ليس صبيانيا طفوليا كما تظنين ولا يحق لك التنقل بين المحبين
ده العشق نصيبة اوية
العشق نصيبة من النصيب وهي ايضا من طرق نطق كلمة مصيبة حيث تقلب الميم نونا وهي طريقة عتيقة بعض الشيء من طرق النطق في العصر الذي غنيت فيه الطقطوقة
ومرة تانية يعاود نطقها مصيبة اي من مصائب الدهر والقدر
اي ان العشق له تبعات ومسؤليات عليك ان تلتزمي بها وهو مايصرح به بوضوح
لايميها يا توتي شوية واعقلي حبة يا امورتي
حيث الدعوة الواضحة للعودة الي العقل اي انه يعتبر ان عودة توتي المحبوبة الغادرة اليه وهو الشاطر الحليوة هي عودة للعقل وعلاج للمشاكل
وهو هنا يقابل مابين غياب عقل المحب بسبب حبه لتوتي و بين تحلي توتي بالعقل والرزانة والكمال عند عودتها لمحبوبها الحقيقي وفي هذا التقابل تكمن اشياء كثيرة منها نظرة ذكورية شوفينية ومنها رؤية تعود لايام العرب الاولى وشعر العشق القديم ومنها ايضا تذكير للمحبوبة ولو على مستوى ضمني بحاله وما آل اليه بسبب حبه لها...
توتي في تصوري نص حقيقي مكتوب في شخصية حقيقية بل انني ازعم ان التنافس على الشخصية كان بين من غنوه
اي محمد صادق ثم صالح عبد الحي
من هي الشخصية ؟؟
قد تجيب الدراسات الاركيولوجية والتاريخية عن هذا السؤال الشائق
المهم ان النص يوضح لنا مرة اخرى ملامح مغايرة عما اعتدنا على رؤيته في كتب التاريخ عن بدايات القرن العشرين
ونستشف منه وجود جو اكثر تحررية ولبرالية في العلاقات بين الرجل والمرأة عما هو معروف وسائد
والله اعلم.

وصلني هذا التعليق الجميل في رسالة خاصة من الصديق العزيز د. وليد عبد الله
الشهير بطبيب نفسي
واحببت بعد استئذانه ان يشاركني الجميع فيه لما به من غزارة معلومات ورؤية ثاقبة مقارنة
وله كل الشكر


*الصديق الجميل أسامة..*
*بداية، تحية واجبة علي الجهد المبذول لتحليل أغنية أو طقطوقة توتي توتي
.. وليس خافيا إحتفائك الشخصي بهذه الاغنيةالتي تمثل قطعة من تاريخ هذه
الفترة بكل إنفتاحها علي الآخر وليبراليتها الواضحة .. وشتان مابين مصر في
العشرينات من القرن الماضي ومصر الآن.*
*والنص قريب من "الهنك والرنك" وهي الميوعة والطراوة في الغناء، والتي
ابتكرها محمد عثمان منذ أيام الخديو اسماعيل وحفلاته الباذخة. وهو شبيه
ببدايات الشيخ زكريا أحمد مثل تعال يا شاطر نروح القناطر .."ارخي الستارة إللي
في ريحنااحسن جيرانا تجرحنا.." للست منيرة وحرج عليا بابا، وما شابه.*
*النص بالتأكيد لا يمثل جو وغناء الافندية في ذلك العصر .. ولكن يؤكد علي
العلاقات الصغيرة الحميمة بين طبقات الشعب وفئاته المختلفة .. مع الاصرار
علي استخدام لغة الشارع والحارة والديالوج المصري المعتاد بعيدا عن أي
فذلكة لغوية .. مع التركيز علي العلاقة الحسية بين الرجل والمرأة خارج إطار
الشرعية المزعومة .. وهو ما يخالف بالكلية ما قيل زورا عن تزمت الناس في
هذه الفترة.*
*الجميل في الموضوع هو تشابه المعني في هذه الطقاطيق مع الجو العام
لاغنيات البلوز القادمة من حقول القمح في الجنوب الامريكي .. حيث الكلمات لا
تخلو من إشارة أو ملمح جنسي وذكر المخدرات والكوكاكين بشكل مجازي خفي كأغنيات
ممفيس وبدايات بيلي هوليداي وإيلا فيتزجيرالد وآخرين*
*Good morning heartache, come rain or come shine, God bless the child,
you rock my world .. you rock my body, ain't gonna stop now ....etc.*
*وهي نماذج شديدة الشبه بأغنيات الخلاعة والدلاعة واستخدام مفردات عامية
صرفة.*
*سؤال سألته لنفسي: هل توتي مصرية؟ أم شامية؟ أم مصرية يهودية؟ أم
أجنبية؟*
*سؤال آخر قد يكون بعيدا كل البعد عن الطقطوقة ولكن إحتماله وارد... هل
توتي إشارة خفية لرجل؟ وقد تكون مصادفة لم يقصدها كاتب الاغنية، ولكن تبقي
شبهة التورية.*
*علي كل حال الطقطوقة مثال حي علي ديناميكية الواقع المعاش في تلك الفترة،
ولسان حال زمن ولي وطمس وجري تشويهه عمدا علي يد عسكر يوليو.*
*شكرا يا أسامة علي التحليل الرائع*
*مودتي

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 07/07/2011 الساعة 17h56
رد مع اقتباس