[عصام اللباد]

ما وصفته لنا يا دكتور راضي يبدو شيئاً محزناً.
وأرجو ألا يستمر طويلاً.
إلى جانب هذا القصور يأتي قصور المحطات الفضائية التي تقوم بنقل الحفلات بأسوأ وبالطبع أرخص طريقة ممكنة.
في ART مثلاً لا يجهد المعد أو المخرج نفسه حتى في معرفة إسم الأغنية أو تهجي إسم المغني أو الفرقة، ولا يعدك بأي طريقة للتلقي. وكأن العرض يتم أحياناً من الكاميرا مباشرة إلى الشاشة، دون احترام كاف للمشاهد المستمع ولا للفنان والفرقة الموسيقية، ولن أتكلم عن سوء التسجيل والتوزيع الصوتي الذي ذكر عنه الأخ محمد تميمي ملحوظة هامة في تعليقه.
يبدو أن الاستخفاف بالناس صار شيئاً عادياً.
ويبدو أن العقود التي تبرم مع الفضائيات لا تحتوي إلا شروطاً مادية.
مثلا، في حفلات تنقلها قنوات التليقزيون والإذاعة المحترمة هنا يكون قي شروط التعاقد شروطاً تسمى Quality Control Contract بموجبه تتحدد أشياء أخرى غير الفلوس، مثل عدد الكاميرات وأجهزة الصوت وحتى أحياناً المعلقين والضيوف والمساحات الإعلانية، وعدد مرات البث، ... إلخ. ولا تترك مثل هذه الإشياء للقنوات الاحتكارية ومزاجها، لأنها (من جانب تجاري بحت، وحتى أتكلم نفس لغتهم) تضر بالسلعة الفنية في مستقبلها وقيمتها. وقد يؤدي ذلك إلى قتل فنان أو مهرجان أو حملة ثقافية أو حتى نوع ثقافي برمته.

أنا في رأيي أن ما فعلته قناة ART بالمؤتمر جريمة فنية، تساوي في رأيي ما فعله به القائمون عليه.
ولا أحب أن أتبنى نظرية المؤامرة دائماً وأتصور القصدية في ذلك.

أحب أن أشير هنا إلى حادثة المزايدات على دوري كرة السلة للمحترفين هنا وتفصيلات شروط اتحاد كرة السلة للمحترفين الفنية على القنوات التي طلبت نقل تصفياته النهائية والتي بلغت حداً معجزاً. والسبب كان أن عدد مشاهدي التليفزيون للعبة انخفض في السنتين السابقتين بنسبة لم تتعد 1%.

هكذا يحافظون على مستقبل سلعهم وفنونهم وانتشارها.