عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 20/04/2007, 11h13
الصناجة الصناجة غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:14138
 
تاريخ التسجيل: février 2007
الجنسية: سعودية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 1
افتراضي الـفـن الحـــجـــــــــــــــــازي ( المزمار - المجس - الخبيتي )

الفن الحجازي هي نوع من أنواع الفنون الشعبية التي تختص بها المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية وتشمل مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة وماجاورها.

وللفنون االحجازية نكهة خاصة لدى سكان وقاطني هذه المدن ويعد المزمار والمجس والخبيتي والدانة أشهرها إضافة الى فن خاص بأهل مدينة ينبع البحرية وهو مايسمى بالفن الينبعاوي أو (البحري) والذين برعوا فيه ولم يجاريهم أحد وبقي بصمة يعرف بها أهالي وسكان ينبع.

وبحثت عن ما يجمع هذه الألوان الشعبية فوجدت تقريرا عبر صحيفة الوطن السعودية هذا التقرير الموجز عنها


المزمار أشهرهاوالمجس والخبيتي أشجاها والصهبة أكثرها عراقة
فنون مكة المكرمة وألعابها الشعبية تتجلى في الاحتفاء بالمليك



حتى بدايات السبعينات الميلادية كانت حاضرة الحجاز تملأ عصاريها ولياليها ببهجة (المزمار)، اللعبة الشعبية التراثية التي يمتد مداها الجغرافي ما بين مدن (مكة وجدة والطائف والمدينة وينبع وصولاً حتى تبوك) في حين تشير المصادر التاريخية إلى أن مداها الزمني يصل إلى ما يقارب الأربعمئة عام، حيث انطلقت مع قدوم المهاجرين الأوائل من الأفارقة قبل حوالي خمسمئة عام الذين استقروا في الحجاز قبل مئات السنين، ولعبة المزمار التي تشيع البهجة والفرح أثناء ممارستها تشبه لعبة (التحطيب) المنتشرة في صعيد مصر، وتعتمد على أجواء من الفروسية وإظهار القوة التي تصل أحيانا لحد العنف مما حدا بالسلطات السعودية إلى حظر اللعبة في فترة من الفترات واقتصرت ممارستها على المناسبات والمهرجانات الرسمية.
تقوم اللعبة على الرقص بعصا تعرف بـ (الشون أو النبوت) وذلك على إيقاعات تتكون من (النقر زان والمرجف والعلبة والمرد) والأخير عبارة عن زير صغير مجوف ومغطى بالجلد من جهتيه ويقوم بالرد على النقر زان، وتبدأ اللعبة بإيقاد نار وسط باحة كبيرة يتحلق حولها اللاعبون الذين ينقسمون إلى صفين يتبادلون الأهازيج المكونة من خليط لكلمات شعبية تعرف بـ(الزومال) يطلقها شخص واحد فتردد خلفه المجموعة بنغمات مختلفة ملؤها الفرح والحماسة في طقوس تحترم آدابا وقوانين تبرز احترام الصغير للأكبر سناً، ويتم الرقص حول النار على التوالي فينزل راقص من صف وراقص من الصف الآخر في نزال أشبه بالمبارزة وهو ما يعرف بـ (الجوش)، بينما يتفرغ بقية الصفين للغناء والتصفيق في احتفالية إن لم تتم السيطرة عليها قد تدفع اللاعبين للاندماج بصورة قد تكون هستيرية تتسبب في إحداث الشجار في حلبة اللعب.
وهناك مصطلحات أخرى في اللعبة مثل (القشاع) ويطلق على الاستعراض بالعصا بمهارة وحذق، و(التقريع) الذي يعني أن يضرب الواقف على الصف بعصاه على عصي الواقفين في الصف لتفريق المضايقات وإتاحة مساحة للراقصين.
المجس.. خصوصية تميز الفرح الحجازي
في مساءات وليالي الأفراح تتعالى في فضاءات الحجاز أصوات ندية تتدفق حاملة الشجن والفرح معاً في تمازج آسر. هذا الفن الذي نبت وترعرع في المنطقة وعرفته باسم (المجس)، يبدو في شكله الأولي ضربا من ضروب (الموال) العربي الذي تعرفه كل أقطار العالم العربي كالموال المصري والعراقي والشامي، بيد أن (المجس) تميزه خصوصية في الأداء والمقام، ولا يمكن تأديته إلا من قبل أبناء المنطقة ومناطق انتشاره جغرافياً هي (مكة، المدينة المنورة، جدة)، وتختلف المصادر التاريخية في سبب تسميته بـ (المجس)، فثم قول يرى أنه سمي بذلك (لأن المغني قبل أن يشرع في الغناء يجس نبض المتلقين ويهيئ لهم الجو مشعراً إياهم بما سيغني)، ويرى الموسيقار غازي علي (أن من مستلزمات المجس قفله بآهة "يالال" شاقة الفضاء بعذوبة، ويؤدى هذا اللون على مقام الحجاز لذا يصعب على من هو من خارج بيئة الحجاز تأديته، إذن هو فن حجازي خالص ينهض على مقطوعة شعرية مكونة من ما بين أربعة أو ستة أبيات من عيون الشعر العربي، ولا يؤديه إلافنان يجيد التلاعب بالمقامات، وكان مؤدو المجس يعرفون بـ(الجسيسة) ومن أشهر من عرفتهم مكة المكرمة من البارعين في أداء المجس (حسن جاوة سعيد أبو خشبة وحسني داغستاني وعبدالرحمن مؤذن "الإبلتين" وعمر بخاري، ومحمد الريس والشاولي والشريف هاشم، وفي العصر الحديث محمود حلواني وعمر كدرس، واشتهر في العقدين الأخيرين محمد أمان الذي يرى (أن مما يشتهر به المجس تعدد مقاماته ولا يمكن أن يؤديه أي فنان إلا إذا كان يتمتع بقوة الصوت وجماله والقدرة على التنقل بين العرب الصوتية).
أما الرأي الآخر في سبب التسمية فيذهب إلى (أن المغني لابد أن يجس المقام الذي سيغني به فيترنم بالأبيات حتى يروق له المقام فينطلق بالغناء).
ويذكر الموسيقار طارق عبدالحكيم موقفاً يبرز صعوبة أداء المجس يقول (مرة اجتمعنا بالفنان وديع الصافي ورغم ما يملكه من قوة وجمال صوت إلا أنه لم يستطع تأدية المجس لصعوبته عليه وعدم معرفته لطريقة أداء هذا اللون الذي نشأ في مكة قبل أكثر من مئتي عام).
ولا يزال المعنيون بالمسألة يذكرون الفنان (سراج عبدالغني) الذي أدى المجس قبل أكثر من مئة عام في مكة المكرمة. وكان الفنانون القدامى قد لخصوا المقامات وأخذوا من كل مقام حرفه الأول وجمعوا هذه الحروف (ب ح م ر س ج) التي تعبر عن المقامات الحجازية السبعة، فكل حرف من هذه الحروف يرمز إلى المقام المأخوذ منه، فحرف الحاء يرمز إلى مقام الحجاز الذي تأسس في المنطقة ثم انتشر في العالم العربي وما زال يحمل نفس الاسم في علم الموسيقى العربية اليوم.
وفي الوقت الحاضر استمر المجس يحضر بنفس قوته وجماله القديمين في مناسبات عقد القران وبعض المناسبات الاجتماعية الاحتفالية وإن قل عدد مؤديه أو عدد المجيدين له ولكن يبقى صوت محمد أمان هو الأقوى والأميز في الوقت الراهن.




مرفق مجس بأحد أفراح مكة خلال عام 1427هـ وهو بصوت الأستاذ الجسيس / صالح أبكر

ولكم حب وتقدير : الصناجة "المكاوي"
الملفات المرفقة
نوع الملف: rm مجس مكاوي 2.rm‏ (538.8 كيلوبايت, المشاهدات 308)

التعديل الأخير تم بواسطة : abo hamza بتاريخ 21/07/2011 الساعة 05h47
رد مع اقتباس