عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27/07/2006, 09h45
Shiraz Shiraz غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:18
 
تاريخ التسجيل: octobre 2005
الجنسية: لبنانية
الإقامة: لبنان
المشاركات: 13
افتراضي الإعلانات والإستفسار وطلبات كتب متنوعة

كتاب يوثق عالم الغناء السري في مصر
2006/05/09
القاهرة ـ من سعد القرش: يخرج قاريء كتاب عن تاريخ الاغاني الشعبية المصرية بما يشبه النتيجة التي تشير الي أن المصريين يقاومون بالغناء كل شيء من الهموم اليومية الصغيرة الي الهزائم العسكرية. يقول علي الشناوي مؤلف كتاب الاغنية الشعبية ان المواطن المصري بعد حرب 7691 بحث عن مهرب مما اعتبره هوانا وفقدان ثقة بالنفس فلجأ الي استهلاك أعمال غنائية وصفها بالممنوعة والهابطة لمؤدين مجهولين تصدروا عالم الغناء السري في تلك المرحلة. وحرص المؤلف علي أن يسجل الجاذبية التي يحظي بها هذا اللون الغنائي لدرجة دعت مطربين كبارا الي تقديم أعمال ذات طابع شعبي ومنهم أم كلثوم وعبد الحليم حافظ الذي غازل جمهوره ببعض الاغنيات منافسا المطربين الشعبيين.
وفي تعريفه للاغنية الشعبية يقول المؤلف انها العمل الذي يخرج من الناس ويعبر عنهم ويستطيعون غناءه حيث يكون لهذا اللون الغنائي أثر عميق في تشكيل وجدان الشعب كما أن هؤلاء المطربين أناس عاديون يشعر المستمع بأنهم مثله وليسوا نجوما هبطوا من السماء. وسجل بعض تجارب مطربين بارزين قدموا أغنيات شعبية منهم أم كلثوم في (الفوازير) التي كتبها بيرم التونسي ويقول مطلعها.. جول لي ولا تخبيش يا زين.. ايش تجول العين للعين وعبد الحليم حافظ في (علي حسب وداد قلبي) وكذلك السورية فايزة أحمد في (يامه القمر ع الباب) و(غازلة له يامه بايدي الطاقية) و(تمر حنة) كما غنت اللبنانية صباح (ع البساطة) و(الغاوي ينقط بطاقيته) والمصري محمد فوزي (يا ولاد بلدنا يوم الخميس.. هاكتب كتابي وابقي عريس). ومن أبرز المطربين الشعبيين محمد عبد المطلب (0191 - 0891) صاحب أغنيات (ساكن في حي السيدة) و(السبت فات) و(ودع هواك) وعبد الغني السيد (2191 - 2691) في (البيض الامارة) و(ع الحلوة والمرة) ومحمد قنديل (9291 - 4002) في (جميل واسمر) و(يا حلو صبح) و(أبو سمرة السكرة) وعبد العزيز محمود (8191 ـ 1991) في (منديل الحلو) و(تاكسي الغرام) وكارم محمود (2291 - 5991) صاحب أغنية (عنابي). أما محمد رشدي (8291 - 5002) صاحب أغنيات (قولوا لمأذون البلد) و(كعب الغزال) وغيرها فيأتي في مقدمة الجيل الثاني من المطربين الشعبيين وأصبحت أغنيته (عدوية) اسما لشخص اخر قيل انه أداها ارتجالا في أحد الافراح فصارت لقبا له وهو أحمد عدوية. ويقع الكتاب الذي يصدر اليوم الاثنين في 291 صفحة كبيرة القطع. وقال الشناوي ان الاغنية الشعبية تحولت منذ نهاية الستينيات وحدث لها في كثير من الاحيان ما يشبه تغيير الجلد علي أيدي من اعتبرهم منتسبين هبطوا بالغناء الشعبي الي مستوي الكلمات التافهة والنكات السخيفة .
وأضاف أن عدوية أصبح رمزا لهذا الغناء الشعبي في السبعينيات منذ ظهر عقب النكسة في اشارة الي حرب يونيو حزيران 7691 التي استولت فيها اسرائيل علي هضبة الجولان السورية وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية العربية وشبه جزيرة سيناء التي استعادتها مصر بعد معاهدة سلام أبرمتها مع اسرائيل عام 9791. لكنه أشار الي أن عدوية غني مواويل وأغاني من تلحين موسيقيين بارزين منهم سيد مكاوي وبليغ حمدي وكمال الطويل كما كتب له مأمون الشناوي الذي كتب لام كلثوم أغنيات منها (ودارت الايام) و(بعيد عنك). كما أشار الي أن حرب 7691 والانفتاح الاقتصادي في مصر منتصف السبعينيات تسببا في دخول مفردات غريبة الي الغناء الشعبي كما يبدو من أغنيتي عدوية (بنج بنج بنج) ألحان بليغ حمدي و(كراكشنجي دبح كبشه) التي كتبها مأمون الشناوي الي جوار أعمال أخري تتفق مع منظومة الغناء الشعبي الذي يحث علي الصبر والامل ويلعن الفراق والخيانة كما يدعو الي الفرح بالحياة. وقال ان أغلب الغناء السري في تلك المرحلة كان حصاد مؤدين مجهولين ومنتجين تجار لا علاقة لهم بالفن وغرف للتسجيلات تحت بير السلم بدلا من الاستوديوهات وكانت الثمرة أغنيات ممنوعة وهابطة وغير مجازة رقابيا اما لتدني مستواها أو لعدم مراعاة الذوق والاداب العامة وأضحت الاغنية الشعبية التي كانت عنوانا للاصالة توصف بالاسفاف والهبوط .
وأرجع المؤلف بداية الغناء السري الي كواء اسمه أنور العسكري كان شرطيا في الستينيات ومنها حمل لقب العسكري وكان يرتجل الغناء البلدي بدون موسيقي واستعان به المخرج المسرحي فايز حلاوة (2391 - 2002) ليغني في مسرحية (قهوة التوتة) ثم اختاره مخرج اخر لغناء مقدمة مسلسل تلفزيوني نجح انذاك فاشتهر العسكري ووجد من ينتج له اسطوانات. ويعد حلاوة الذي تخرج في كلية الحقوق بجامعة عين شمس مؤسس ما يعرف بالكباريه السياسي الذي يتناول علاقة المواطن بالسلطة. وأخرج مسرحيات منها (روبابيكيا) و(يحيا الوفد) و(البغل في الابريق) و(الباب العالي).
وقال الشناوي ان نجاح أعمال العسكري جعله مدرسة تخرج فيها كثيرون منهم شعبان عبد الرحيم وكتكوت الامير وحسن الاسمر وعبد الباسط حمودة وهو معتمد من لجنة الاستماع بالاذاعة والتلفزيون منذ عام 4891 وحصل علي بطاقة اعتماد كمطرب من لجنة استماع ضمت الموسيقيين محمد الموجي وبليغ حمدي وسيد مكاوي وحلمي بكر وعمار الشريعي. وأبدي المؤلف حيرته من منع اذاعة أغاني حمودة في التلفزيون المصري والاكثر غرابة استمرار منع الاعلان عن أعماله. وأضاف أن عدوية اشتهر في بداياته بشارع محمد علي بأداء مواويل العسكري مشيرا الي أن ثلاثة ينسب اليهم اكتشافه هم المطربة شريفة فاضل وسمير محجوب مؤلف أغنية (صافيني مرة) أول أعمال عبد الحليم والشاعر مأمون الشناوي. وأضاف أن عام 9691 يؤرخ له ببداية مرحلة مختلفة منذ غني عدوية السح الدح امبو ـ ادي الواد طالع لابوه. يا عيني الواد بيعيط ـ الواد عطشان اسقوه حيث سجلها ثم ذهب الي ليبيا في مطلع السبعينيات لمدة 12 يوما ليغني هناك مقابل أربعة جنيهات مصرية عن كل ليلة. ثم استيقظ الشارع المصري علي الاغنية التي ساهم نجاحها في أن تصبح حدا يفصل الغناء الشعبي قبلها وبعدها. وقال المؤلف ان مبيعات الاغنية حققت لاول مرة في مصر رقم المليون نسخة وهذا منح صاحبها الثقة بعد عودته من ليبيا فاستعانت به السينما لتضمن رواج الافلام. ولم تهتز شعبيته بسبب تجاهل أجهزة الاعلام له أو الهجوم عليه. وأضاف أن هذا اللون الغنائي كان يجد طريقه الي المستهلك رغم مطاردات أجهزة الرقابة مشيرا الي تجربة سامي علي الذي درس الموسيقي وحين تكرر اخفاقه في تقديم عمل راق انتهي مغنيا خلف الراقصة سحر حمدي من أجل لقمة العيش وقدم أغنيات طاردتها الرقابة يقول في أحدها.. اللي شرطة عينه بتجنن ـ أقول له نظرة يقول يحنن ـ يجنن . كما أشار الي حكم قضائي عام 6891 بتغريم عدوية مبلغا ماليا بتهمة أداء أغنيات مخلة بقواعد الاداب العامة وسبق أن أحيل عدوية عام 5891 الي النيابة وأخلي سبيله بكفالة 005 جنيه لغنائه في أحد الملاهي بطريقة مثيرة ويقوم بحركات بيده أثارت رواد الملهي .
وقال ان الغناء السري كان يتبع تجمعات المصريين خارج البلاد ففي الثمانينيات كان بالعراق مئات الالاف من العمال المصريين الذين احتفوا بتجربة عادل المصري وتبارت محلات الاشرطة ببغداد في طبع أغنياته في أشرطة وجدت رواجا. ويسجل الكتاب أن المصادفات صنعت نجوم الاغنية الشعبية في مصر وأنهم ينتمون الي فئات دنيا في المجتمع فبعضهم كواء واخر صانع أحذية مثل فوزي العدوي صاحب أغنية (كله يرقص.. كله يغني) وثالث يقرأ القرآن في المقابر مثل محمود سعد وكان منافسا لشعبان عبد الرحيم الذي عايره في أغنية (التربي خد عربون ولا جاش) ورابع ميكانيكي هو سيد عبد الرحيم شبيه شعبان. كما يسجل ابتكارات لهؤلاء المؤدين ليصنعوا البهجة في الافراح فعلي سبيل المثال كان جابر النمر صاحب أغنيتي (العمدة الالي) و(محمود ايه ده يا محمود) ذا جسد نحيل فلجأ الي الجلوس علي كرسي ويحمله المدعوون ليغني فوق الاعناق ويعد أول مطرب أدخل تجربة الغناء علي الكراسي غير الموسيقية . أما أحمد العجوز الذي جاء من اسنا بصعيد مصر فساقاه مبتورتان ويغني علي كرسي متحرك ويمتلك امكانات صوتية يحسده عليها كثيرون .
ودفع أحد هؤلاء المطربين وهو بيومي المرجاوي حياته في حين كان يظن أنه يسعد اخرين حيث أصابه طلق ناري وهو يغني علي المسرح بأحد الافراح الشعبية ففارق الحياة. وتغني مطربون اخرون بأسماء مسؤولين كما فعل شعبان عبد الرحيم حين غني بحب عمرو موسي وبكره اسرائيل بعد اندلاع الانتفاضة في سبتمبر أيلول 0002 وتردد انذاك أن الاغنية عجلت بانتقال وزير الخارجية المصري الاسبق من الوزارة الي منصب الامين العام للجامعة العربية.

التعديل الأخير تم بواسطة : نور عسكر بتاريخ 25/05/2020 الساعة 13h55
رد مع اقتباس