عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 28/12/2009, 20h17
الصورة الرمزية خليـل زيـدان
خليـل زيـدان خليـل زيـدان غير متصل  
طاقـم الإشـراف
رقم العضوية:307960
 
تاريخ التسجيل: octobre 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,767
افتراضي رد: نجــوم لها تـاريخ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة unes zaky مشاهدة المشاركة
الأخ الريحانى بك
الأخ el kabbaj
تحياتى لشخصكم الفنان المتميز
لما لمتعونا به من درر غالية ومتميزة

جزاكم الله خير
أهـلاً بك أخي الفاضل
ونتمنى لك متابعة طيبة
ــــــــــــ
بـدايـة المصــاعب

لم يمض وقت طويل على استقامة ياسين
حتى عاد إلى سابق عهده، غير أنه كان هذه المرة أسوأ،
عاد من جديد إلى سهراته ومغامراته النسائية والسهر حتى الصباح.
انصرف عن عمله وشغلته غرامياته عن أسرته وابنه فعاشت زوجته
المرّ والشقاء من جديد، انصرف عنه الجميع، بمن فيهم أصدقاء
السهرات والحظ، لسبب بسيط أنه لم يعد لديه ما يبتغونه
منه بعدما بدا إفلاسه وشيكا ، أهمل تجارته وقلّص
عدد العاملين لديه ولم يبقِ إلا على قلة منهم.




بسبب سوء أحواله أصبح ياسين دائم الشجار مع زوجته
(أم إسماعيل) لأنه لم يعد ينفق على البيت، حتى مصروف الأكل والشرب،
كان يترك الأم وطفلها أياما وربما أسابيع من دون أن يسأل عنهما
وكيف يأكلان ويشربان وكيف تدفع ثمن تعليم الصغير
في (الكُتاب) الذي حرصت على أن يلتحق به
ليتعلم قراءة القرآن الكريم.



حاولت الأم أن تتماسك وتتحمل من أجل ابنها
وبيتها الذي يوشك على الانهيار، وزوجها الذي يسير
في طريق لا نهاية له ويجرف استقرار البيت ومستقبل الابن معه،
الذي بدأ يكبر ويفهم معنى أن يتشاجر والداه يومياً، لدرجة أنه
كان يستيقظ في أواخر الليل على أصوات صراخهما،
عندما يأتي الوالد في ساعات متأخرة من الليل


يُـتــم مبـــكر

مع برد الشتاء القارس، وفي ظل عدم وجود
ما يحمي الأم وصغيرها من البرد ولا يملأ معدتها
من طعام ، بدأت الأمراض تداهمها ، فأصاب المرض صدرها،
مع ذلك كان همها الوحيد الحرص على حياة هذا الوليد، فلا ذنب له
ليأتي إلى الدنيا ليشقى، كانت تمنع نفسها من الطعام لتطعمه وتتحمل برودة
الجو لتدفّيه وتدبر بالكاد ما يكفل استمرار تعليمه الذي كانت حريصة عليه
علّه يحقق حلمها يوماً ويكون كما تمنت، كل ذلك جعل صحتها
تتدهــور وتصبـح وهي في ريعـان الشــباب ،
عـجـوزا طـاعـنة في الســن !



ومضى الحال بالأسرة من سيئ إلى أسوأ حتى جاء اليوم الفصل،
ليس الفصل في العلاقة بينهما بل في حياتهما معاً وحياة طفلهما، فلم يكن
شجارهما في هذا اليوم مثلما سبق، كانت المرة الأولى بل الأخيرة التي يصل
فيها الشجار بينهما إلى هذا الحد فقد طلبت منه أن يؤمن لهما قوتهما
هي والطفل وينتبه لبيته احتدّت الزوجة واحتدّ ياسين، ولم يتحمل كلامها
الذي شعر بأنه سكين يمزق أحشاءه فدفعها بيده ليبعدها عن طريقه
وهمّ بالخروج من البيت، غير أنه فوجئ بها تسقط على الأرض،
فعاد إليها مسرعاً ، خشية أن يكون حدث بها مكروه
وسألها :
- أم إسماعيل، مالك، ردي عليّ، أم إسماعيل!
لكنها لم تنطق سوى بكلمة واحدة
- إسماعيل...


وضع رأسه على صدرها لم يسمع نبضاً،
خرج إلى الشارع وحاول أن يستغيث بالجيران،
أو يفعل أي شيء وتجمع الجيران، لكن أحدا لم يستطع
أن يفعل شيئاً ، ماتت الزوجة المسكينة على الفور.


رحلت الأم وأصبح اسماعيل مشكلة المشاكل بالنسبة لأبيه ،
فقد خلا البيت عليهما ولم يشعر ياسين بمدى حبه لزوجته إلا بعد فقدها
وحرمانه منها للأبد ، فعاد الى الخمر مرة أخرى لدرجة أنه لم يبقِ على أحد
من العاملين فيها، ولم يعد قادراً على أن يدفع لهم أجورهم بعدما تراكمت عليه
الديون، فاضطر في النهاية إلى أن يبيع ما فيها ليدفع جزءاً من ديونه وينفق
ما تبقى على الخمر، وتحول المحل من بيع الذهب إلى بيع بعض مشغولات
الفضة التي لم تكن تكفي حتى لقوته اليومي هو والصغير إسماعيل،
وعندما زاد الموقف تأزماً اضطر إلى التضحية بتجارته وتجارة
والده وأجداده، لتنتهي إلى الأبد، فباع الورشة وأغلق المحل،
مع ذلك لم يبق ثمن الورشة معه أكثر من شهر، وما إن
نفدت نقوده حتى تبدل شكله وحاله، وبعدما كان
يرتدي أفضل الملابس وأغلاها ثمناً،أصبحت
ملابسه رثة، وفي بعض الأحيان ممزقة،
فيبدو لمن يراه ولا يعرفه أنه
يتسول قوت يومه!!


على الرغم من أن إسماعيل كان في سن مبكرة من عمره،
إلا أنه كان على درجة من الوعي والمعرفة ما جعله يدرك حجم الكارثة
التي حلّت بأبيه فضلا عن حزنه الشديد على رحيل أمه ، القلب الوحيد
الذي عشقه وتألم له، حتى وهي في النفس الأخير لم يكن هناك شيء
في الدنيا يهمها سواه ، وكان اسمه آخر ما نطقت به.
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg س.jpg‏ (60.1 كيلوبايت, المشاهدات 825)
نوع الملف: jpg 1.jpg‏ (37.4 كيلوبايت, المشاهدات 811)
__________________


التعديل الأخير تم بواسطة : خليـل زيـدان بتاريخ 29/12/2009 الساعة 14h16
رد مع اقتباس