عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 28/09/2009, 16h59
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوه الاعزاء
السلام عليكم


ذكريات جميلة عن الفنان الرائع المرحوم سليم البصري


وبرنامجه (تحت موس الحلاق)







اسمه (سليم البصري) وشهرته (حجي راضي) وهو اشهر (حجي) في التلفزيونات العربية، بل اظرف (حجي) عرفه الفن على الاطلاق مازالت ذاكرة الناس تتوهج بذكره وألسنتهم تتسلى بمفرداته وعيونهم تشتاق اليه وتبحث في شاشة التلفزيون عنه كلما التفتت باحثة عن الضحك الجميل.

فمن منا لم يضحك لـ (نحباني للو) ومن منا لم يردد (الله وياك عبوسي)، (ولك ملعون تعرف هندي ) ومن منا لم يتأمل (غفوري) طويلا وينظره من فوق الى تحت فيهتز لكلماته التي تهتز امام (قادر بيك) او لم يشعر بعطفه على (رحومي) او (رجب)، ومن لم يمتلئ اعجابا بكل ما قدمه للسينما والتلفزيون خلال سنوات طويلة .

سليم البصري طبقت شهرته افاق الناس وقلوبهم ونال شهرة كبيرة منذ سنوات نجوميته الاولى، واذكر هنا ما كتبه احدهم عنه: في يوم ما كان سليم البصري ذائع الصيت ولا (جان بول بلموندو)، في يوم ما كانت شهرته وبالا عليه حتى انه كان يضطر للاستعانة بالشرطة لتفريق المعجبين .

يمر يوم الثامن من شهر ايار / مايو الذكرى الثانية عشرة لرحيله ، رحيل الفنان العراقي الكبير سليم البصري عام 1997 وكان مثال الفنان المبدع الملتزم الشامل الذي ما زالت اعماله في ذاكرة الناس . يقول عنه الفنان قاسم الملاك انا فقدت في حياتي الفنية والانسانية ثلاثة اشخاص اثروا في حياتي الفنية والخاصة اولهم الفنان سليم البصري و طعمة التميمي ووجيه عبد الغني، هؤلاء الثلاثة اثروا برحيلهم كثيرا عليَّ ، واضاف : سليم البصري.. طيب ونظيف وفنان كبير وقد تأثرت به كثيرا .

ولد البصري في بغداد عام 1926، بمحلة الهيتاويين، وانه لم يحمل من البصرة غير لقبه وطيبته، وفي اوراق حياته نقرأ ما كتبه عن نفسه ذات يوم، اقول ما كتبه وانا اذكر له قوله (شوف.. تره آني اعرف اكتب، بس الحجي موكاري!!)، انه يكتب: (في حياتي لمسات طريفة حين اجمعها تكون صفحة واحدة متميزة تنتشر بين سطورها المواقف الهازلة والجادة على حد سواء ويضيف البصري موضحا (دوري في تحت موسى الحلاق) وحتى الادوار الاخرى التي كنت اسندها الى غيري خاصة (عبوسي) في شخص الزميل حمودي الحارثي ، اقول هذه الادوار كلها، كنت قد مثلتها في طفولتي امام اهلي، كثيرا ما كنت اتنكر بملابس مختلفة ولحية وافاجئ اهلي ويضيع عليهم انني ابنهم (سليم) الى أن اكشف اللثام عن وجهي)! .

ويستمر البصري في سرد حكايته مع التمثيل: (ساحة العوينة) اليوم معروفة.. لكن هل تدرون انها كانت مدرسة قضيت فيها دراستي الابتدائية، في هذه المدرسة لم اعرف التمثيل.. بل كان لي توجه اخر هو الرسم وبسببه حصلت على صفعة من معلم كان يتحدث في موضوع الجغرافية وانا مشغول برسم (حيوان يركض) كانت صفعة قوية كلما اتذكرها امسح بيدي على رأسي)

ويضيف متحدثا عن بداياته التحقت باول فرقة اهلية للتمثيل (نسيت اسمها)!، عام 1942 وكان مقرها قرب ساحة الرصافي الحالية، قدمنا عدة اعمال مسرحية منها (الصحراء) ليوسف وهبي ومثلت فيها دور احد الشيوخ الثائرين وعرضناها في مقر سينما (علاء الدين) القديمة، وكان صوتنا آنذاك لا يصل الى الصف الثاني من الحاضرين، انقطعت عن التمثيل مدة اربع سنوات بين 1944- 1948، ثم قدمت مسرحية (سليم البصري في ساحة التدريب)، اخصب فترات حياتي في كلية الاداب حيث كنت رئيسا للمسرح الجامعي وقدمت زخما كبيرا من التمثيليات القصيرة والمسرحيات كتابة وتمثيلا، فقدمت (فنان رغما عنه) انتقدت فيها المذاهب الحديثة في الرسم .

سليم البصري الذي عاش حياة المحلة وخبر اهلها جيدا، خرج الى الناس بمسلسله الذي لا ينسى (تحت موسى الحلاق) الذي كتب حلقاته عام 1961 واخرجه عمانوئيل رسام (ع . ن . ر) وطار به الى اميركا فحاز على اعجاب الجالية العراقية والعربية واستمر العرض هناك لمدة ثلاثة اشهر، كانت العيون تلاحقه اعجابا ومحبة، وهو على طبعه لم يتغير، لم ياخذ من النجومية والشهرة (ريشة) يضعها على رأسه، بل كان كما هو ذلك الانسان الهادئ اللطيف المعشر القليل الكلام والطيب حد الطيبة نفسها، وقد اضحك الناس من كل قلوبهم، كأنه كان يدخلها ويدغدغها، وحين صار مديرا للتلفزيون عام 1972 كان كل همه ان يطور برامجه لما يرضي رغبات الجمهور وما يزرع البسمة في قلوبهم .





كثيرة هي الذكريات منها في سنة 1969 عرضت حلقة من المسلسل بعنوان ((تلميذ مسائي)) وكان البث على الهواء مباشرة لعدم وجود الفديو تيب في ذلك الوقت، وبعد انتهاء الممثلين من التمثيل وانصرافهم إلى بيوتهم ، أرجعو إلى التلفزيون ثانية لإعادة التمثيل حيث أعلنت المذيعة أنّها تعيد المسلسل تحت إلحاح الجماهير بعرضها ثانية وفي اليوم التالي تبين لنا أنّ أمير الكويت قد طلب إعادة عرض (تلميذ مسائي) .



وتقول عنه الفنانة فريال كريم : (كان كلما يراني يقبلني )، وفي يوم من الايام واثناء احتفالية اقيمت في فندق الرشيد لمناسبة عرض احد الافلام العراقية، رأيته.. ومثل كل مرة قدمت له خدي كي يقبلني كما اعتاد ذلك عندما يراني.. لكنه هرب مني وهو يقول لي: (هاي أشدسوين.. مرتي موجودة!!)، فقلت له : ما دام هذا موقفك فلن ادعك تقبلني مرة اخرى.. وذهب!!، وبعد ايام حينما التقيته اعتذر مني وقال لي انه كان يعاني مشاكل خاصة مع زوجته في ذلك اليوم . وكان معذباً في حياته العائلية بسبب السيدة زوجته التي كانت تعارض تمثيله وكانت هذه السيدة مشرفه في وزارة التربية وتقول إنّها حين تقوم بواجبها الوظيفي في المدارس كان الطلاب يشيرون إليها بأنّها زوجة الحاج راضي (شخصية سليم البصري) في مسلسله المعروف الأمر الذي كان يغيظها وكانت خصومات لا تنتهي بينهما.

راسم الجميلي: كرهت (أبو ضوية) .
يقول الفنان المرحوم راسم الجميلي مستذكراً تلك الايام: شخصية (ابو ضوية) في مسلسل تحت موس الحلاق بقدر ما منحتني من نجاح جماهيري الا انها كانت سبب أرقي وعصبيتي. حينها لم استطع ان امشي في الشارع من دون ان اسمع مئات التعليقات من هذا وذاك ووصل بي الامر ان اذهب الى البيت متخفياً.. صدقني في احدى المرات قابلني الرئيس السابق احمد حسن البكر آنذاك ووجدته يمد يده الي ويقول: اهلاً ابو ضوية. حينها كرهت تلك الشخصية واقسمت على تركها على الرغم من عشقي الكبير لها..ويستطرد مستذكراً تلك الايام بالقول: كنت ضمن فرقة 14 تموز المسرحية وكنا نقدم اعمالا جميلة جداً ما زالت في ذاكرة الجمهور لواقعيتها. كانت هنالك طقوس في العمل التلفزيوني هي اشبه بالكرنفال الرائع بين الممثلين. ويضيف الجميلي: تصور ان اداء الفنان القدير سليم البصري كان يوهمنا في احيان كثيرة بانه حقيقة.. في مشهد السلم مع سهام السبتي كان (سكرانا) بل حتى السكران لا يمثل المشهد بهذه التلقائية والعفوية.


خليل الرفاعي.. نفتقد روح الماضي
الممثل الكبير المرحوم خليل الرفاعي (ابو فارس) هو الآخر لم يسلم من تبعات هذه الشخصية حتى يومنا هذا فكم من الاعمال قام بها بمسميات اخرى الا ان (ابو فارس) هي الراكزة في اذهان المشاهدين.. وقد قبل الرجل بالامر من دون ان يكون له ولد اسمه فارس.. الفنان خليل الرفاعي يتحدث بشأن هذا الموضوع قائلا: نحن الآن نفتقد كتاب الدراما الذين يمتلكون تلك الروحية وابداع الشخصيات كما هو الحال في السابق وهذا لا يعني ان كتاباً مثل صباح عطوان وفاروق محمد وعادل كاظم لا يملكون هذه الميزة ولكنني اقول ان مجريات الاحداث وما مر بالعراق من احداث جعل التلقائية والعفوية في خانة متأخرة لتحل محلها لغة الارقام والسوق والحسابات على العكس مما كان يجري في السابق.. كنا نتسابق على اداء الادوار ونشعر بنشوة حينما نجتمع معاً، وتكون اجورنا في احيان كثيرة عبارة عن (وجبة دسمة). المهم في هذا الامر ان عبق الماضي قد اختفى.


سمير القاضي (دخو) .... حجي اللوزة
المرحوم الفنان سمير القاضي لم يقدم الكثير من الاعمال ومساحة ادائه في المشهد الدرامي التلفزيوني والمسرحي تكاد تكون بسيطة مقارنة بمساحات اخرى لفنانين معروفين الا ان اداءه في تلك الاعمال لا يمكن نسيانه باية حال فتلقائيته في الاداء واداؤه السهل البسيط جعل منه ممثلاً كبيراً له بصمة في تاريخ الدراما.. في لقاء سابق تحدث عن هذا الموضوع قائلاً: (دخو) واحدة من الشخصيات التي مثلتها لا يمكن نسيانها نتيجة لاجتهادي وفي تقديمها ولا اتصور ان ينساها المشاهد وقد قدمت ضمن مسلسل (تحت موس الحلاق) في الحلقة الخاصة بمحو الامية مع الفنان سليم البصري وبالمناسبة هنالك جملة يرددها المشاهدون (دخيلك حجي اللوزة) وانا قلتها بصدق، اثناء اداء الدور كنت خائفاً جداً من الفنان سليم البصري كونه لم يكن في وعيه التام!! وخفت ان ينزلق منه الموس ليقص (لوزتي) فقلت الجملة المذكورة بشكل صادق وعفوي ولم تكن ضمن الحوار لكن الخوف جعلني اقولها. وتوالت بعدها الشخصيات والاعمال.





طارق الحارس .... يروي للحقيقة وللتاريخ ان سليم البصري مات بين يديه أثناء نقله من بيته في حي البنوك الى مستشفى النعمان في الأعظمية نتيجة جلطة قلبية ( عمره كان على ما أذكر 73 أو 74 ) وقد حاول أطباء المستشفى انقاذ حياته بجهد كبير ، لكن أجله كان أسرع وقد كانت وفاة طبيعية .
حصلت وفاة الفنان البصري ما بين الساعة الحادية عشر والثانية عشر ليلا ، إذ اتصل البصري بهاتف مكتب صديقي وصديقه السيد محسن كعيد ( أبو محمد ) من سكنة حي البنوك حيث كنت جالسا هناك وقمت بالرد على الهاتف وما زلت أتذكر صوت البصري حينما قال لي بلهجته البغدادية الأصيلة : " أبو سنان ألحكني دا أموت " وقد سارعت وصديقي أبو محمد لنقله الى المستشفى .
وأذكر جيدا أن البصري كان قد زارنا في مكتب ( أبو محمد ) في عصر يوم وفاته مع صديقه الأقرب ( أبو رعد ) وهذه الزيارة حصلت بعد انقطاعه عن زيارتنا لمدة ثلاثة أيام نتيجة تعرضه لوعكة صحية وأذكر أنه طلب من ( أبو رعد ) أن يأخذه في جولة بسيارته الى شارع الرشيد ومناطق أخرى في بغداد .

وللحقيقة فان المرحوم سليم البصري لم يلتق بالفنان حمودي الحارثي قبل وفاته لمدة طويلة وأنا على يقين من ذلك لأنني كنت ألتقيه كل يوم مع مجموعة من أصدقائه في حي البنوك وكنت أوصله الى بيته بسيارتي في نهاية الجلسة ، لكنني أذكر أن الحارثي حضر الى بيته بعد الوفاة ، فضلا عن الفنان صادق علي شاهين وآخرين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة .
وقد حاول الفنان المرحوم داود القيسي نقيب الفنانين في ذلك الوقت تشييع الفنان سليم البصري تشييعا رسميا بعد استحصال موافقة وزير الثقافة والاعلام ، لكن زوجة البصري وابن شقيقه ( على ما أذكر ) رفضا العرض لأن القيسي طلب منهما ارجاع جثمانه الى ثلاجة المستشفى على أن يتم التشييع في اليوم الثاني ، وأصرا على دفنه في نفس اليوم .

الفنان سليم البصري كان كاتبا ومخرجا وممثلا وانسانا رائعا، طيب للغاية ومحب للجميع وهو فنان لا شبيه له في تلقائيته وابداعه .
رحم الله الفنان البصري فقد كان فنانا حقيقيا لايتكرر ......

الملف الملحق يحوي على المقطع الشهير من تحت موس الحلاق وهو يقرأء الرسالة بالهندي لاام غانم ( سهام السبتي ) مع المقدمة الرائعة للمسلسل ( محصن بالله ومحروس يستادي ) اداء عبوسي وحجي راضي .
منقول بتصرف .

تحياتي ....
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg سليم البصري.jpg‏ (19.0 كيلوبايت, المشاهدات 376)
نوع الملف: jpg حجي راضي 1.jpg‏ (104.1 كيلوبايت, المشاهدات 371)
نوع الملف: jpg حجي راضي 2.jpg‏ (93.2 كيلوبايت, المشاهدات 371)
الملفات المرفقة
نوع الملف: flv حجي راضي.flv‏ (14.33 ميجابايت, المشاهدات 38)
رد مع اقتباس