[ من قصص الأذكياء ]
ومن المنقول عن أذكياء الصبيان أَنَّه وقف إياسُ بن مُعاوية وهو صبيٌّ إلى قاضي دمشق ومعه شيخ ، فقال : أَصْلَحَ الله القاضي ! هذا الشيخُ ظَلَمَني ، واعتدى علي ، وأكل مالي ؛ فقال القاضي : ارفق بالشيخ ، ولا تستقبله بمثل هذا الكلام . فقال إياس : أصلح الله القاضي ؛ إن الحق أكبر منِّي ومنه ومنك . قال : اسكُتْ ، قال : فإن سكتُّ فمن يقومِ بحُجَّتِي ! قال : فَتَكَلم فواللهِ لا تتَكلمُ بخير ، فقال : لا إله إلاَّ الله وَحْدَهُ لا شريك له ، فَبَلَغ ذلكَ الخليفة ، فَعَزَلَ القاضي ، وولى إياسًا مكانهُ .
وأخيرًا أترككم مع هذا اللغز الشعري مع جزيل شكري لصاحبة الموضوع :
وصَحيحةٍ بَيضَاء تَطْلُعُ في الدُّجى ـ صُبْحًا وتـشْفِي النَّاظرين بدَئها
شَـابَتْ ذَوائِبَها أَوانَ شَبـابِها ـ واسـوَدَّ مَفْرِقُـها أَوَانَ فَنائها
كالعينِ فـي طَبـقاتها ودموعها ـ وسـوادِها وبيـاضِها وضِيائها
__________________
ألِفَ الـحزنَ قـلـبـُهُ فــتـســـامَا ــ وقرى الهمَ فاستـطاب المُقامَا
واستَــدَارَتْ به الـعُـيـونُ فَـآسٍ ــ قد رثـــى حـــالـه وآخــــرَ لاما
لـم يعد في يديــه غـير حـروفٍ ــ قـاسمته الأسى فَبتنَ ندامـى
حارس الفنار