بسم الله الرحمن الرحيم
اتسم التصوف بمزية منوطة بماهوقائم عليه الاوهى تهذيب النفوس والوصول بها الى معالى الذوق المزكوم برائحة العرفان الذوقى فى جميع مدارج النفس لذا كان الطرب والتصوف صنوان متلازمان لاغنى لاحدهما عن الاخر وقد الف فى ذلك الفن منهم اكثر من مؤلف واتفق على اصطلاح الطرب عندهم باسم علم السماع ومن اشهر من كتبوا فى ذلك هو الامام العز بن عبد السلام والامام الغزالى عن سماع الصوفية وميلهم الى مايهيج النفوس عندهم من اصوات حسنة تشدو باعمق الكلام تاثيرا فبرعوا فى ذلك العلم حتى غدوا اساتذة فى ذلك المنوال ولهم مايكفى من اسانيد تدفع عنهم طعون الطاعنين عليهم ومجالس الذكر عندهم الصوت الحسن للمنشد احدى اركانها الرئيسية التى لااستغناء عنها فى كل زمن ومن اللطف ماقيل فى ذلك واوصل للفهم الرقيقفى السماع اى الطرب الصوفى ماقاله العز بن عبد السلام حين قال فمراد القوم فيما يسمعونه انما هو مصادفة مافى قلبوهم فتستثيره بصدمه طروقه وقوة سلطانه فتعجز القلوب عن الثبوت عند ذلك فتنبعث الجوارح بالحركات لثورانها فى القلوب لاانه يحدث فيها شيئا/فانظر الى رقة الفهم عند القوم لقضية السماع عندهم وخير شاهد على ذلك فى عصرنا الحالى ماعرف وروى عن الشيخ محمد متولى الشعراوى مثلا عن حبه الشديد لام كلثوم وكثرة اتصاله بمحمد عبد الوهاب هاتفيا من وقت لاخر دون ان يتطرق لشيئ معين معه غير ان يسمع منه كلمة الو ويقول له انا اتصل حتى امتع اذنى بكلمه الو منك وقال عن الست ام كلثوم هى حاضرة قلبى وبانية المعانى عندى ولما لااسمعها وادهش طربا وهى تقول انت عمرى افلا اسمعها واحمل المعنى الى رسول الله وقال كل يغنى على ليلاه/ والقصد من ذلك هو اظهار تاثير السماع على القوم وكيف مالو الى الحسن منه بعيد المعانى عن الناس قريب الفهم لهم/لذا قال واحد من اكابرهم ابو عثمان المغربى :من ادعى السماعولم يسمع من صوت الطيور وصرير الابواب وتصفيق الرياح فهو مفتر مدعفالعارف يسمع اللطف الاشارات من اكثف العبارات: انا لم ارى معنى اجمل من ذلك وقال احد مشايخهم ابياتا فى ذلك ليس فى تبيين مرادهم من السماع ماهو اوضح من ذلك
ما استماعى من ضاربات المغانى
بل سماعى من واردات المعانى
خلوتى خمرتى وسكرى صحوى
واستماعى منى بكل مكان
ليس فيما سمعت حرف ولاصوت
ولانغمة بدت عن قيان
كل من كان فى استماع ووجد
واقفا عند رنة العيدان
ذلك لاشك وجده مستعار
مسترد على الحقيقة فانى
فسماع القلوب لكل معنى
متجل بصفوه للجنان