عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13/09/2006, 23h06
adham006
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي مشاركة: الأندلس تغني على أنغام زرياب

ماذا بقي من تراث الأغنية الأندلسية ؟

من الأندلس إلى بلاد المغرب مشوار صعب قطعه الفن الأندلسي في ظروف صعبة منذ سقوط غرناطة اضطرته إلى ركوب البحر باستعجال وخوف من ملاحقات ومطاردات الهجمات المسيحية المتعصبة.
في عام 1987 كتب رولاند رايس اليهودي الجزائري ابن الأديبة إليسا رايس أن الانتشار الكبير الذي عرفته الموسيقى الأندلسية في أوربا الغربية, عندما كانت الأندلس في قمة حضارتها يعبّر عن (قوتها العالمية البعد), ويؤكد بكل ثقة وافتخار أن (الأندلس الإسلامية هي الأم - الملكة الأصيلة للموسيقى الحديثة, حتى في هذا الغرب النسّاي, وهذا شرف كبير للإسلام الذي افتتح عهد الحداثة...).
رولاند رايس عندما يتحدث عن الغناء والموسيقى الأندلسيين يفعل ذلك بقداسة وإكبار يعبران عن حب وتقدير عميقين لهذا الفن العتيق, من طرف فنان خبير وعارف بعالم الموسيقى, حتى يبدو وكأنه يتحدث عن نصوص روحية - دينية - لأحد الأديان السماوية. من باب الوادي بمدينة الجزائر بقي إلى آخر أيامه سنة 1987. عاشقًا لهذا الفن الأندلسي النبيل ممارسة وسمعًا ومتابعة وتأليفًا. وقد ترك كتيبًا نادرًا عنوانه: (الموسيقى الأندلسية, ثورة عالمية). ويبقى رايس يبقى من القلائل الذين فهموا هذه الموسيقى فهمًا عميقًا وعلميًا وقدّروها حق قدرها في جميع أبعادها, وولعوا بدراستها, وممارستها, وبحبها, وبالإحساس العالي بعظمتها, وفضلها على تطوير الموسيقى العالمية.
البداية كانت من بغداد دار السلام عندما كان إبراهيم الموصلي مُغني البلاد العباسية نجمًا فريدًا من نوعه, ذاع صيته في الآفاق وتجاوز حدود الإمبراطورية الإسلامية العباسية. إبراهيم الموصلي أحدث ثورة في الموسيقى والغناء العربي - الإسلامي, وامتد تأثيره إلى أوربا وآسيا, لكن ابنه إسحاق الموصلي سرعان ما فاق كل الحدود في براعة موسيقاه وأنغامه وأدائه, وتربّع في وقت قصير على عرش الغناء في الإمبراطورية العباسية, وأصبح جليس الخليفة العباسي ومغنيه الخاص. إسحاق أصبح آنذاك ملكًا, مملكته الكلمة الرقيقة والقافية العذبة والنغمة الجميلة والصوت الدافئ.
زرياب عبد حديث العتق, أسود البشرة, تجرّأ بعفوية على اختراق مملكة إسحاق الموصلي بفضل إمكاناته الفنية الخارقة, وأصبح حديث الناس, وعلى كل لسان, إلى حد نجاحه في الوصول إلى بلاط الخليفة وفتنه بموهبته الاستثنائية, فأثار قلق وحسد إسحاق الموصلي حيث شعر بمخاطر وجود زرياب في القصر على مكانته لدى الخليفة الذي أظهر إعجابًا كبيرًا به, وخصوصًا أنه اشتهر بذوق جمالي رفيع وبحسّ موسيقي رهيف, ويقال إن إسحاق صارح زرياب بقلقه وتخوّفه من استمرار وجوده بقصر الخليفة الإسلامي هارون الرشيد, وبلغ به الأمر أن هدده بالموت إذا لم يغادره ويبتعد كلية عن العراق, وبالتالي لم يبق أمام زرياب العبد الضعيف البسيط, الذي لا يملك ثروة ولا جاها سوى موهبته وفنه إلا أن يغادر, ليس فقط العراق, بل كل المشرق العربي متوجّها إلى أقصى الدنيا في ذلك الوقت...إلى الأندلس عبر إفريقيا, ومن الأندلس سوف ينسج مسار الفن الأندلسي ويضع أسسه ليبقى خالدًا إلى اليوم دون تغييرات مهمة تذكر, رغم مرور القرون على ذلك باستثناء ضياع ثمانية إيقاعات من أصل الإيقاعات الأربعة والعشرين التي تتكون منها الموسيقى الأندلسية التي تتناسب كل واحدة منها مع ساعة من الساعات الأربع والعشرين لليوم. زرياب الذي ابتسم له الحظ في الأندلس وأنساه لونه الأسود, أصبح كذلك مصمّمًا وعارضاً لأزياء الموضة ومبتكرًا لقائمة طويلة من الحلويات التي توصف اليوم بالشرقية وعلى رأسها (الزلابية) التي سمّيت في الأصل (الزريابية).
زرياب الفنان المبدع أضاف وترًا لآلة العود ليعطيه صورته النهائية المكتملة, التي وصلت كما هي عبر الأجيال, وأعطى, ليس فقط للعرب والمسلمين, بل للإنسانية جمعاء الذخائر الفنية والجمالية التي يتمتع بها الغناء والموسيقى الأندلسيان, والتي ستخترق جبل البيرينيه لتنتشر في فرنسا وإيطاليا وبلدان أوربية أخرى, محدثة تمازجًا حضاريًا وثقافيًا بين الشرق والغرب, قلّ مثيله في تاريخ البشرية, لأن الانطواء على الذات والانغلاق في وجه (الآخر) لم يكونا في فائدة المسلمين, ولا من مبادئ وروح الإسلام). يقول رولاند رايس: آلة العود أصبحت بعد مرورها على يدي زرياب الآلة المفضلة بامتياز في الأوساط الأوربية الفنية التي هامَ بأنغامها الملوك والأمراء, وحتى ذلك المُغني الجوال الذي اشتُهر بـ(التروبادور) في المدن والقرى الجنوبية لغرب أوربا, الذي أصبح آنذاك موضة موسيقية حرّكت الطبقات الشعبية وسحرتها أندلسية روحها, وانسجام أنغامها. وقد وجدت بكثرة فرق (التروبادور) الجوّالة المختلطة بين المسلمين وغيرهم التي كانت تتداول الغناء في تنافس شريف وتفان وحماسة باللغتين العربية والإسبانية في مثل هذه اللقاءات والمبادلات الحضارية التاريخية.
الموسيقى الأندلسية أحدثت انقلابًا جذريًا في الموسيقى الغربية منذ القرون الوسطى وأعطتها نفسًًا جديدًا, (فكبار عباقرة الموسيقى الكلاسيكية في الغرب - يقول رولاند رايس - لا يصلون أبدًا إلى العبقرية والعظمة إلا إذا خرجوا عن القواعد الصوتية المحلية, وأدخلوا على موسيقاهم ذلك العطر الشرقي الساحر (....) وهكذا ظهرت انطلاقًا من قشتالة النغمة العالمية الحديثة).
ماذا بعد السقوط ؟
منذ 1391 بدأ المسلمون يتراجعون في الأندلس أمام ضربات المسيحيين, وبدأ بذلك العد التنازلي لحضارة رفيعة استمرت ثمانية قرون. في هذه السنة بالذات فرّ آلاف المسلمين واليهود من قشتالة والباليار إلى المدن الساحلية للمغرب الأقصى والجزائر لجوءًا من المطاردات المسيحية. ومع هذه الحركة الديمجرافية الجماهيرية انتقلت ثقافة وحضارة بأكملها إلى الضفة الجنوبية من المتوسط, وكان من بين أجمل عناصرها الغناء والموسيقى الأندلسيان بالموشحات والأزجال ومختلف الطبوع. في 1492 سقطت غرناطة آخر معقل للمسلمين في الأندلس, وتكرر بالتالي سيناريو اللجوء الجماهيري إلى المغرب العربي بعشرات الآلاف هذه المرة, عدد كبير من هؤلاء الأندلسيين استقر في مدن الجزائر: تلمسان, قسنطينة, مستغانم, شرشال...إلخ, ومع هؤلاء تجذّر الفن الأندلسي وتداوله الناس شفويًا أبّا عن جد حتى القرن العشرين الذي شهد لأول مرة عملية تدوينه وفق الرموز الموسيقية الحديثة المعروفة بـ: السولفيج.
مع نهاية القرن 19 وبدايات القرن العشرين, كان الغناء الأندلسي في المدن الجزائرية الكبيرة والمتوسطة في الشمال قد عرف انتشارًا جماهيريًا واسعًا, وأصبح له الصدارة بين الأنواع الموسيقية الأخرى, على الرغم من أنه لم يكن قد خرج بعد من مستوى الحياة العائلية لأن ممارسته بقيت إلى ذلك الوقت حبيسة البيوت و(الحومات) أثناء الأفراح والأعراس العائلية, والمناسبات الدينية حيث تغنى القصائد والمدائح والابتهالات الدينية, ولم يكن هناك بيت في القصبة بمدينة الجزائر أو بالسويقة بمدينة قسنطينة أو بالمدرس بتلمسان, لا يوجد فيه على الأقل عازف واحد على (العود) أو القويطرة) أو الكمنجة. كانت رسالة حفظ ونشر الفن الأندلسي ملقاة على عاتق مجموعة من الفنانين المشهورين الذين لا يمكن الحديث اليوم عن هذا الفن دون ذكر فضلهم عليه أمثال: الشيخ منمش, والشيخ محمد بن علي سفنجة, والشيخ العربي بن صاري, والشيخة يامنة بنت الحاج المهدي, والحاجة طيطمة, والشيخ بن فراشو, وموزينو, وايدمون ناثان يافيل...هؤلاء جميعًا شكّلوا جسرًا حسّاسًا عبر منه الفن الأندلسي إلى القرن العشرين, حيث ستعيد الأجيال الجديدة ضبطه مع مقتضيات العصر وتطوره لتصوغه أسماء أخرى على شكله وصورته الحالية كنصر الدين شاولي ونوري الكوفي وأحمد سري وآخرين.
على عرش الفن الأندلسي
الشيخ محمد بن علي سفنجة كان مدرسة قائمة بذاتها, لم يتمكن أحد من منازعته على زعامة الفن الأندلسي الذي احتكره بعناد, ولم يكن كريما بالقدر الكافي في تعليمه للمهتمين والأجيال الشابّة التي كانت تتكون على أسلوبه عادة بحضور حفلاته في المقاهي أو بالاستماع إلى اسطواناته على الفونوجراف. بعد وفاة شيخه منمش أصبح الشيخ من دون منازع, ومع ذلك لعب دور همزة الوصل بين الأجيال السابقة وأجيال القرن العشرين في حفظ الموسيقى الأندلسية من الضياع, وضمان استمرارها عبر الزمن. الشيخ سفنجة كان مثالاً اقتدت به شخصيات كثيرة معروفة في هذا الميدان الفني, وأصبحت نجومًا ذاعت أسماؤها حتى خارج حدود الوطن أمثال: عبدالرزاق فخارجي, ومحيي الدين باش طارزي في بداية مشواره, وإيدمون يافيل وغيرهم. ومنذ عشرينيات القرن العشرين كان جيل الشباب قد تسلم المشعل من الشيوخ, وبدأ يضيف إلى الغناء الأندلسي وإبداعاته وخصوصياته التي زادت في شيوعه وانتشاره وإقبال الناس عليه.
إيدمون ناثان يافيل كان يسترق السمع إلى الحزّابين الذين كانوا يتلون القرآن في الجامع الجديد بالقصبة العتيقة, فجذب انتباهه صوت رقيق لشاب في سن 17, فاتصل به ليعرض عليه ممارسة الغناء وتعليمه إياه, هذا الشاب لم يكن سوى ابن (الفخارجي) ذلك التاجر الصغير الذي كان يبيع زيت المصابيح و(الفنارات).. وكان اسمه محيي الدين باش طارزي.
هذا الأخير لم يكن ليبدأ حياته الفنية (ولد سنة 1897) إلا بعد أن اكتشف ميزات صوته الرقيق مفتي الجزائر للمذهب الحنفي آنذاك الشيخ بوقندورة. الشيخ بوقندورة عيّنه (حزّابا) في الجامع الجديد سنة 1915 رغم صغر سنه وعدم بلوغه السن المسموح بها لممارسة هذه الوظيفة المحددة بـ 18 سنة على الأقل وذلك بعد أن سمعه يرتل القرآن الكريم.
المفتي بوقندورة نفسه كان مولعا بالموسيقى الأندلسية ومتضلعًا فيها حيث وصفه باش طارزي في مذكراته بـ (الموسيقار الموهوب والمغني البارع للألحان المقدسة داخل المسجد, إذْ كان يقود المجموعة الصوتية التي تتكون من (القصادين) الذين كان ينتقيهم من بين أجمل الأصوات التي كان يسعفه الحظ في العثور عليها).المفتي بوقندورة أبدى اهتماما خاصا بمحيي الدين باش طارزي, حيث أوكل مهمة تعليمه وصقل موهبته الصوتية إلى ثلاثة أساتذة بارزين هم: الشيخ محمد بن قبطان, الشيخ بن شاوش, ومحمد لكحل. انتقل بفضلهم من (حزّاب) إلى (حزّاب وقصّاد) ثم إلى (باش حزّاب), وهو لم يتجاوز سن الـ 21 من عمره, وقد نال إعجاب وتشجيع عميد جمعية العلماء المسلمين الشيخ عبدالحميد بن باديس نفسه.
اليهودي الجزائري ايدمون ناثان يافيل الذي بقي يوصف حتى وفاته في الصحافة الفرنسية (بـ اليهودي الأهلي) نجح في إخراج محيي الدين باش طارزي من دائرة الاشتغال في المسجد وأقنعه باستثمار صوته النادر في عالم الموسيقى والغناء والتجارة بالأسطوانات, والتحق محيي الدين فورا بفرقة يافيل الوحيدة المختصة آنذاك في الفن الأندلسي التي اشتهرت باسم (المطربية) مع الاحتفاظ قدر الإمكان بمهنته في الجامع الجديد بالرغم من غضب وعدم رضا المفتي بوقندورة على هذا التحول في مسار الشاب. (ايدمون يافيل كان بالنسبة إليّ- كتب محيي الدين في مذكراته - أستاذا رائعا, لم تكن لديه في الدنيا سوى هواية واحدة ولع بها كثيرا هي الموسيقى العربية, تفرغ محيي الدين فيما بعد للفن الأندلسي ووقع عقدًا لمدة عشر سنوات مع يافيل, ولم يندم عليه أبدًا, لأنه وجد نفسه في تلك الفترة نجمًا فريدا من نوعه في ميدان الأغنية الأندلسية اخترقت شهرته كل التوقعات ليس فقط في شمال إفريقيا, بل حتى في أوربا. غنى برفقة فرقة (المطربية) تنازل له يافيل عن إدارتها في ديسمبر 1927 قبل وفاته بسنة واحدة - في العاصمة الإيطالية روما أمام 4000 متفرج, وفي مدينة البندقية في أغسطس 1932 أمام 10000 متفرج, بالإضافة إلى بروكسل وألمانيا وفي باريس التي غنى في أكبر قاعاتها مثل: الأولمبيا ولوميير بفضل مجهودات يافيل ومساعدات أول مدير وإمام لمسجد باريس وصاحب المبادرة في بنائه قدور بن غبريط. كما ساعده على الغناء القائمون على راديو باريس في يونيو 1924.
كان لهذه المناسبات الفضل في دخول الفن الأندلسي لأول مرة منذ سقوط الأندلس 1924, وقد نال إعجاب الجمهور الأوربي الذي اكتشف باندهاش أصالة هذا الفن وإمكاناته وذخائره ونبالته. باش طارزي أطرب أوربا (بالانصرافات و(الاستخبارات) وغيرها من مختلف الطبوع والإيقاعات من (رصد الماية) إلى (الزيدان) و(الذيل) و(الحسين) وأعاد بعث الحضارة الأندلسية في الذاكرة الجماعية لأوربا المتوسطة وأنعشها من جديد.
الحفاظ على فنون الأندلس
على يد الشيخ محمد بن علي سفنجة تتلمذ مشايخ أسهموا في تطوير وتحسين وضع الفن الأندلسي أمثال الشيخ الشريف وبن تفاحي ومحمد فخارجي, ومن مدرسته كذلك تخرجت مجموعة من اليهود الجزائريين البارعين في الغناء الأندلسي أبرزهم موزينو واسمه الحقيقي شاوول دوران, ولاهو صارور الذي تعود جذوره العائلية إلى الولي اليهودي راشباش الذي يوجد ضريحه في مقبرة اليهود بالعاصمة الجزائرية, وتنحدر أصول هذا الثنائي (دوران وصارور) من الأندلس الذين طردهم المسيحيون منها سنة 1391. إضافة إليها برز كل من شالوم, وألفريد لبراطي, وخريف ومخيلف أو مخلوف بوشعرة الذي تنحدر أصوله هو الآخر من الأندلس, ولجام نظور, ورويمي... إلخ, وهم كلهم يهود ساهموا بقدر مهم في الترويج للفن الأندلسي وصحوته باعتراف المختصين في ممارسته بينما تجاهلتهم المصادر الجزائرية المسلمة واليهودية سواء في إسرائيل أو في فرنسا, لأن هذه المصادر تأثرت - ومازالت - بالصراع العربي - الإسرائيلي على حساب الموضوعية والحقائق التاريخية.
وبعد النجاح الذي حققته فرقة يافيل المعروفة بـ (المطربية) حققت تداعيات هذا النجاح صحوة حقيقية في الفن الأندلسي بحيث ظهرت في فبراير 1929 جمعيته الأندلسية على يد: خريف, زميرو, لاهور صرور, مخلوف بوشعرة, لجّام, رويمي, والمسلم الوحيد بينهم في البداية محمد فخارجي, وفي سنة 1930 تفرعت عنها جمعية الجزائر التي كانت أول جمعية أندلسية أعضاؤها كلهم مسلمون, لتتوالى بعد ذلك الجمعيات.
عود على بدء
كتب رولاند رايس ذات يوم عن هذه الموسيقى قائلا: (إن تعانق وانسجام النوتة والنغمة جعل من الأغنية خطابا كونيا وأرضيا, وتسلسلا متواصلا له بداية ووسط ونهاية دون أي التباس, وعملا فنيًا كاملاً يتحدث في الوقت ذاته إلى الأذن وإلى الروح حسب تسلسل منطقي رائق كأرق ما يمكنْ في الرقة والجمال. لا أحد سمع وأحس لغة مماثلة كما هي في الغناء الأندلسي, ولا أحد شعر بنشوة أكثر عمقًا منه, رجل الشارع مولع بهذه الأغاني القصيرة, الهامسة, الساحرة التي تترقرق وتتناغم متطايرة كحفنة من القطع النقدية الذهبية في الفضاء من أعلى أسوار القصور المزخرفة, وتمتع بها الجميع بحواس شغوفة بجمالها الدقيق, ومنذ ذلك الوقت أحدثت الأغنية الأندلسية انطلاقة قوية جعلتها موضة من إشبيلية إلى الجهات الأربع في العالم).
أبوبكر زمال
رد مع اقتباس