عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 30/04/2009, 00h05
مى باهر مى باهر غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:419991
 
تاريخ التسجيل: avril 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 5
افتراضي

سيد درويش شاعرا وأديبا
عاش فى وجدان الناس بموسيقاه..
وتغاضينا عن أنه كان صاحب كلمة..
وصاحب رأى فى كل كلمة..
فاذا ما كان صاحب كلمة عبر بها عن نفسه..
فما هى مؤلفاته..؟!
واذا ما كان صاحب رأى فى الكلمة..
فما هى الكلمات التى رفض تلحينها..؟!
وما هى اللمحات التى أضافها..؟!
وما هى ذكريات الأصدقاء المعاصرون الذين عرفوه..؟!
انها ذكريات كثيرة ستكشف لنا عن جوانب جديدة من حياة الفنان سيد درويش
الموسيقى والأديب
اليوم سوف نبدأ بحكاية عن سيد درويش
كان المرحوم أحمد حسن الناقد الفنى طالبا بمدرسة المعلمين العليا حين استمع الى سيد درويش ، فتعرف به وأحبه حبا جعله ينقطع عن الدراسة نهائيا ويصاحب الفنان الكبير ليله نهاره. وقد روى المرحوم أحمد حسن أن سيد درويش طرق بابه ذات ليلة وهو يحمل عوده وطلب اليه أن يصحبه ، فهرول أحمد حسن الى ملابسه لأنه فهم أنها ستكون سهرة عبقرية وفى خلال الطريق علم منه الحكاية كلها....
وهى..
أن الشيخ سيد كان يركب عربة حنطور صبلح ذلك اليوم مع حوذى لا يعرفه وسمع الحوذى ينادى على زميل له فى الأتجاه المقابل ويدعوه الى سهرة فى بيته الليلة بمناسبة سبوع طهارة ابنه فسخر منه قائلا ..
- يعنى سهرة الشيخ سيد درويش ياأخى ؟!
وتضاحك الزميلان وانصرف كل الى حال سبيله ، واحتال سيد درويش على الحوذى حتى عرف عنوان بيته وقد انتوى أن يحى ليلة الطفل ابن العربجى فعلا ..
ومن حارة الى زقاق الى عطفة فى الحى الشعبى الذى كانت تسكنه طائفة العربجية ، ولعله حى الحصرية وصلا الى بيت فقير عليه تعاليق متواضعة ، دخل الأثنان وقابلهما الحوذى الذى دهش لأن الأفندى الذى كان يركب عربته فى الصباح قد جاء اليه فى المساء وهو يحمل عودا ، وما أن علم الرجل أن هذا الأفندى ما هو الا سيد درويش بلحمه ودمه حتى قفز من الفرح على اكتاف الشيخ سيد وهو يعانقه ويقبله ، ثم تركه وراح يصيح فى الحارة كالمجنون بأن سيد درويش سيحيى ليلة ابنه .
ويقول أحمد حسن رحمه الله ..
وما هى الا لحظات حتى تدفق الناس من كل فج عميق ، أفواجا بعد أفواج وأصبح الحى كله كأنه فى عيد.. وجلس سيد درويش بين هؤلاء الناس البسطاء يؤاكلهم ويشاربهم ويضاحكهم وظل يغنى لهم ويحفظهم ألحانه حتى بعد مطلع الفجر ، ووالله ما سمعت سيد يحلق الى القمم التى حلق فيها تلك الليلة بمثل الابداع الذى جعلها ليلة العمر فى حياتى.

هذه صورة انسانية حية .. تفسر لنا جانبا من شخصية سيد درويش فى أسلوب تعامله مع الناس.. ويتبين لنا كيف كان وفيا فى معاشرتهم وفى ارتباطه معهم وبهم فى تواضع ومودة لا يشوبها التعاظم أو ما نسميه فى عالمنا بالفوارق الاجتماعية.

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 04/01/2010 الساعة 15h37
رد مع اقتباس