عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 12/08/2010, 11h23
براء السيد براء السيد غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:459796
 
تاريخ التسجيل: septembre 2009
الجنسية: سورية
الإقامة: سوريا
المشاركات: 86
افتراضي رد: تاريخ الطرب العربي ودور حلب وفناني حلب في تطور فن القدود

أضاف الحلبيّون على غناء الموشّحات نوعًا من الرّقص عُرِفَ بإسم رقص السّماح الذي كان مقصورًا على الرّاقصين من دون الرّاقصات. وبفضل الفنّان الحلبي الشيخ عُمَر البَطش (1885-1950 ) الذي لحّن ماينوف عن المائة واربعين موشحا , تطوّر رقص السّماح فغدت حركات الأيدي والأرجل خلال الرّقص تنطبق مع إيقاعات الموشّحات بحيث يختصّ كلّ إيقاعٍ إمّا بحركات الأيدي وإمّا بحركات الأرجل أو بالاثنتين معًا, كما اختزل زمن الغناء الى ساعة واحدة تقريبا بعد ان كان الغناء يأخذ زمنا قد يفوق الساعتين. وقد وضع الشيخ عمر البطش خانات عديدة لموشحات بدأها ملحنون اخرون امثال الشيخ علي الدرويش. وقد اشتهرت حلب في تلحين الموشحات كما ذكرنا واصبح لها ذاك الألق المتميز كما تألقت مصر في تلحين الأدوار.
يمكننا القول ان بلدان المشرق العربي تقرن الان بالموشح الأندلسي كما تقرن تونس "بالمألوف" والجزائر" بالغرناطي" والمغرب " بالآلة" .
ومن اجمل الموشحات الحلبية من مقام الهزام موشح (لوكنت تدري ما الحب يفعل ..) والشعر للإستاذ مصطفى خلقي وقد لحنه الفنان مجدي العقيلي وايقاعه يوروك 8/6 ويضرب الإٌيقاع مشابها للسنكين سماعي الذي يدور في اطاره معظم الغناء العراقي التراثي( الجالغي) مثل ( حمّل الريل وشال..ولتظن عيني تنام . . .. وربيتك زغيرون حسن ..الخ).
الموشح:
لوكنت تدري ..ما الحب يفعل
بالوصل يوما ماكنت تبخل
ظبي كحيل حلو المحيا
الغصن منه ان ماس يخجل
يامن هواه أضنى فؤادي
كالبدر انت بل أنت اجمل
شرب الحميا منكم حلالي
قم يانديمي نشرب ونثمل
مالي سواكم روحي فداكم
دوما رضاكم والله أسأل
ان كان حبي يقضي بقتلي سلمت امري لله فأفعل

وعندما نتحدث عن الموشح المشرقي لابد من ذكر القدود الحلبية التي اقترن صيتها بالموشح وقد يعتبرها البعض هي هي الموشح.
"القدّ" نوعٌ من أنواع الموشّح، ومن إيقاعٍ صغير كالوحدة 4/2 وايقاعات مرحة سريعة . و يبدأ القد بالمذهبٍ يردّده االكورس ثم يتناوب المطرب معهم الغناء ويتبادلان الأدوار احيانا . وأوّل ما لَحّن هذا اللّون سُمّي بالموشّحات الصّغيرة ولا يجوز أن نطلق عليه إسم "أغنية" بل نقول "قد"، وجمعه قُدود. وكلمة "قد" كلمة حلبيّة تعني "شيء بقدّ شيء" أيّ على نفس القدر. و القُدود خلقت في مدينة حلب السورية وهي بالأصل أناشيد دينيّة في مدح الله والأولياء . ثمّ تحوّلت كلمات المدح الإلهيّة إلى كلمات غزلية ، فجاء الكلام الغَزَليّ بقدّ الكلام الدّيني، لذلك سُمّي بالقدّ. والقدود تغنى كوصلات بذاتها او بعد جولة من غناء الموشحات ولايجوز غناء اشكال الغناء الاخرى معها عدا المواويل بمقامات متعددة.
ومن اشهر المغنين في هذا النوع هو الفنان المتميز صباح فخري و الفنان الدايخ وهو من حلب ايضا والسراج وغيرهم. ومن اجمل ما غنيّ من القدود ( صيد العصاري ياسمك بني... تلعب بالمية ولعبك يعجبني.. ثم سكابا يادموع العين سكابا.. ويامال الشام والله يامالي والكثير الكثير) .
ان الملاحظ في غناء القدود الحلبية انها لم تغنى باصوات نسائية الا ما ندر, وقد يعود سبب هذا الى ان المجتمع الحلبي مجتمع بتقاليد متشددة فلا يستساغ هذا النوع من الغناء باصوات نسائية. ان هذا لا يعني عدم وجود فرق نسائية للغناء هنا اوهناك بل بالعكس فقد وجدت اغاني خاصة بالنساء في حلب ودمشق.
__________________
قال كونفوشيوس: (لو أردت أن تعرف مقدار رقي أمة من الأمم فاستمع إلى موسيقاها).
رد مع اقتباس