الموضوع: ليلى مراد
عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 03/05/2007, 22h29
محمد عبد العزيز
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي مشاركة: ليلى مراد

بالغة. ومات بعده مباشرة وكان "غزل البنات " هو هذا الفيلم الأخير بالنسبة لأنور وجدي. وهو الذروة التي ما بعدها ذروة أخرى بالنسبة لليلى مراد.

هل رأيت معي كل هذا القدر من التواضع من قبل نجيب الريحاني: مع فنانة أقل منه كثيرا. لقد ودعنا التواضع مع رحيل نجيب الريحاني فلم نعرف بعده سوى الذوات المتضخمة والأنات الوارمة. ومازال هذا مستمرا حتى إشعار آخر.

الحكاية الثانية الاغتصاب:

وذلك بدلا من السؤال عن الصحة والحال. أقول أننا لم نعرف بوفاتها الا بعد دفنها. وهذا ما دفع بعض الخبثاء وما أكثرهم في المشهد المصري الراهن أن يقول ان السبب في هذا التكتم الشديد من جانبها. وإشرافها بنفسها على مشهد نهايتها وعدم تركه لاجتهادات ابنيها، أنها لم تكن ترغب في أن يعرف أحد أنها دفنت في مقابر البساتين وهي مقابر اليهود في مصر.

ذلك أنه منذ أن كانت في مصر جالية يهودية ومقابرها كانت ومازالت في منطقة البساتين وحكاية دفنها فيها كلام أقرب الى الشائعات. لأن من توصي أن يصلى عليها في مسجد وأن يكون هذا المسجد هو جامع السيدة نفيسة. ومن توصي بذلك لابد وان تكون مسلمة رغم أنف المغرضين أصحاب الشائعات إياها.

ومشكلة ليلى مراد بين اليهودية والسلام لم تثر بعد رحيلها فحسب. ولكن اثارتها عاصرت حياتها.

فما أن وقع السادات اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل. حتى تذكر المصريون أن ليلى مراد يهودية الأصل والنشأة. وبدأ الكل يثير هذا الموضوع الغريب.

كان موقف ليلى مراد في حياتها وحتى اللحظة الأخيرة من عمرها شديد الوضوح وهو أنها أسلمت في النصف الثاني من الأربعينات عن قناعة واقتناع تامين وأنها مسلمة قولا وفعلا.

قبل أن تترك ليلى مراد بيتها الى المستشفى في مرضها الأخير كان بجوار سريرها مصحف القرآن الكريم. وكانت في وسطه علامة تشير الى المكان الذي وصلت اليه. وقال ابناها إنها كانت تنوي أن تختم القرآن الكريم. وان كان الأجل قد وافاها قبل أن يتم ذلك. وعموما فقد ختمت القرآن الكريم قبل ذلك أكثر من مرة في حياتها.

على أن اسرائيل سببت لليلى مراد الكثير من المشاكل من قبل وكانت السبب الجوهري في اطلاق العديد من المشاكل والشائعات عنها. وأخطر هذه الشائعات تلك التي انطلقت مع الأيام الأولى لثورة يوليو1952 وقد دارت هذه الشائعة حول أن ليلى مراد قد زارت اسرائيل سرا. بل وتبرعت لها بـ 50 ألف جنيه.

كان لهذه الشائعة ولمحاولة نفيها من قبل ليلى مراد أكبر الأثر في حياتها بعد ذلك.

وسأروي هذه القصة معتمدا على الفصل الخامس من كتاب على حسنين عن ليلى مراد والفصل عنوانه: "أقوى من الحب وأكبر من الشائعات ".

وكانت هذه القصة - الشائعة قد بدأت عندما نشرت جريدة الأهرام يوم 12 سبتمبر سنة 1952 خبرا هاما اختارت له مكانا بارزا بالصفحة الرابعة. قالت فيها على لسان مراسلها في دمشق:

إن الحكومة السورية قررت منع أغاني ليلى مراد وأفلامها في سوريا لأنها قد تبرعت لإسرائيل بمبلغ 50 ألف جنيه.

وقد أثار الخبر ردود فعل هائلة وصلت الى حدود الصدمة لدى عشاق ليلى مراد ومعجبيها.

في اليوم التالي صرحت ليلى مراد لوكالة الأسوشيتدبرس أنها تكذب تماما الخبر الذي يقول انها تبرعت بـ50 الف جنيه لاسرائيل. وأكدت أن هذه الرواية مردها هو حقد بعض المشتغلين بشؤون السينما.

وأضافت انها موقنة أن الشعب المصري يعرفها حق المعرفة كذلك الحكومة المصرية. وانهما لا يصدقان مثل هذه المزاعم.

كانت ليلى مراد في ذلك الوقت قد سافرت الى باريس عندما علمت أن أنور وجدي - زوجها السابق - ستجرى له عملية في الكبد في العاصمة الفرنسية. فقررت الوقوف بجانبه ومن باريس قالت ليلى للصحف:

انها ليست المرة الأولى التي تحاول فيها الدعاية السيئة ان تنال مني وقد يكون سببها أني ممثلة ممتازة وقد سبق أن أشاعوا اني صدمت في حادث سيارة بايطاليا. والواقع انني لم أزر إيطاليا قط. وأكدت أن كل أموالها مودعة في بنوك مصرية. وأنها لم تملك في يوم من الأيام مبلغا يزيد على 50 الف جنيه.

وكانت إحدى الصحف الفنية اللبنانية قد اختلقت هذا الشائعة عندما بدت بوادر الطلاق بين ليلى مراد وأنور وجدي وتلقفت الصحف السورية هذا الكلام ونشرته. وكان ما كان.

وحتى بعد أن كذبت ليلى مراد ما نشر. طلبت منها الاذاعة السورية أن تقدم المستندات التي تثبت صحة ما قالته في التكذيب. وقد تعبت كثيرا من أجل تدبير هذه المستندات. وسافر مدير أعمالها محمود شافعي الى دمشق.

وكانت الوثائق التي قدمتها على النحو التالي:

1- شهادة بحسابات ليلى مراد لدى البنك العثماني وكان قدره 36149 جنيها و8252 مليما. وفي البنك العربي وكان قدره 30710 جنيهات و622 مليما. وشهادات من البنوك الأخرى أن ليلى مراد ليس لها فيها حسابات إطلاقا.

2- شهادة من القنصلية المصرية العامة في باريس. ومعها وثيقة من الأمن العام الفرنسي. تثبت فيها أنها لم تغادر فرنسا فقد وصلتها قادمة من مصر.

3- شهادة من أنور وجدي يثبت فيها ان طلاقه من ليلى هانم مراد لم يكن بسبب خلاف ديني لأن السيدة ليلى مسلمة وموحدة بالله سبحانه وتعالى منذ حوالي سبع سنوات وان الطلاق لم يكن بسبب خلاف سياسي أو ميول وطنية لأن السيدة ليل مراد لم يكن لها في يوم من الأيام لون سياسي أو ميول وطنية من أي نوع وانما هي عربية مسلمة صميمة يحبها العرب جميعا وهي تبادلهم الحب.

وبعد تقديم هذا الوثائق. قام الفنان سراج منير بصفته نقيب الفنانين في ذلك الوقت بكتابة خطاب الى الشؤون العامة الادارة الجيش المصري. طلب فيه من الجيش أن يفيدهم عن ثبوت أو انتفاء ما أشيع عن ليلى مراد.

وكان الجيش في ذلك الوقت - بعد ثورة يوليو بشهور - يشكل المرجعية التي تطو أي مرجعية أخرى في مصر.

كان قائد الجناح وجيه أباظة مدير الشؤون العامة في الجيش في ذلك الوقت. الذي رد على الخطاب قائلا:

- إنه بد تحريات جهات الاختصاص في هذا الموضوع. تبين لنا أن السيدة ليلى مراد لم تسافر الى اسرائيل ولا صحة لما نشر عن تبرعها للحكومة الاسرائيلية بأي مبلغ من المال.

وفي نوفمبر 1952 تعود ليلى مراد وتقول لمجلة الفن عن هذا الشائعة:

إنني مظلومة وبريئة من جميع ما نسب الي. انني مصرية عربية مسلمة ومتزوجة من مصري مسلم وأحب العرب والاسلام. وان الله لن يظلم مخلوقا بريئة. ان براءتي ستظهر للجميع وسيزداد حب الناس لي في جميع البلاد العربية. وعلى الرغم من شعوري بأن ليس لي أعداء. إلا أنه يوجد من يغيرون من شهرتي. فنكاية بي أشاعوا عني هذه الأكاذيب التي ليس لها ذرة من الصحة والحقيقة والتي ليس لها أي دليل لأنني قد وهبت نفسي وحياتي للفن والعرب والاسلام وهذه حقيقة يعلمها الجميع بل ويعلمها الذين أشاعوا هذه الفرية الكاذبة. لقد ظلموني وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

وفي إطار هذه الحكاية. أعلنت ليلى مراد من جديد تأييدها لثورة يوليو وشاركت في الهجوم على الملك السابق فاروق وتحدثت عن محمد نجيب باعتباره والدها. وقالت عنه انه "الرجل العظيم".

ولأنها أرادت أن تربط الأفعال بالأقوال قامت ليلى مراد بزيارة لمجلس الوزراء وقابلت الصاغ مجدي حسين مدير مكتب الرئيس محمد نجيب. وقدمت شيكا بملغ ألف جنيه تبرعا ومساهمة منها في مشروع تقوية الجيش المصري.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تساهم فيها ليلى مراد للمجهود الحربي. ففي مايو سنة 1948. تبرعت ليلى مراد وأنور وجدي بمبلغ مائة جنيه مصري وذلك للترفيه عن جنود الدول العربية التي تقاتل في فلسطين فكانت ليلى مراد تريد أن تشارك بنفسها في الترفيه عن الجنود لولا ظروف وفاة والدها.

ولم تكتف ليلى مراد بتقديم المبلغ المالي تبرعا للجيش المصري بل غنت الأغنية الوطنية الوحيدة في حياتها كلها:"على الاله القوي الاعتماد" وتقول ليلى مراد عن هذه الأغنية. كان وراء الأغنية أكثر من قصة، كان هناك الملحن الذي كتب كلماتها ولحنها فعاش مع سطورها وأنغامها. لقد قرأت كلماتها قبل أن أسمع لحنها. فخيل الي أن الكلمات لحن وحده وان اللحن سطور تروي هذه الأغنية. وهذا الفنان هو الاستاذ مدحت عاصم فقد عاش بدوره في هذا العمل الوطني الناجح. لقد غنيت كثيرا. ولكن قلبي لم يخفق من أعماقه كما فعل مع هذا اللحن وأسي هذا تجاوبا فنيا وروحيا مع عمل فني ناجح كان اللحن فيه دعاء وأمل وقوة وعزيمة وايمان بمصر.

يبقى السؤال: من الذي أطلق الشائعة ضد ليلى مراد؟! يجيب عادل حسنين في كتابه بقوله: إن أنور وجدي وبالاتفاق مع أحد الصحفيين هو الذي أطلق الحكاية الا أن أنور وجدي ما كان يعرف أبعادها. ويعلم أنها لن تؤثر على ليلى مراد فقط. بل عليه أيضا بوصفه شريكا في البطولة لأغلب أفلام ليلى مراد.

وهكذا أسرع أنور وجدي الى باريس يخطط لأبعاد هذه الشائعة وينفيها ويعود مع ليلى مراد من فرنسا الى القاهرة على ظهر الباخرة إينوزيا رغم أنهما كانا مطلقين وتدخل الأصدقاء مرة ثالثة لإعادة الحياة الزوجية بين ليلى مراد وأنور وجدي الى سابق عهدها. وان كان الكاتب يتساءل

هل شعرت ليلى مراد أن وراء هذه الشائعة التي كان من الممكن أن تقضي عليها.. أنور وجدي؟!

ويجيب على سؤاله

لا أحد يدري. فقد كان عمر الطلاق بينهما قصيرا. ولكنهما بعد هذه الشائعة عادا الى بعضهما. بعد أن وقف أنور وجدي بجانبها يساعدها في تكذيب هذه الشائعة.

تبقى شهادتي الشخصية حول هذه القضية.

عندما وقع السادات معاهدة كامب ديفيد. وبدأ الاسرائيليون يتحدثون عن ليلى مراد. كنت في ذلك الوقت مسؤولا عن مكتب القاهرة لمجلة "سيدتي" التي تصدر من لندن. وقد طلبت من المرحوم حسين عثمان -أنقى من عمل في التحرير الفني في مصر-ان يذهب الى ليلى مراد ويتحدث معها عن التطبيع مع اسرائيل وكانت هذه الكلمة غريبة على الأذن المصرية في ذلك الزمان البعيد.

بعد ساعة كان يتصل بي من منزل ليلى مراد ويقول أنها لا تحب أن تتكلم في هذه الظروف بعد ملابسات ووقائع اشهار اسلامها وانها ستقدم له صورا لم تنشر من قبل وهي تشهر اسلامها بين يدي شيخ الأزهر الشيخ حسين مخلوف. وأن ذلك أبلغ رد على ما يقال في هذه الأيام عن يهوديتها واسرائيل.

وكان هذا الحديث في وقته حدثا هاما..

أشهد أن ليلى مراد رفضت بعد ذلك كل محاولات إقامة أي صلة بينها وبين الاسرائيليين. وكان لها موقف شديد المبدئية من هذه المسألة. وقد وصلت عروض اسرائيل لها. إقامة مهرجان كامل للأغنية العربية تكون هي سيدته الأولى. وصاحبة الصوت الأول والأخير فيه.

الذين كانوا يعرفونها عن قرب أكدوا لي أن من الأمور التي سببت لها أكبر قدر من الغضب والكدر والحزن في السنة الأخيرة من عمرها. عندما نشرت جريدة اسرائيلية أن أقرباء ليلى مراد في اسرائيل يعيشون في انتظار زيارتها القريبة اليهم في اسرائيل.

كانت المسافة طويلة بين العنوان ومضمون الخبر. فليس في صلب الخبر ما يفيد امكانية تنفيذ هذه الزيارة أبدا ولكن ليلى مراد قالت وهي في قمة غضبها أن الناس في هذه الأيام. ربما قرأ الواحد منهم العنوان ولا يتوقف لمتابعة ما في الخبر بعد ذلك.

وحتى لحظة رحيلها عن هذا العالم حافظت على هذا الموقف المبدئي من قضية إقامة أية علاقة من أي نوع بإسرائيل.

أما كون اسرائيل قد أعلنت بعد رحيلها عن انتاج فيلم عن حياتها فليست مسؤولة عن ذلك. ذلك لأنه نوع من اغتصاب ارادتها بعد رحيلها عن عالمنا. انها لا تملك الموافقة ولا تملك الرفض لأنها لم تعد موجودة. ان اسرائيل مازالت تلوح لها بمنديل التطبيع حتى وهي ميتة لا تملك حتى أن يكون لها موقف فيه. واسرائيل تحاول اغتصاب ذكراها أو العطر الذي يفوح من اسمها عند من أسعدهم صوتها وهم يعدون بالملايين في مصر والوطن العربي. لست في حاجة الى القول أن ليلى مراد ليست مسؤولة عما يمكن أن تقوم به اسرائيل تجاد ذكراها وتراثها. واسرائيل التي قامت بالعدوان على كل ما في الامة العربية حاضرا وماضيا ومستقبلا ليس بغريب عليها محاولة اغتصاب تاريخ ليلى مراد..
تمت قصة ليلي مراد بنت مصر المسلمة والسلام ختام اهداء الي الااخ سماعي المحترم

التعديل الأخير تم بواسطة : هامو بتاريخ 24/07/2009 الساعة 19h33
رد مع اقتباس