عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27/03/2011, 08h22
الصورة الرمزية الألآتى
الألآتى الألآتى غير متصل  
المايسترو
رقم العضوية:1323
 
تاريخ التسجيل: avril 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 68
المشاركات: 2,483
افتراضي رد: تحليل اغنية محمد رشدى قناديل

بسم الله نبدأ فى تحليل أغنية ( بياع قناديل )

كلمات : عبد الرحيم منصور

ألحان : بليغ حمدى

غناء : محمد رشدى

نحن أمام نادرة من نوادر الغناء الشرقى

وكيف لا .. فقد إعتمد بليغ حمدى على مقامان فقط طوال العمل ..

وبالرغم من ذلك .. فقد سمعنا لحناً معجزاً .. وجمل لحنية قوية ومتفردة

فلقد تعودنا فى تحليل الأغانى .. أن نَصِف الملحن العبقرى .. بأنه صال وجال بين المقامات والتحويلات

والعُرب والزخارف والحليات .. ألخ

لكن عمنا بليغ حمدى .. أراد أن يكسر هذه القاعدة .. بل ويدشدشها .. ويقلبها عاليها سافلها

إستعمل مقام واحد تقريباً .. هو مقام العجم .. ومن درجة الدو .. يعنى مقام غربى بحت .. هو الميجور .. أو سلم دو الكبير

نسمع فى البداية القانون يعزف جملة رشيقة جميلة .. مع أرضية من الوتريات

ويعقبه الجيتار فى جملة إيقاعية .. ومع دخول الإيقاع ( الواحدة الكبيرة ) .. يستمر الجيتار فى نفس جملته ..

ويأتى بعده الناى .. ثم الوتريات .. ويتغير الإيقاع للكراتشى ( الجراتشه ) وهو إيقاع رشيق رباعى الميزان

ويبطئ الإيقاع والوتريات مع تغيير الإيقاع للواحدة الكبيرة .. تمهيداً للغناء

ونسمع عمنا رشدى يغنى غناء فالت ( بدون إيقاع ) .. ( قناديل .. بياع قناديل )

ولا زلنا مع العجم .. ولن نخرج عنه فى القادم من الغناء والموسيقى

ويظل رشدى مع العجم .. والغناء الفالت .. حتى يدخل الكورس بالغناء

فيدخل الإيقاع معه .. وإيقاعنا هو .. المصمودى الكبير .. وميزانه 8 / 4

يردد الكورس ( على عينى ياحبيبى على عينى )

يغنى عمنا رشدى مباشراً ( بدون تمهيد موسيقى ) .. ( قفلنا الدار .. بعد ماراحوا وهجروا الدار )

برضه من العجم .. ويتغير الإيقاع للملفوف 4 / 4

ويظل الحال هكذا حتى يتوقف الإيقاع .. ويغنى رشدى ( وأه يابا عليا .. لا دار ولا مرسى ولا صبية )

يعنى الراجل نام فى الشارع ..

يردد الكورس نفس القصة ونفس الجملة ..

وأخيراً .. نتحرر من العجم .. ونتحول لمقام الصبا .. شوفوا الجبروت بتاع بليغ حمدى ..

يستعمل مقام غربى صريح ( العجم ) وبجواره مقام شرقى أصيل ( الصبا )

ويكون الصبا على الدرجة الثالثة من العجم ( المى ) .. مثلما فعل عمنا السنباطى فى رائعته ( لسه فاكر )

لازمة موسيقية من الصبا .. يؤديها الناى فى حوار من الوتريات .. ويالها من لازمة صبا حقيقى .. حزين

يغنى رشدى ( ياما قلت له ياحبيبى .. دى كلمة حنينه من الناس ترضينى ) .. من الصبا .

وفجأة يعود للعجم .. بدون أى تمهيد .. ليغنى رشدى ( وأما قلت له .. إن قلت أه .. ضحكة تداوينى )

ويتوقف الإيقاع مرة أخرى .. ليكمل عمنا رشدى الغناء الفالت ..

ويدخل الإيقاع للمرة الأخيرة ليغنى معه رشدى ( وأدى أخر الرحلة .. مالقينا غير دمع عنينا )

ويتوقف الإيقاع للمرة الأخيرة أيضاً .. لينهى عمنا رشدى الأغنية .. ويعقبه القانون .. فى نفس جملة البداية .. وخلاص

وهنا يأتى السؤال .. هل أحسستوا بالملل ؟

هل شعرتوا بنقص المقامات والتحويلات

المصيبة السودة .. إن عمنا بليغ .. لم يستعمل أى نغمة خارج حيز المقام ( عُربة )

لم يستعمل أى كبارى أو تحويلات أو زخارف وحليات

إستخدم العجم كما يقول الكتاب .. وحتى الصبا .. لم يخرج عنه بتاتاً


وحتى عند العودة للعجم .. عاد بدون أى لف أو دوران .. رجع وخلاص ..

ولكننا فى النهاية .. نسمع جمل لحنية وموسيقية شجية وغير مسبوقة

حرام والله .. أن تندثر مثل هذه الأغنية .. ولا تنال الشهرة التى تستحقها

أرجو أن أكون وُفقت فى هذا التحليل المتواضع










__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .


رد مع اقتباس