الموضوع: سهران لوحدى
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16/04/2009, 17h35
الصورة الرمزية الألآتى
الألآتى الألآتى غير متصل  
المايسترو
رقم العضوية:1323
 
تاريخ التسجيل: avril 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 68
المشاركات: 2,483
افتراضي سهران لوحدى

بسم الله نبدأ فى تحليل أغنية ( سهران لوحدى )

كلمات : أحمد رامى

ألحان : رياض السنباطى

غناء : أم كلثوم

هذه الأغنية من الأغنيات التى تجيب على السؤال الأزلى ..

لماذا نجح السنباطى مع أم كلثوم أكثر من غيرها ؟ .. ولماذا إستمر التعاون بين أم كلثوم والسنباطى لأكثر من أربعون عاماً ؟

الإجابة ببساطة شديدة ..

لأن السنباطى كان يعلم أن أى لحن مهما كانت صعوبته .. ستؤديه أم كلثوم ببراعة .. ولن يصعُب عليها ..

ومن ناحية أخرى .. كانت أم كلثوم تعلم أن السنباطى سيعطيها ألحاناً .. لن يعطيها لغيرها ..

كان هناك توافق وإتفاق ضمنى بين الإثنان .. على تقديم أصعب الألحان وأجملها ..

إختار السنباطى مقام الهزام .. وهو من عائلة السيكا وإبنها البكرى ..

نقول .؟. إختار السنباطى الهزام .. ليكون هو العمود الفقرى للأغنية ..

ومن سمات مقام الهزام وخصائصه .. أنه يعبر عن العذاب والسُهد وحُرقة الفراق أصدق تعبير ..

وإختار أيضاً إيقاع الواحدة الكبيرة ليكون الإيقاع الرئيسى للأغنية .. بإستثناء إيقاع السماعى الدارج فى أخر كوبليه .

مقدمة موسيقية طويلة نوعاً ما .. يؤديها التخت بأكمله .. دون صولوهات عزف منفرد .. أللهم إلا قليلاً .. يتدخل القانون فى محاورة مع باقى ألآت الفرقة ..

المقدمة كلها من الهزام .. بإستثناء بعض الجمل القصيرة من النهاوند .. أثناء عزف القانون .

تغنى أم كلثوم من الهزام أيضاً .. ( سهران لوحدى ) .. وتظل هكذا .. حتى تنتقل للبياتى عند ( أتصور حالى .. أيام وليالى )

ثم تعود سريعاً للهزام مرة أخرى لتنهى المذهب عند ( مرت على بالى ) ..

نفس موسيقى المقدمة .. ثم تتوقف الفرقة .. لنسمع الناى فى صولو جميل من الهزام برضه ..

وتغنى أم كلثوم ( سهران لوحدى .. أناجى طيفك ) بلحن أخر ..

وهنا نتوقف لحظات .. لنعود لأول التحليل .. عندما ذكرنا أسباب نجاح السنباطى مع أم كلثوم ..

الأغنية بها كثير من الإرتكازات .. أى أن السنباطى جعل أم كلثوم تتوقف عند بعض الحروف الموسيقية لبعض الوقت ..

وذلك طبعاً لزوم تعميق المعنى وتوضيحه .. أما عن أم كلثوم .. فحدث ولا حرج .. قول براحتك .. الإرتكاز عندها لايعنى الإرتكاز فى حد ذاته .. لا يعنى أنها تقف عند الصول .. أو الفا .. وتقول ( أهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ) وبس ..

لأ .. ال ( أهــــــــــــــــــــــــــــــ ) بتاعتها .. فيها دروس فى الغناء والطرب .. لابد من التلوين .. لابد من الإهتزازت فى الصوت ( التريللات ) .. أى حد تانى ممكن يقع فى التوقفات دى .. ينشز .. يخرج عن الحرف المطلوب .. والمصيبة أنها تقف فى بعض الأحيان عند حروف السيكا .. أى الربع تون .. ولا تفلت منها النغمة ..

لكن دى أم كلثوم .. من أجل ذلك .. قلنا .. إن السنباطى نجح مع أم كلثوم لأبعد الحدود ..

المهم .. لازمة موسيقية قصيرة من مقام البياتى .. وتغنى أم كلثوم ( نام الوجود من حواليا ) ..

وتظل مع البياتى لنهاية الكوبليه .. حتى تعود للهزام عند نفس المقطع ( مرت على بالى ) ..

لازمة موسيقية من مقام الحجاز .. وتغنى أم كلثوم ( مابين نعيمى وأنس اروح ) .. ومافيش مشكلة ..

لأن الحجاز هو إمتداد مقام الهزام .. أو كما يقول إخوانا الموسيقيين ( الجنس الفرعى للهزام ) .. يعنى ماروحناش بعيد ..

السنباطى ده أصله عشرى ومايحبش يسيب المقام إللى إتربى عليه .. يعنى مش زى عبد الوهاب .. إللى بيطلع روحنا جرياً وراء إنتقالاته السريعة بين المقامات . . ولو لاحظنا كمان .. سنجد أن السنباطى بيحب المقامات الشرقية جداً ويستعملها كثيراً ..

لحد دلوقتى معانا .. الهزام والبياتى والحجاز .. وكلها مقامات شرقية .. البياتى لزوم الطرب .. والحجاز لزوم الشجن ..

والهزام لزوم ( الحزء ) .. يعنى اللوعة والنايبة التقيلة .. ولسه .

المهم .. تفضل أم كلثوم مع الحجاز .. حتى تصل إلى ( ولما بُعدك ) .. سنجدها فى الهزام مرة أخرى بقدرة قادر .. بدون مساعدة أو تمهيد من الفرقة .. أم كلثوم ياناس .. يادى الداهية ..

إسمعوها بقى لما تقول ( ولما بُعدك عنى طال ) .. إسمعوها بتقول ( طااااال ) إزاى .. حاسيبكم تحكموا بنفسكم ..

إسمعوها كمان .. لما بتقول ( ولقيتنى وحيد .. والفكر شريد ) .. المفروض أنها تغنى من الهزام .. ولكنها بتصرف منها .. تلعب فى البياتى وخصوصاً عند كلمة ( شريد ) .. حتى تجد لنفسها منفذاً مريحاً للوصول للبياتى عند ( أتصور حالى .. أيام وليالى ) .. وتنهى الكوبليه ..

لازمة جديدة من البياتى أيضاً .. ونسمعها تغنى ( ياللى رضاك أوهام .. والسهد فيه أحلام ) ..

ولازمة تانية من البياتى تانى .. ونسمع ( كان عهد جميل .. حاسد وعزول ) ..

إستنو ا شوية هنا .. مستعجلين على إيه .. إسمعوا الست وهى بتعيد وتزيد فى المقطعين إللى فاتوا .. كل إعادة وفيها إفادة .. لازم يكون فيه جديد فى كل إعادة .. وكل الست ماتعيد .. كل الناس ماتهيص وتزيط .. مش إعادة والسلام .. أبداً .. دى دروس ومحاضرات من الست .. لكل من يتجرأ ويغنى بعدها .. وياريتهم إستفادوا ..

المهم .. إنها بترجع للهزام عند ( لا يوم وصالك هنانى ) .. وبرضه بترجع لوحدها دون مساعدة .. السنباطى سايبها تعمل إللى هى عايزاه .. لأنها بتضيف للحن .. ولا تنتقص منه ..

وخلصت الأغنية .. ولا ينتهى الكلام عن أم كلثوم والسنباطى .. ولا عن ( سهران لوحدى ) ..

أرجو أن أكون وُفقت فى هذا التحليل المتواضع ..
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .


رد مع اقتباس