عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 26/11/2010, 12h21
الصورة الرمزية ليلى ابو مدين
ليلى ابو مدين ليلى ابو مدين غير متصل  
رحـمة الله عليها
رقم العضوية:528319
 
تاريخ التسجيل: juin 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 1,495
افتراضي رد: تاريخ الألآت الموسيقيه في مختلف الحضارات

الآلات ذات الأصوات المعيّنة الحدّة
وفيها الآلات المميزة الأصوات والآلات الرقية.
(1) الآلات المميزة الأصوات، ومنها:
ـ مجموعة الأجراس chimes' bells tubular: جهاز يتألف من عدة أنابيب معدنية رنانة مختلفة الأطوال، معلقة في إطار، تضرب بمطرقة خاصة فتعطي أصواتاً تتطابق مع درجات السلم الموسيقي الملون. تستخدم في الأوركسترا لإصدار أصوات براقة مرحة أو مأسوية تماثل نواقيس الكنائس.
ـ الإكسيلوفون (زايلوفون): آلة تتألف من عوارض متدرجة الأطوال من الخشب القاسي كالأبنوس لتصدر أصوات السلم الملون، مرصوفة كملامس البيانو البيضاء والسوداء وتضرب بمضربين خشبيين.

استخدمت هذه الآلة، منذ القديم، شعوب آسيوية وإفريقية وأمريكة، ولم يتعرفها الأوربيون إلا في القرن السادس عشر. وفي منتصف القرن التاسع عشر أصبحت بدعة فنية في أوربة، تستخدم في الحفلات الموسيقية، لما لها من صوت زجاجي النغم. ومن المؤلفات الموسيقية المتعددة التي استخدمت الإكسيلوفون: متتاليات «كسّارة البندق» لتشايكوفسكي [ر] Tchaikowsky، و«رقصة المقابر» لسان سانس [ر] Saint-Säens الذي مثّل فيها قرقعة عظام الموتى.
وهناك آلة شبيهة بالإكسيلوفون ذات أصل إفريقي تدعى ماريمبا marimba أصبحت شائعة الاستعمال في أمريكة الوسطى.
ـ السيليستا: آلة تشبه البيانو الصغير من حيث الشكل وتتألف من سلسلة رقائق معدنية منغّمة تضرب بمطارق رقيقة رنانة كالأجراس، وقد استهوت تشايكوفسكي فاستخدمها في قطعته «رقصة الجنيّة من باليه» «كسّارة البندق»، فكان أول مؤلف موسيقي يضمها إلى الأوركسترا.
ـ الغلوكنشبيل glockenspiel: (أي صوت الأجراس)، وهي آلة تشبه الإكسيلوفون إلا أن عوارضها المصوتة مصنوعة من معدن رنان كالفولاذ. يتألف مداها الصوتي من ديوانين ونصف، وتستعمل أحياناً مع البيانو. وقد استخدم موتسارت هذه الآلة في أوبراه «الناي السحري»the magic flute، ليصور أصوات الأجراس السحرية. كما استخدمها آخرون من بعده.
(2) الآلات الرقية، ومنها:
ـ التيمباني timpani أو kettledrum: وهي آلة إيقاعية أساسية في الأوركسترا. ويقال إن الأوركسترا التي لا يوجد فيها عازف تيمباني ممتاز ليست من مستوى جيد.
والتيمباني تشبه مرجلاً في شكلها، ويبلغ قطر فوهتها ستين سنتيمتراً تقريباً. تصنع من النحاس وتثبت على حامل دوّار، يشد على الفوهة غشاء جلدي ذو لوالب جانبية لضبط الدرجات الصوتية إضافة إلى «دوّاسة»pédale، وتستعمل لها عدة مضارب مختلفة الأنواع والأشكال. وتضم الأوركسترا عادة، ثلاثاً أو أربعاً من هذه الآلة ذات طبقات صوتية مختلفة لتغطية مدى صوتي واسع، لأن الآلة الواحدة لا تغطي أكثر من خمس درجات. إلا أن عدد هذه الآلات قد يزداد أو ينقص في الأوركسترا بحسب متطلبات القطعة الموسيقية. وكانت الأوركسترا حتى عصر بتهوفن تستخدم آلتي تيمباني، ثم اكتشف المؤلفون الموسيقيون فيما بعد، تأثيرات مهمة لها. فكتب برليوز[ر] Berlioz مثلاً لثمانية أزواج منها في جزء «توبا ميروم»tuba mirum من مؤلفته القداس الجنائزي requiem.
وأصل التيمباني شرقي عربي، كانت تحمل على صهوة جواد وتدعى الكبّارات.
ـ النقّارات: ومفردها نقّارة وهي آلة إيقاع عربية إسلامية. والنقارة طبل من نوع خاص على هيئة قصعة أو طاسة مصنوعة من الفخار أو الخشب أو المعدن، قطر وجهها يقارب العشرين سنتيمتراً وارتفاعها نحو عشر سنتيمترات (وهي الأكثر شيوعاً)، شد على وجهها رق مثبت بحبال أو برقائق جلدية بشكل خيوط قابلة للشد لضبط طبقتها الصوتية، وتقرع بمطرقة ذات رأس معقوف أو مستدير. تحمل النقارات مزدوجة على صهوة جواد أو على ظهر الإبل (وتسمى هذه الأخيرة بنقارية الجمّال) مثبتة على جانبي الدابة. ولكل نقارة صوت يختلف عن الآخر حدة بمقدار فاصلة رباعية أو خماسية، وقد يكون لأحدهما صوت مميز بسبب إحداث ثقب في قعر النقارة. وكان العازف يضرب على الواحدة منهما نقرة قوية«دُمْ» وعلى الأخرى نقرة ضعيفة «تَكْ».
استعملت النقارات والطبول والكوسات في العصور الإسلامية في البدء خمس مرات في اليوم إيذاناً بوقت الصلاة عند باب الحاكم، ثم صارت تستعمل في المناسبات المختلفة مثل الحروب ومواكب الحج والأعياد والاحتفالات الشعبية. وكانت معروفة في سورية القديمة في عصور ما قبل الإسلام. ويذكر المؤرخ بلوتارك (46-120م) Plutarque أن السوريين استخدموا النقارات عوضاً عن النفير في إحدى هجماتهم في حرب الغزاة الرومان الذين كانوا بقيادة الحاكم الروماني كراسّوس (115-53ق.م) Crassus .


وتوضح كثير من الرسوم التي زينت بعض المخطوطات العربية القديمة كيفية استعمال النقارات في العصر الإسلامي. فقد رسم الفنان العراقي يحيى بن محمود الواسطي (القرن 13م) في إحدى مخطوطات مقامات الحريري، المؤرخة عام 1237م، مجموعة من الفرسان يحملون الأعلام والشعارات، يظهر بينهم شخصان ينفخان في النفير، وشخص آخر (في أعلى الرسم) يقرع بعصوين معقوفتين على نقارتين محمولتين على جانبي صهوة جواد. والنقارة هنا هي على شكل كأس كبيرة ذات فتحة واسعة وقاعدة صغيرة، وتشاهد زخارف مختلفة على شكل خطوط على جسم النقارة وعلى الحافة العليا منها موضع تثبيت الغشاء الجلدي وربطه فوق فوهتها.
انتقلت النقارة إلى أوربة في زمن الحكم العربي الإسلامي في الأندلس وفي أثناء الحروب الصليبية بأسماء مماثلة فسميت ناكّيروني naccheroni في الإيطالية، وناكير nacaires في الفرنسية، ونيكرز nakers في الإنكليزية، انطلاقاً من الاسم العربي، وظلت التسمية تلازمها حتى منتصف القرن السادس عشر حين أصبحت تيمباني في الإيطالية، وهي الأكثر شيوعاً، وكيتلدرام في الإنكليزية وتيمبال timbales في الفرنسية.
4 ـ الآلات الموسيقية الكهربائية الإلكترونية
تصنف هذه الآلات في فئتين أساسيتين: كهربائية وإلكترونية. فالكهربائية هي آلات موسيقية تقليدية تعمل المواد المصوتة فيها كالأوتار أو القصبات أو الألسنة المعدنية وغيرها، بفعل الكهرباء كما في الغيتار الكهربائي [ر. الغيتار]. أي أن الكهرباء تكون وسيلة لنقل الاهتزازات الصوتية إلى الآلة من خلال أجهزة تضخيم amplifiers ومكبرات صوت loud speakers، أو أنها واسطة لتسهيل العملية الميكانيكية في الآلة الموسيقية كالأرغن. أما الآلات الإلكترونية فهي التي تستخدم دارات أو صمامات إلكترونية أو ما شابهها لتكون مولدة ومبدلة لمختلف الأصوات فيها. وفي معظم هذه الآلات لوحة ملامس لتسهيل عملية العزف. وفيها كلها مضخم ومكبر للصوت لسماع أصواتها بدقة ووضوح.
ومن الآلات الإلكترونية ما هي أحادية الصوت، كموجات مارتنو ondes Martenot، أي إنها لا تؤدي إلا أصواتاً منفردة، وهي تصلح لأداء الألحان والنغمات الأساسية. ومنها ما هي متعددة الأصوات كأنواع الأورغ الإلكتروني، إذ إنها تستطيع أداء أصوات متعددة في آن واحد (اتفاقات accords, chords).
طُبق استخدام الكهرباء في ميكانيكية الآلات الموسيقية أول مرة عندما اخترع الفرنسي ديلابورد Delaborde عام 1761 آلة هاربسيكورد كهربائية. وبقيت التجارب الميكانيكية الكهربائية تتوالى في القرن التاسع عشر في كل مكان. ومنذ بداية القرن العشرين حتى الحرب العالمية الثانية، ابتكرت آلات موسيقية ذات مولدات رحوية rotary generators وما ماثلها لتحول النبضات الكهربائية إلى أصوات. كما اخترعت آلات متنوعة كانت بداية للآلات الموسيقية الإلكترونية الحديثة مثل الثيرمين (theremin (1920، وموجات مارتنو (1928)، وتراوتونيوم (trautonium (1930، واستخدمها بعض الموسيقيين على نطاق واسع. فقد كتب لها، كثير من المؤلفين الموسيقيين مثل ريتشارد شتراوس [ر] R.Strauss، وهِندِميث[ر] Hindemith، وأونيغر[ر] Honegger. وفي وقت لاحق استخدم شريط التسجيل المغناطيسي magnatic tape recording في أجهزة موسيقية كثيرة. واخترعت أجهزة «توليف»synthesizer لشتى أنواع الأصوات التأثيرية، و بعض هذه الأجهزة استخدم الحاسوب في إصدار مختلف الذبذبات الصوتية التي تزيد على عشرة آلاف وحدة.
أسهمت الآلات الإلكترونية في اتساع الثروة الموسيقية، ففتحت للموسيقيين آفاقاً جديدة أمكن استغلالها في تركيبات صوتية كثيرة بدءاً من الصوت الأحادي المجرد حتى أعقد الأصوات تركيباً، إضافة إلى الإحداثات الإيقاعية المتنوعة. فأعطت للفن الموسيقي الحديث صفة جديدة إذ سميت «الموسيقى الإلكترونية». كما أنها ساعدت المؤلف الموسيقي في السيطرة المباشرة على مؤلفته المؤداة، وحققت له إمكانات فنية واسعة فاستغنى عن إسهام المؤدين معتمداً على مكبرات الصوت المنتشرة في قاعة الاستماع. وقد استخدم المؤلف الموسيقي إدغارد فاريز [ر] E.Varèse أربعمئة مكبر صوت في مؤلفته «قصيدة إلكترونية»poème électronique عام 1958 في أثناء أدائها في معرض بروكسل العالمي.
وللآلات الموسيقية الإلكترونية، وبعض الآلات الكهربائية، خصائص تمتاز بها من الآلات الموسيقية الاعتيادية الأخرى من حيث إنها تستطيع أن تتحكم في شدة الصوت، وطابعه، ومدته الزمنية. فشدة الصوت في الآلات الاعتيادية محدودة نسبياً، في حين تبدأ الآلات الكهربائية والإلكترونية من الضعيف جداً حتى أشد الأصوات قوة. كما أن إصدار الأصوات الصنعية artificial sounds في هذه الأخيرة إمكانات توسع في مداها الصوتي في حين لا يتجاوز هذا المدى في الآلات الاعتيادية أكثر من أربعة دواوين للواحدة منها على الأغلب، عدا البيانو والأرغن والهارب والقليل غيرها. وأما الطابع الصوتي في الآلات الإلكترونية فواسع التبديل والتغيير، إذ من المستطاع حذف مدروجات صوتية overtones أو إضافتها بحسب الرغبة في الوقت المناسب لتبديل، أو إحداث طابع صوتي جديد في الآلة. فيمكن التنقل، مثلاً، من صوت فلوت لامع حاد إلى صوت كمان عميق. أضف إلى ذلك إمكان التحكم في مدة استمرار الصوت المتواصل دون انقطاع إلى مدة زمنية لا تجاريها فيها الآلات الموسيقية الاعتيادية.
وفي الحقيقة، فإن بعض التطورات الموسيقية التي حدثت خلال القرن العشرين، كما في موسيقى الجاز والموسيقى المسماة بـ «العرَضية»aleatory قد أعطت الموسيقيين دوراً حراً ومسؤولية جديدة نحو موسيقاهم وذلك في تقنية التأليف للآلات الموسيقية التقليدية.
إن جميع الآلات الموسيقية الاعتيادية يمكنها أن تصبح آلات كهربائية حينما تصدر أصواتاً عن طريق الكهرباء وذلك عندما يلصق بجسمها مذياع microphone صغير يتصل بمضخم صوت. وقد استخدمت هذه الطريقة في كثير من الآلات الوترية كالعود وأفراد أسرة الكمان، وفي آلات النفخ كالفلوت والساكسوفون.
وتقع الآلات الإلكترونية في صنفين رئيسيين هما: الآلات الأحادية الصوت والآلات المتعددة الأصوات.
أ ـ الآلات الأحادية الصوت، ومنها:
ـ التيرمين: مخترع هذه الآلة هو ليف تيرمين Lev Thermin الروسي، وذلك عام 1920. يصدر الصوت فيها عن راسمي اهتزاز (مذبذب) oscillatorrs، أحدهما يثبت الترددات frequencies والآخر يبدلها نتيجة سيطرة العازف على الاختلاف الناتج عن هذه الترددات بحسب وضع يده بالقرب من هوائي الآلة.
ومن المؤلفين الموسيقيين الذين ألّفوا لها مارتينو [ر] B.Martinù التشيكي في مؤلفته «فانتازيا للرباعي الوتري والأوبوا والبيانو» عام 1945 مستغلاً صوتها الشبيه بعويل الصفارات.
ـ موجات مارتنو: وتسمى أيضاً الموجات الموسيقية، سميت كذلك نسبة إلى مخترعها الفرنسي مارتنو (1898-1980)Martenot الذي اخترعها عام 1928 وتشبه، شكلاً، البيانو. وهي كالترمين لا تصلح إلا لعزف الألحان والنغمات المفردة. وقد كتب بيير بوليه [ر] P.Boulez الفرنسي رباعية لها.
ب ـ الآلات المتعددة الأصوات، ومن أهمها:
أورغ هاموند Hammond organ، والبيانو الإلكتروني [ر. البيانو]، والسنثيسايزر synthesizer (المولّفة)، وهي آلة إلكترونية معقّدة تتألف من عدة مولدات صوتية لإصدار أي صوت يمكن تخيله، سواء أكان لآلات موسيقية مختلفة أم لتأثيرات صوتية خاصة كصفير الرياح وصوت الرعد والضوضاء وغيرها. مرت الآلة في عدة تطورات فنية وتقنية منذ منتصف القرن العشرين، وأصبحت تصنع في أنواع وأحجام مختلفة، منها آلة السينْكِت synket، وهي تشتمل على ديوانين في ثلاث لوحات ملامس، وآلة موغ moog ولها لوحتا ملامس في خمسة دواوين لكل منهما، وأنواع أخرى متفرقة. وقد تستخدم هذه الآلة مع الحاسوب، وفي هذه الحال يُدخل المؤلف الموسيقي تعليماته إلى الحاسوب الذي ينقل إلى الآلة معطياته لأداء الأصوات المختارة. ومن الذين استخدموا هذه الآلة المؤلف الموسيقي الأمريكي ميلتون بابيت M.Babbitt في قطعة موسيقية بعنوان «فيلوميه»Philomet عام 1963.
ومع أن بعض الآلات الموسيقية الإلكترونية استهوت الكثير من المؤلفين الموسيقيين فكتبوا لها ألحاناً خاصة. وبمرافقة الأوركسترا أحياناً، فإنها لم تنضم بعد إلى الأوركستراالسمفونية عضواً ثابتاً فيها.
المصدر:الموسوعه العربيه
الكاتب:حسني الحريري
رد مع اقتباس