عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26/11/2010, 12h10
الصورة الرمزية ليلى ابو مدين
ليلى ابو مدين ليلى ابو مدين غير متصل  
رحـمة الله عليها
رقم العضوية:528319
 
تاريخ التسجيل: juin 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 1,495
افتراضي رد: تاريخ الألآت الموسيقيه في مختلف الحضارات

وتتميز آلات النفخ الخشبية والنحاسية بقدرتها الصوتية انطلاقاً من الأصوات الضعيفة pianissimo حتى أشدها قوة fortissimo [ر. الموسيقى]. وتمتلك آلات النفخ النحاسية قدرة صوتية أكثر صُداحاً من آلات النفخ الخشبية التي تأخذ وضعاً وسطاً بين النحاسية والوترية. فإذا امتزجت آلات النفخ الخشبية أو النحاسية مع آلات أسرة الكمان أو تحاورت معها، فإنها تستطيع أن تصدر أصواتاً تكون بنعومة هذه الأخيرة ولطافتها. وأما في الصداح (شدة الصوت)، فإن قوة آلات النفخ تكون جلية وواضحة.
ومنذ أواخر النصف الأول من القرن العشرين، حظيت بعض آلات النفخ الخشبية والنحاسية بالنجاح والشهرة بفضل عدد من عازفي الكلارينيت والساكسوفون والترومبيت المنفردين solists في موسيقى الجاز.

ويطلق على بعض آلات النفخ الخشبية والنحاسية اسم الآلات المحوّلةtransporting instruments لأنها تؤدي درجات موسيقية أعلى أو أدنى من الموسيقى المدونة لها. فآلة البيكولو مثلاً تؤدي الدرجات الصوتية بديوان (ثماني درجات octave) أعلى من الدرجات المدونة لها.
ويلحق ببعض الآلات المحوّلة اسم الدرجة الفعلية التي تضبط عليها مثل: الساكسوفون (في «سي بيمول») sax in B flat، أو الكلارينيت (في «لا») clar. in A، أو الترومبيت (في «رَهْ») tromp. in D وغيرها، أي إن هذه الآلات تؤدي درجة «دو ـ C» المدونة لها بطبقة صوتية فعلية تماثل الدرجة الموسيقية المسماة بها.
وقد تكون هذه الدرجات منخفضة عن درجة «دو»الوسطى عندما تكون الآلة المحوّلة ذات طبقة صوتية منخفضة، وقد تنخفض إلى أكثر من ديوان في بعض الأحيان. وتكون أعلى من الكتابة الموسيقية المدونة لها عندما تكون هذه الآلة ذات طبقة صوتية حادة.
وفيما يلي، بعض آلات النفخ بحسب أنواعها علماً أن بعضها قد يدرج في نوعين أو ثلاثة معاً، وقد أفرد للمهم منها بحث خاص به.
أ ـ آلات النفخ الخشبية [ر. الناي واليراعة] ومن آلاتها القديمة:
الجناح أو المصفار panpipe syrinx: وهوآلة نفخ بسيطة قديمة تتألف من أنابيب متجاورة مقاساتها مختلفة ومرتبة بحسب أطوالها مسدودة من طرفها السفلي ويشدّ بعضها إلى بعض بإحكام. يمكن أن تتكون مادة أنابيب الجناح من القصب أو الخشب أو العاج أو المعدن. ويتنقل العازف نفخاً فوق فوهاتها العلوية من أنبوبة إلى أخرى لتؤدي كل واحدة منها نغمة موسيقية واحدة.

وقد انتشرت هذه الآلة في الماضي عند شعوب كثيرة، واستعملها الرعاة الإغريق باسم سيرنكس. وتنسب الأساطير الإغريقية اختراعها إلى إله الرعاة «بان»Pan. وقد أطلق عليها العرب اسم الشعيبية نسبة إلى النبي شعيب.
ب ـ آلات النفخ النحاسية [ر. البوق].
ج ـ الآلات ذات الخزان الهوائي، ومنها:
قربة الزمر: وهي زق (جراب) من الجلد يستخدم مخزناً للهواء ينفخ فيه العازف بقصبة أو مزمار لملئه بالهواء. وتربط بالقربة عدة مزامير تصدر أصواتاً متصلة ومرافقة لمزمار منها له ثمانية ثقوب، على الأغلب، يعطي الألحان الأساسية المراد أداؤها. ويعود تاريخ هذه الآلة إلى أكثر من ألفي عام، وقد عرفت مثيلاتها في آسيا وشمالي إفريقية. وانتشرت في أوربة، وفي فرنسة بالذات، في القرنين السابع عشر والثامن عشر. كما غدت الآلة الشعبية المفضلة في اسكتلندة. وقد أطلق ابن زيلة على مايشابه قربة الزمر في كتابه» الكافي في الموسيقى"، اسم» مزمار الجراب".
د ـ الآلات ذات الألْسنة المعدنية، ومنها:
الهارمونيكة: وتسمى أيضاً أرغن الفم mouth organ. ذكرت في المراجع العربية باسم المشتق أو المستق mustak أو المشتق الصيني للدلالة على كونها مستوردة من بلاد الصين. والهارمونيكة آلة صغيرة بشكل علبة مستطيلة، في مقدمتها ثقوب مربعة وتغطي أحد وجهيها أو كليهما من الداخل صفيحة أو صفيحتان معدنيتان تثبت على كل منهما عدة ألْسنة معدنية، فولاذية على الأغلب، مختلفة الحجوم. وينفخ العازف فيها شهيقاً وزفيراً فتهتز الألسنة المعدنية مصدرة النغمات المطلوبة.
توجد عدة حجوم من هذه الآلة، بدءاً من أصغرها التي توضع كاملة في الفم. وقد تكون لعبة من ألعاب الأطفال أو آلة أساسية. وقد كتب لها بعض المؤلفين الموسيقيين ألحاناً أوركسترالية، مثل داريوس مِيّو [ر] Milhaud الفرنسي، وفون وليمز[ر] Vaughan Williams الإنكليزي.
ـ الهارمونيوم: وهي من الآلات ذات لوحات الملامس، تعمل على مبدأ الأكورديون تقريباً. وللهارمونيوم منفاخ ذو دوّاسة أو دوّاستين تحركان بالقدمين في أسفل الآلة، ويمرّ الهواء المضغوط على ألْسنة معدنية موجودة داخل الآلة حين يضغط العازف على ملامس اللوحة فتهتز. والهارمونيوم آلة مزودة أيضاً بمفاتيح إضافية لأداء أصوات مشابهة لبعض آلات النفخ الخشبية.
ابتكرت هذه الآلة في فرنسة في الربع الثاني من القرن التاسع عشر، وغدت آلة شعبية منتشرة في كثير من البيوت الأوربية. ولما كانت طبيعة أصواتها شبيهة نوعاً ما بأصوات الأرغن، فقد استخدمت في الكنائس، ولاسيما الصغيرة منها، إذ يتعذر وجود الأرغن الكبير.
3 ـ الآلات الإيقاعية
تستخدم معظم الآلات، من صنفي المتميزة الأصوات والرقية (الجلدية) لغرض الإيقاع في الموسيقى، لهذا تستعمل في الأوركسترا باسم الآلات الإيقاعية. وقد استقطبت اهتمام عدد غير قليل من المؤلفين الموسيقيين فاستخدموا الكثير من طاقاتها وميزاتها الإيقاعية، سواء في الموسيقى التقليدية أو في موسيقى الجاز أو الموسيقى الشعبية.
والمبدأ الأساسي للتصويت في الآلات الإيقاعية هو القرع percussion، أي ضرب أدوات مصوتة، بطرائق متعددة، كالصدم أو النقر أو الطرْق أو الحكّ أو الهزّ أو الدّلْك إلى غير ذلك من أساليب التصويت المختلفة. على أن هذه الآلات، مهما اختلفت أشكالها، تعود إلى صنفين أساسيين: أولهما، آلات ذات أصوات غير معيّنة الحدة indefinite pitch تستعمل للإيقاع فقط، لأنها تصدر أصواتاً مبهمة لا تماثل أياً من درجات السلم الموسيقي، ومنها الطبل الكبير والصغير، والمثلث، والطبق الرنان وغيرها الكثير. وثانيهما، آلات ذات أصوات معينة الحدّة definite pitch تستعمل للإيقاع والنغم معاً، إذ إنها تصدر أصواتاً معينة تطابق درجات صوتية مميزة في السلم الموسيقي فتمكنها من تشكيل نغمات وألحان موسيقية بحسب إمكاناتها الصوتية، كالتيمباني والإكسيلوفون والسيليستا celesta.
تستخدم الآلات الإيقاعية في معظم الفرق الموسيقية على اختلاف أنواعها، إذ إن مهمتها الرئيسة ضبط الإيقاع وإضفاء اللون الزخرفي الإيقاعي على القطعة الموسيقية، وقد يصل عددها في بعض الفرق الموسيقية إلى ما ينوف على ثلث عدد الآلات التي تستعملها الفرقة.
ولعل أولى الآلات الموسيقية التي صنعها الإنسان كانت من فصيلة الآلات الإيقاعية وقد استخدم في صنعها الأدوات الطبيعية التي كانت تحيط به كالعصي والحجارة وثمار القرع وجذوع الأشجار المجوفة وجلود الحيوانات وغيرها.
وقد رافقت بعض الآلات الإيقاعية الطقوس الدينية عند الكثير من القدماء كالسومريين والبابليين والآشوريين، وكان للطبل بين هذه الآلات منزلة كبيرة أو مقدسة في بعض الحالات.
والآلات الإيقاعية كثيرة، وفيما يلي أهم ما يتداول منها:
أ ـ الآلات ذات الأصوات غير المعيّنة الحدّة:
وفيها الآلات المتميزة الأصوات والآلات الرقيّة.
(1) الآلات المتميزة الأصوات ومنها:
ـ الصنوج cymbals: وهي صحون معدنية رقيقة كبيرة ومقعّرة مصنوعة عادة من النحاس، يراوح قطر الواحد منها بين ثلاثين وستين سنتيمتراً تقريباً، تستعمل إما مفردة بضربها بعصا خشبية أو معدنية تشبه الفرشاة، وإمّا مزدوجة يضرب الصنج الواحد بالآخر، وقد تصنع صنوج ذات نغمة محددة لتتلاءم مع آلات أخرى. وتستخدم الصنوج في مختلف أنواع الفرق الموسيقية ولاسيما العسكرية والراقصة منها. ويعود استعمالها إلى ما بين الألف الأولى والثانية قبل الميلاد في البلاد السورية القديمة والمصرية.
ـ الطبق الرّنان gong:هو طبق كبير من الفولاذ يراوح قطره بين تسعين ومئة وعشرين سنتيمتراً تقريباً، يضرب بعصا طويلة تشبه عصا الطبل الكبير. صوته قوي ذو صدى عميق ومستمر، فيه مسحة من الغموض. وأصل هذه الآلة شرقي آسيوي من جاوة أو الصين، استعملت في أوربة منذ نهاية القرن الثامن عشر.

ـ المقارع (الكاستنييت): وهي قطعتان من الخشب القاسي (أبنوس غالبا) أو النحاس مقعرتان تضرب إحداهما الأخرى. والمقارع شرقية الأصل انتقلت إلى أوربة عن طريق العرب في الأندلس وأصبحت تستعمل في الموسيقى الإسبانية الراقصة. تربط الواحدة منها بالإبهام من كل يد، والأخرى بالسبابة أو الوسطى ثم تطرقان معاً في إيقاعات جذلة متلاحقة. وهناك شكل آخر من المقارع خشبي الصنع ذو قطعتين مربوطتين على طرفي مقبض يدوي طويل.
ـ المثلث triangle: وهو قضيب معدني فولاذي على شكل مثلث مفتوح في إحدى زواياه، يعلقه العازف بإصبع يده اليسرى من إحدى زاويتيه المغلقتين، ويضرب بعصا معدنية صغيرة على أحد أضلاعه أو جميعها، ورنينه بلوري النغم. وكان موتسارت أول من أدخله مع الطبل الكبير والصنوج إلى الأوركسترا، فاستخدم هذه الآلات في أوبراه «اختطاف من السراي» عام 1782م.
(2) الآلات الرَقيّة، ومنها:
ـ الدرابُكَّة أو الدُربَكّة: ويسميها بعضهم «الطبلة»، وهي آلة شعبية عربية مخروطية الشكل دقيقة التجويف في وسطها، يشد على فتحتها الكبرى غشاء جلدي. تصنع من الفخار المشوي أو الخشب أو المعدن. يضع العازف الآلة تحت إبطه أو بين ركبتيه ويقرع على وجهها الجلدي بكلتا يديه، وقد يستعمل أصابعه منفردة لإصدار إيقاعات مميزة. والدرابكة مع الرق، آلتان أساسيتان في فرقة التخت الشرقي [ر. الفرقة الموسيقية] والفرقة الموسيقية العربية الحديثة.

ـ الدف، الرق tambourine: الدف«طارة» خشبية قطرها أقل من ثلاثين سنتيمتراً، يشد على وجهها غشاء جلدي، ويمسك العازف الدف بكلتا يديه عمودياً وينقر عليه بأصابعه. وقد وجد الدف في بلاد ما بين النهرين وما جاورها منذ الألف الثالث ق.م. ويذكر هنري فارمر H.Farmer، المستشرق الإنكليزي، ما ورد في أحاديث الناس من أن الدف نقر عليه لأول مرة في زفاف الملكة بلقيس إلى سليمان. وعرف نوع آخر من الدف أيام العرب وهو الدف المربع الشكل. فقد ورد في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني أن المغني طويس [ر] كان يضرب على الدف المربع. وهناك دفوف كبيرة تسمى مزاهر (ج. مِزْهَر) قطر دائرة الواحد منها خمسون سنتيمتراً تقريباً وقد يزود بعضها بحلقات معدنية صغيرة في إطارها. وكثيراً ما تستعمل المزاهر في بعض الاحتفالات الدينية.
والرق دف مستدير يحوي إطاره ذو التجاويف على صناجات نحاسية صغيرة تعطي أصواتاً مرحة عند هزّها. أخذ الفرنجة هذه الآلة عن الشرق وشاع استعمالها بينهم منذ القرن الخامس عشر، كما تبين لوحات بعض مصوري ذلك العهد.
ـ الطبل الصغير side drum, snare drum: إطار أسطواني عريض خشبي أو معدني يشد على وجهيه غشاءان جلديان، يحمله العازف، معلقاً في وسطه أو على عاتقه أو موضوعاً فوق حامل، ويضرب على وجهه العلوي بعصوين خشبيتين أو معدنيتين (برأس كالفرشاة)، وقد تشد على وجهه الأسفل أوتار من معي الحيوان أو النايلون أو المعدن تتجاوب مع اهتزازات الوجه العلوي المضروب، ويستخدم الطبل الصغير في الإيقاعات المميزة والدقيقة، لذا فهو عماد الفرق الموسيقية العسكرية. ويستخدم كذلك في كثير من الفرق الموسيقية المختلفة. وقد أدخلت هذه الآلة إلى أوربة عن طريق العرب وعرفت هناك منذ القرن الرابع عشر الميلادي.
ـ الطبل الكبير bass drum: وهو أكبر طبول الأوركسترا ويشبه الطبل الصغير. يحمل أو يوضع عمودياً ويضرب على أحد وجهيه، عادة، بمضرب ذي رأس كروي من الصوف القاسي أو اللباد، ويصاحب في معظم الحالات بالصنوج. صوته عميق وقوي، يمكن استخدامه كصوت الرعد أو المدفع.
وقد استخدم الطبل في الفرق الموسيقية العسكرية السلجوقية والمملوكية ثم العثمانية فيما بعد، واستخدم في الفرق الأوربية منذ أواخر القرن الثامن عشر، إلى جانب بعض الآلات الإيقاعية الأخرى. ويستعمل هذا الطبل، كالطبل الصغير، في أنواع كثيرة من الفرق الموسيقية كالأوركسترا والفرق العسكرية وفرق الجاز وغيرها.
رد مع اقتباس