عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 26/11/2010, 12h01
الصورة الرمزية ليلى ابو مدين
ليلى ابو مدين ليلى ابو مدين غير متصل  
رحـمة الله عليها
رقم العضوية:528319
 
تاريخ التسجيل: juin 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 1,495
افتراضي رد: تاريخ الألآت الموسيقيه في مختلف الحضارات

تابع تاريخ الالات الموسيقيه
وأما في الحضارة العربية الإسلامية فقد تم اعتماد مبدأ آخر في التصنيف. فالفارابي [ر] دعا إلى تصنيف ثنائي أساسي، إذ ذكر في» كتاب الموسيقى الكبير «أن الجسم أو العضو يهتز إما بفعل يد الإنسان أو بوساطة جهاز نفخ، وبيّن أن هناك آلات موسيقية يُضرب فيها الجسم أو يُنقر أو يُحك أو غير ذلك من طرائق العزف، وآلات أخرى يُحدث فيها النغم بتسرب الهواء في تجويفاتها بفعل النفخ فيها. ويمضي الفارابي في إيضاح الفرق بين الآلات الوترية التي يجر عليها القوس والآلات التي تضرب بمضراب أو بريشة، فيذكر أن منها ما تُحرك أوتارها فتهتز ومنها ما يُحدث فيها النغم بأن يجر على أوتارها أوتار أخر، أو ما يقوم مقام الأوتار إلى غير ما هنالك، وبذلك يكون الفارابي قد اعتمد في تصنيفه على كيفية إحداث الأصوات وخروجها من الآلة. وهذه الكيفية هي مبدأ التصنيف المتبع اليوم في سائر أنحاء أوربة وأمريكة.
وكذلك صنف ابن زيلة [ر]، الآلات الموسيقية في كتابه «الكافي في الموسيقى» بحسب طرق الاهتزاز فيها وسبل العزف عليها، فجعلها في ثلاثة أنواع هي: ذوات الأوتار، وآلات النفخ، وآلات القرع أو النقر. ثم عدّد الآلات الموسيقية ومواصفات كل منها.
وكان الإغريق والرومان قبل ذلك قد ميزوا بين ثلاثة أنواع من الآلات الموسيقية: الآلات الوترية وهي التي يكون الوتر فيها مصدر التصويت الرئيسي، والآلات النفخية وهي التي تعتمد اهتزاز الهواء عن طريق النفخ فيها، والآلات الإيقاعية وهي الآلات والأدوات التي تستخدم لغرض الإيقاع وتحديد الزمن. وقد أضيفت إلى هذه الأنواع الثلاثة فيما بعد الآلات ذات لوحة الملامس كالأرغن والبيانو. إلا أن هناك تداخلاً في هذا التصنيف بين بعض فئاته. فالبيانو مثلاً آلة ذات لوحة ملامس، وهي كذلك آلة وترية أصلاً، ومن الجائز أيضاً تصنيفها ضمن فئة الآلات الإيقاعية. ومثل ذلك يقال في آلات موسيقية متعددة أخرى.
أما علماء الهند القدماء فصنفوا الآلات الموسيقية تصنيفاً رباعياً على النحو التالي: الآلات الوترية، وآلات النفخ الخشبية والنحاسية، والآلات الإيقاعية الرقّية (أي الغشائية الجلدية)، وأخيراً الآلات الإيقاعية المعدنية. وقد أخذ بهذا التصنيف عالم الصوتيات البلجيكي تشارلز ف. ماهيّونCh.V.Mahillon (1841- 1924)، وجعل طريقة اهتزاز الجسم المصوت في الآلة أساساً لتصنيفه ووضع الآلات في أربع أصناف هي: الوترية cordophones كالعود والكمان [ر] وغيرهما، والهوائية aerophones وهي التي تصدر الصوت عن اهتزاز الهواء فيها كآلتي الفلوت والبوق، والرقية الجلدية membranophones وهي التي يتسبب الجلد أو الغشاء المشدود فيها في إصدار الاهتزازات الصوتية كالطبل مثلاً، والآلات الذاتية الأصوات autophones وهي التي يصدر الصوت منها مباشرة، والمصنوعة من المعدن أوالخشب أو من مواد أخرى كالزجاج وغيره، مثل الأجراس bells والمخشخشات maracas rattles والكؤوس الزجاجية. وبعد ذلك وضع العالم الألماني ـ الأمريكي كورت زاكس (1881-1959)Curt Sachs بالتعاون مع زميله النمسوي إريك فون هورنبوستل (1877-1935)E.Von Hornbostel تصنيفاً حديثاً اعتماداً على نظام ماهيّون مع إجراء بعض التعديلات الطفيفة عليه وتوسيعه. فقد أبدلا مصطلح «ذاتية الأصوات» وجعلاه «المتميزة الأصوات» (الإيديوفونية) idiophones. ومازال نظام التصنيف هذا قابلاً للنقد مع أنه استأثر باهتمام معظم الدارسين لنظم الآلات الموسيقية في العالم.
ينطوي التصنيف المعمول به اليوم على فئات خمس من الآلات الموسيقية هي: الوترية، والهوائية، والمتميزة الأصوات (وتشمل عدة آلات وأدوات إيقاعية كآلات الضرب، وآلات الاهتزاز والارتجاج، وآلات الاحتكاك، وآلات الدلك)، والآلات الرقّية، والآلات الإلكترونية electrophones (وقد دخلت التصنيف حديثاً) وهي آلات تصدر أصواتها باستعمال الكهرباء أو الوسائل الإلكترونية التي تحول الأصوات إلى العد الثنائي وتعيدها أصواتاً عند العزف، وفي المخطط التالي بعض الأمثلة لكل نوع من هذه الفئات الخمس.
تفصيل التصنيف الخماسي للآلات الموسيقية
أصناف الآلات الموسيقية
الآلات الموسيقية خمسة أصناف، وهي كما يأتي.
1ـ الآلات الوترية:
تتألف الآلة الموسيقية الوترية من عنصرين أساسيين:
ـ وتر أو أوتار مصنوعة من أمعاء الحيوان أو من مادة النّيلون nylon أو من أسلاك معدنية خاصة.
ـ ألواح خشبية جافة رقيقة قابلة للاهتزاز تكون قاعدة لوضع الأوتار عليها، تؤلف ـ في معظم الحالات ـ صندوقاً أجوف تكون له أحياناً فوهة أو عدة فوهات في الوجه الأمامي منه لتسهيل عملية الطنين أو الرنين. وتكون وظيفة هذا الصندوق تضخيم الأصوات الناتجة عن اهتزاز الأوتار المشدودة عليه بإحدى أساليب النقر أو الضرب أو الطرق أو الدلك.


وتؤلف بعض الآلات الوترية مجموعة أو مجموعات آلات يطلق عليها اسم «الوتريات»strings، فمن الممكن تأليف ثنائي وتري string duet، وثلاثي وتري string trio أو أكثر من ذلك. على أن من أشهر هذه المجموعات وأهمها الرباعي الوتري string quartet [ر. الثنائي والثلاثي والرباعي]. المؤلف من أسرة الكمان (اثنتين من الكمان وفيولا viola وتشيلو cello)، كما يمكن تأليف فرقة موسيقية وترية تضم جميع آلات أسرة الكمان (كمان، فيولا، تشيلو، كونترباص double bass) بأعداد كبيرة وتسمى حينئذ الفرقة (الأوركسترا) الوترية. وقد يضاف إليها، في بعض الأحيان، بعض الآلات الإيقاعية. وفي حال إضافة آلة الهارب، وبعض آلات النفخ الخشبية والنحاسية، تصبح المجموعة فرقة موسيقية متكاملة. وتبقى أسرة الكمان دعامة كثير من الفرق الموسيقية المختلفة، إذ تعززت مكانتها منذ أوائل القرن السابع عشر على حساب آلات الفيول.
وتتميز أسرة الكمان بالصفات التالية:
ـ القدرة على الأداء في المجال الصوتي الذي يعادل البيانو تقريباً، من أخفض الأصوات فيه حتى أحدِّها.
ـ الإمكانات التعبيرية الفائقة في مختلف المجالات الفنية.
ـ إمكان تأليف فرقة موسيقية خاصة منها دون الاستعانة بآلات أخرى.
ـ القدرة على أداء أجزاء الصوت كالسلالم والمقامات العربية [ر. الموسيقى العربية].
ـ عدّها دعامة الأوركستراالسمفونية وكثير من الفرق الموسيقية الأخرى.
ـ اهتمام معظم المؤلفين الموسيقيين بالتأليف لها، فردياً وجماعياً، أكثر من سواها من بقية الآلات الموسيقية.
كذلك تعتمد الفرق الموسيقية الشرقية، ولاسيما العربية منها، بعض الآلات الوترية أساساً: فالعود والقانون [ر] هما عماد الموسيقى العربية.
والآلات الوترية كثيرة جداً ومتنوعة. وفيما يلي وصف لتلك التي لم يفرد لها بحث مستقل.
ـ البالالَيكا balalaika: آلة شعبية شهيرة في منطقة أوكرانية الروسية وفي بعض بلدان شرقي أوربة، وهي على شكل مثلث ولها زند طويل ذو دساتين.
ولهذه الآلة ثلاثة أوتار تضرب بالريشة، يضبط اثنان منها بطبقة» مي «الوسطى، والثالث بطبقة» لا «أعلاها. تستخدم البالاليكا في مرافقة الأغاني والرقصات الفولكلورية.
ـ البانجو banjo: آلة شعبية أمريكية، ذات أصل إفريقي، لها زند طويل ذو دساتين وجسم مستدير الشكل مغطى برق جلدي مشدود، يشد عليه ما بين خمسة أوتار وتسعة، وتضرب بالريشة. تستخدم هذه الآلة في الموسيقى الشعبية والراقصة.
ـ البزق: آلة تشبه العود الصغير وهي ذات زند دقيق وطويل مقسم إلى دساتين، ولها وتران مزدوجان أو أكثر، وتنقر بالريشة، ويقابلها الطنبور أو الطنبورة في تركية.
ـ الجمبش: آلة شعبية من أصل تركي مستعملة في الشمال الشرقي من سورية وفي بعض الأجزاء من آسية الوسطى. والجمبش تشبه البانجو شكلاً ولكن زندها أقل طولاً، يشد عليه ما بين أربعة إلى ستة أوتار معدنية مزدوجة تضبط كأوتار العود وتنقر أو تضرب بالريشة.
ـ الجنك.
ـ الرباب أو الربابة: آلة قديمة جداً جاء ذكرها في الكتاب المقدس. ويعود استعمال القوس في الآلات الوترية في بلاد المشرق إلى أكثر من خمسة آلاف عام قبل الميلاد، ولكن أقدم إشارة عربية إلى استعمال القوس تعود إلى الفارابي. والربابة هي الآلة الوترية العربية الحقيقية، وهي أصل آلة «الفيول». ويختلف اسم الربابة وشكلها من بلد إلى آخر وكذلك عدد أوتارها. والشائع منها في منطقة الشرق الأوسط الربابة ذات الشكل المربع أو المستطيل، المقوس الجانبين نحو الداخل، يشد على إطارها الخشبي رقّان من الجلد على الوجه العلوي منهما وتر مشدود يجر عليه بالقوس. وقد سميت أيضاً «رباب الشاعر» لأن العرب كانوا، في حالات، ينشدون أشعارهم بمصاحبتها. والمنطقة الصوتية للربابة محدودة جداً لا تتجاوز الفاصلة الخماسية (خمسة إصوات) في أغلب الأحيان. ومن أشكال الرباب، «الأرنبة» وهي تركية المنشأ انتشر استعمالها في بلاد البلقان، و«الرباب المغربي» المستعمل في المغرب العربي، و«الرباب المصري» المستدير الشكل غالباً، و«الجوزة العراقية»، و«الكمنجة الفارسية»، و«الرافاناسترون»ravanastrone الهندية.
ـ السنطور: آلة من أصل شرقي تعود إلى القرون الوسطى ولها أصول آشورية وهندية، تشبه القانون إلى حد ما، ذات شكل شبه منحرف تقريباً، أوتارها من المعدن تطرق بمضربين معقوفين إلى الأعلى قليلاً، وهي شائعة الاستعمال في المجر. وقد انتقلت هذه الآلة إلى أوربة عن طريق الأندلس وأطلقت عليها عدة أسماء مثل دلسيمر dulcimer وبْسالْتيري وتيمبانون tympanon وهاكْبْريت hackbrett التي تطورت عنها فيما بعد آلة الكلافيكورد ومن ثم آلة البيانو. وقد صنع نموذج من السنطور في نهاية القرن التاسع عشر، يرتكز على أربعة قوائم.
ـ الماندولين mandolin: آلة تشبه العود الصغير، ولها أربعة أوتار معدنية مزدوجة تنقر بالريشة وتضبط كأوتار الكمان. وتعود أصولها إلى آلة الماندورا mandora في القرن السادس عشر المقتبسة من العود العربي. وللماندولين شهرة واسعة في منطقة نابولي الإيطالية. كَتَب لهذه الآلة، منذ القرن الثامن عشر، مؤلفون عديدون أمثال: فيفالدي [ر] Vivaldi وهندل[ر] Händel، وموتسارت[ر] Mozart، وبتهوفن[ر] Beethoven، وسترافنسكي[ر] Stravinsky وكثير غيرهم.
ـ النشأة كار: آلة تركية الأصل تشبه العود ولكنها أصغر حجماً وأطول زنداً، تشد عليها ستة أوتار معدنية مزدوجة تضبط كأوتار العود وتنقر بالريشة.
ـ المونوكورد monochorde: وتسمى كذلك وحيدة الوتر، آلة قديمة جداً ذات وتر واحد مشدود فوق صندوق طنين خشبي. يتبدل الصوت فيها بتحريك مسند خشبي chevalet bridge هو كالجسر المتحرك تحت الوتر يزيد في طوله أو ينقصه.
2ـ الآلات الهوائية
ثمة آلات موسيقية كثيرة ينتج الصوت فيها عن طريق تيار الهواء الذي يهتز في دخوله أو خروجه، ضمن أنبوبة مجوفة أو في جسم الآلة، وذلك نتيجة النفخ بالفم أو عن طريق جهاز كالمنفاخ.
وتوضع الآلات الهوائية في خمس فئات هي: الخشبية، والنحاسية، وذات الخزان الهوائي، وذات الألْسنة المعدنية، والمزودة بلوحة ملامس. ويمكن للآلة الواحدة أن تكون في أكثر من فئة من هذه الفئات.
تصنع بعض الآلات النحاسية من النحاس فقط، ويصنع بعضها الآخر من خليط من بعض المعادن ويبقى اسمها العام آلات نحاسية. يهتز الهواء في أقنية هذه الآلات حين ينفخ العازف فيها بوساطة مبسم معدني مصنوع على هيئة فنجان صغير، كآلة الترومبيت. أما الآلات الخشبية فتصنع من القصب أو من خشب قاس كالأبنوس (الساسَم)، أو التي تصنع من بعض المعادن كالساكسوفون، والفلوت، أو التي تصنع من الفضة أو الذهب أحياناً، وتقع كلها في صنف الآلات الخشبية، فإن الهواء يدخل من فم العازف في أنبوبتها من إحدى فوهتيها مباشرة كالناي، أو من ثقب جانبي كالفلوت، أو بوساطة ريشة قصبية مفردة كالكلارينيت أو مزدوجة كالأوبوا. أما الآلات ذوات المستودع الهوائي فهي آلات ذات جهاز كالمنفاخ يحرك بالضغط لتحريك الهواء في داخله، كالأرغن وقربة الزمر musette bagpipe. وهناك آلات لها ألْسنة معدنية حرة، تكون فولاذية على الأغلب، تهتز بفعل الهواء المنبعث من فم العازف كالهارمونيكة harmonica، أو من منفاخ كالأكورديون accordion والهارمونيوم harmonium. وبعض هذه الآلات مزود بلوحة ملامس كالأرغن والهارمونيوم والأكورديون.

ومن أهم أنواع الآلات الهوائية آلات النفخ الخشبية والنحاسية، وقد طور الغرب هذين النوعين لاستخدامهما في مجالات موسيقية متعددة. ولهذا تتألف مجموعات آلات تضم نوعاً أو عدة أنواع من الآلات الهوائية وفق الغاية الموسيقية المقصودة. فإضافة إلى الثنائيات والثلاثيات والرباعيات وغيرها، هناك فرق موسيقية تضم معظم أنواع آلات النفخ النحاسية فضلاً عن الطبول من الآلات الإيقاعية وتسمى فرقاً موسيقية عسكرية (فانفار fanfare). وتضم أوركسترا الهارموني [ر. الفرقة الموسيقية]. بعضاً من آلات النفخ الخشبية والنحاسية والإيقاعية، مضافاً إليها عدد من آلات التْشيلّو والكونترباص الوترية. وكذلك قد تضم بعض الفرق للموسيقى الراقصة المسماة فرق الجاز jazz-band بعض آلات النفخ الخشبية كالكلارينيت والساكسوفون، وبعض آلات النفخ النحاسية كالترومبيت والترومبون، وبعض الآلات الإيقاعية. والفرقة الموسيقية التقليدية المسماة بالأوركسترا السمفونية تضم، إضافة إلى آلة الهارب ومجموعة أسرة الكمان والكثير من الآلات الإيقاعية المختلفة، عدداً من آلات النفخ الخشبية كالفلوت والبيكولو والأوبوا oboe والكلارينيت والقرن الإنكليزي English horn، والباسّون bassoon والباسّون الخفيض double bassoon، وعدداً من آلات النفخ النحاسية كالترومبيت والترومبون والقرن الفرنسي French horn أو الكور cor والتوبا tuba وغيرها، وذلك وفق الكتابة المعدة لهذه الآلات الخاصة في القطعة الموسيقية.
رد مع اقتباس