من أحسن ما غنى في الشعر الصوفي
خرج سيدي محمد بن العربي الدلائي من بلاد المغرب قاصدا بلاد المشرق للسياحة المعرفية ,ودلك بعد ادن شيخه ونور طريقه الشيخ قدوة السالكين وامام المدهبين سيدي محمد الحراق وقد ضل الاتصال يبنهما رحمهما الله دائما برسائل شهيرة أغنت الخزانة الصوفية العالمية .
ويقول سيدي محمد الحراق في احدى رسائله الشعرية واعضا وناصحا تلميده سيدي محمد بن العربي الدلائي :
من بحر البسبط
لازم هواك ولاتجزع من التيه * فالوصل والهجر كل من معانيه
واصبر ادا أضهر المحبوب عزته * فالحب للحب حقا من يواتيه
وكن شكورا ادا ارضاه ما صنعت * بك المشيئة من شيئ تقاسيه
فسيمة الصدق منك أن ترى فرحا * بكل حال لك المحبوب يبديه
بعد ان توصل التلميد بوصية شيخه الثمينة كان له ردا في غاية الروعة والاتقان حيث قال:
بروالة
أسقاني هدا المدام ياعشاقي * الخمر القديم الباقي
من اوقاتو دايم بالله شرقا * واشموسو فالكوان بارقا
الامام الحراق
حين انظرت أجمال الحبيب أرماقي * بالبها أكمل روناقي
مابقات لوصلي حتى أمفارقا * نلت أمقام العز واللقا
من فضل الحلاق
عافني من كيد الرقيب الراقي * والزمان حين يلاقي
بان هجري وأضوى فجري وارتقا * وأضحت الفرجا امتقا
من شدة الاشواق
سعدتني الايام باللقا * وتظفرت بمنهاج الطريق
واسقاني الحبيب وانسقا * قلبي من لمدام العتيق
خمرة المحبة الريقا * من يشرب منها ما يفيق
فاض مدام الحب غير كب ولاقي* والحبيب هو الساقي
كل من يدخل حضرتنا ينسقا * وينال الاحول والتقا
والعلم والادواق
ياك العاطي حي والفضل دفاقي * و الكريم خيرو باقي
لد بالباب واشد اسباب واتقا * وتخلا عن كل عالقا
واعلق بالسباق
والصلاة على الحبيب نور رماقي *جد كل من هو تاقي
المفضل عين الرحمة الدافقا *من نور الانوار شارقا
على جميع العشاق
اد يعتبر الامام سيدي محمد بن العربي الدلائي من أشهر و ابرز مريدي الشيخ سيدي محمد الحراق وناشرا للطريقة الحراقية الدرقاوية الشادلية بالمغرب.
من اثاره رحمه الله دوانه الشعري الدي يعد مرجعا مهما لسالكي الطريق الصوفي وقد اخترنا منه هده الموشحات والابيات الشعرية التي يضهر فيها سيدي محمد بن العربي الدلائي فانيا في شيخه ومادحا اياه رضي الله عنهما ونفعنا ببركتهما أمين.
من بحر البسيط
قد اصبح الكون في اشراق * وأخضل روض القلوب في سنا الساقي
وأشرقت في سماء الوصل طالعة * شمس المعارف ذوقا أي اشراق
نفسي الفداء لكهف قد حللنا به * غوث الندى مثمر الاغصان والساق
طود السعادة والحسنى التي سبقت * نجل الرسول سمي القدر حراقي
موشح
أمن يبغي دا الشراب * بين يدين الساقي
فليحضر جمع لحباب * في حضرة الحراقي
في حضرتو المدام طاب * به تهيج أشواقي
من يسقي منو اكواب * يتمتع باذواقي
بالنظرا يسقي القطاب * فيا نعم الراقي
من قصدو محال خاب * ومداد دفاقي
امو ياجمع لحباب * امام العشاق
منو نظفر بالصواب * مع الحي الباقي
موشح
مير الغرام أساقي * هيج أشواقي * ناديت يا حراقي يابابا
هذا المدام الباقي * يروي أذواقي * والوقت حين يلاقي يابابا
اذا شربت بيد الراقي* تزهى أخلاقي * بالحمد للخلاق يابابا
|