عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 07/10/2009, 21h46
الصورة الرمزية جرامافون
جرامافون جرامافون غير متصل  
التوحفجي
رقم العضوية:205434
 
تاريخ التسجيل: avril 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 570
افتراضي رد: ما نشر في الصحف من مذكرات مجنون

تحياتي يا استاذ خالد
مذكرات مجنون تحف ونوادر


-( لقطات نادرة لم ترها من قبل لجنازة نجيب الريحاني )-


- يا ابني حرام عليك .. مش عارف أتنفس منك .. روح بقه في داهية !
هذا ما قاله نجيب الريحاني لأحد معجبيه وقتها وهو الشاب "فؤاد المهندس" .. حدث ذلك
اثناء حضور الريحاني حفل زفاف الاذاعية الكبيرة "صفية المهندس" علي الأعلامي
القدير "محمد محمود شعبان" (بابا شارو) الذي كان صديقا للريحاني، وكان سبب ضيق
الريحاني هو اعجاب فؤاد الشديد به، فقد ظل طوال الحفل يتبعه كظله اينما ذهب حتي
شعر الريحاني بالاختناق وفقد اعصابه .
يكمل فؤاد المهندس هذه الحكاية الطريفة فيقول :
وقتها كأني لم أسمع شيئاً، وظللت واقفا امامه حتى أدركني زوج أختي (بابا شارو) فترك
عروسه واقترب من الريحاني يعرفه بي ويحكي له عن عشقي الكبير له، وقالت له
شقيقتي (صفية ) :
- فؤاد حول البيت لمسرح علشان اعمالك يا استاذ نجيب.
فضحك الريحاني وربت على كتفي وأعطاني موعدا لأذهب اليه في المسرح، وخلال
عامين كاملين تتلمذت في مدرسته العظيمة ..


هكذا كان الريحاني صاحب مدرسة وأسلوب فني رفيع، وقد تأثر به اغلب نجوم الكوميديا
الذين اتوا من بعده، ولم يسهم الريحانى فى تطور الحركة المسرحية فى مصر فحسب بل
ساهم أيضا فى تطور المسرح الغنائى فكان له الفضل الكبير فى تقديم العبقري "سيد
درويش" بعد ان استمع الي الحانه علي مسرح جورج ابيض في أوبريت "فيروز شاه"
حيث فطن الريحاني وقتها بأن الغناء المسرحى على أعتاب حركة جديدة مبهرة .

ورغم ان الريحاني لم يكن موسيقيا ولا مطربا لكنه كان يتمتع بأذن مرهفة مكنته من التقاط
سيد درويش مبكرا، كما استعان بعد رحيله بالشيخ ذكريا أحمد ثم بالموسيقار محمد عبد
الوهاب الذي لحن له مسرحية "قنصل الوز" .. لذلك فيعتبر الريحاني صاحب فضل كبير
فى الإسراع بتطور الموسيقى العربية .

ورغم خشونة صوت الريحاني الا انه كان دائما يختار بذكاءه الكبير ما يناسبه من اغنيات
ويغلف صوته الخشن بادائه الرفيع الذي يدخل الي قلبك قبل اذنك، وقد شارك الريحاني
في عشرات الاغنيات كان اخرها "عيني بترف" في فيلم غزل البنات مع الكروانة ليلي
مراد .. وبسبب حبي واعجابي الشديد بالريحاني اخذت ابحث طوال عشر سنوات مضت
عن اغانيه المفقودة ليس عند التحفجية فقط بل في شتي انحاء مصر، واستطعت خلال تلك
السنوات من جمع عددا لا بأس به من اغانيه النادرة التي سجلها في بداية العشرينات مع
زوجته السابقة بديعة مصابني علي اسطوانات شركة "الجرامافون" التي كانت تطبع
وقتها في انجلترا، واغلب هذه الاغنيات من مجموعة اعماله التي اشتهر فيها بشخصية
"كش كش بيه" عمدة كفر البلاص، ومنها علي سبيل المثال ( الحشاشين – مساحين
الجزم - لو كنت ملك – علي كيفك – حمار وحلاوة – الزار – يا أهل القانون -اميرتين
احسن من بعضيهم) .. وغيرهم .

في أحد الايام اتصل بي صديقا واخبرني بان هناك رجلا يمتلك شريطا سينمائيا نادرا
يخص نجيب الريحاني .. وذهبنا سويا وبعد مفاوضات علي السعر مع صاحبه استطعت
الحصول عليه، وبمجرد عودتي الي منزلي احضرت الة العرض السينمائي ووضعت
الشريط وجلست اشاهده ..

بدأ الشريط بعرض لقطات نادرة من جنازة نجيب الريحاني، باقامة مراسم الصلاة في
الكنيسة "الروم الكاثوليك" التي كان ينتمي اليها .. حيث وضع صندوق جثمانه علي
منضدة مرتفعة ووقف بالقرب منه قسيسا كان يتلو الصلاة في حضور اقاربه والعديد من
اصدقاءه ومحبية، وكان من بينهم زوجته السابقة بديعة مصابني التي كانت تبكي بحرقة،
وشقيقه وابنه بديع الريحاني، والعديد من الذين ارتبطوا بالفنان الراحل، وأمام الكنيسة
وقفت العربة الملكية المذهبة كي تحمل جثمان الريحاني الي مثواه الاخير، وكان الملك
فاروق قد ارسلها تكريما له كما ارسل مندوبا رسميا لينوب عنه في الجنازة، وهذا كان
تقديرا كبيرا وتعويضا عن تقصير القصر تجاه الريحاني في حياته .. وتتابع اللقطات
النادرة ..

وتبدأ العربة في التحرك وامامها وحولها افراد الخيالة ينظمون المسيرة الحاشدة التي
كانت تسير خلف جثمان الريحاني .. في الصفوف الاولي كان يسير كل من يوسف وهبي
وانور وجدي وبديعة مصابني وبديع خيري وابنه عادل وسليمان نجيب والفنانة كاميليا
وتحية كاريوكا وعشرات اخرين من محبيه، كما كان هناك ممثلين من مختلف الجمعيات
الاهلية منهم جمعية انصار التمثيل وغيرها، وكانوا يرفعون لافتات مختلفة تعبر عن
حزنهم الكبير لرحيله، وتذكر بعض المراجع الفنية أن أعداد الذين خرجوا من أبناء مصر
لتوديع نجيب الريحاني كانت تقارب في العدد من خرج لوداع زعيم الأمة سعد زغلول،
وهذا يدل على المرتبة والمكانة الرفيعة التي إحتلها الريحاني بسمو فنه في قلوب أبناء
شعب مصر .. رحمه الله فقد كان فنانا قلما يجود الزمان بمثله ..
التحفجي
عمرو الخربوطلي
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg جنازة نجيب.jpg‏ (173.4 كيلوبايت, المشاهدات 364)
نوع الملف: jpg بديعة تبكي حبيبها.jpg‏ (24.0 كيلوبايت, المشاهدات 216)
نوع الملف: jpg كامليا وتحية في الجنازة.jpg‏ (23.7 كيلوبايت, المشاهدات 215)
نوع الملف: jpg يوسف وهبي وانور وجدي في الجنازة.jpg‏ (37.7 كيلوبايت, المشاهدات 216)
__________________
رد مع اقتباس