رد: قدّور الصرارفي
بقلم : رحاب المازني
«المعلّم» الذي ساهم في إنجاح الأغنية التونسية
دأبت وزارة الثقافة على تكريم الفنانين والمبدعين التونسيين في ميادين متنوعة من خلال جدولة السنوات وتقسيمها انطلاقا من مائويات تخصص للاحتفال على مدار أشهر السنة بفنانين قدموا الكثير من ابداعاتهم وتركوا بصمتهم الفنية.. المحفوظة في الذاكرة الوطنية.
الموسيقار الراحل قدور الصرارفي خصصت له سنة 2013 للاحتفال بمائويته باعتباره علما من أعلام الموسيقى ببلادنا، ولد الصرارفي سنة 1913 وتوفي سنة 1977 تتلمذ على يد أساتذة اكتشفوا موهبته الموسيقية ومن بينهم «رفائيل سترينو» و«لوي قافا» و«اندري هيدو» حيث اكتسب من خلالهم الخبرة وأصبح من بين كبار الفنانين الذين اثروا المكتبة الموسيقية التونسية والعربية طيلة أربعة عقود.
المعلم
وقد كون الرحل قدور الصرارفي فرقة شباب الفن كما أدار فرقة علي الرياحي واشترك مع كل من الأستاذ صالح المهدي وعازف القانون ابراهيم صالح في تأسيس اول فرقة موسيقية للإذاعة التونسية سنة 1948 إضافة الى كونه من مؤسسي المعهد الوطني للموسيقى، وقد عُرف أيضا بمسيرته الفنية الثرية والمتنوعة بين تونس وليبيا والجزائر حيث تولى تعليم الموسيقى للشبيبة الليبية وكان له الفضل في تأسيس فرقة الإذاعة الليبية وقيادتها.
مدونة فنية زاخرة
وأما بالنسبة لألحانه فقد قدرت بمائتين وخمسين عملا موسيقيا من أبرزها أوبيرات «ثورة تونس» و«بين التلال» و«سمفونيات» و«المروج» و«ليالي اشبيلية» و«ليالي الاندلس» وخيالات.
وفي السياق نفسه كانت له أيضا بصمة في المدونة الموسيقية بأغانيه «قلبي إلي هجرتو» و«قولولها يا ناس» و«يا راحلة» و«ساق نجعك بالرنة» التي غنتها «صليحة».
في تكريم الآباء
بهدف إثراء هذه المائوية ومزيد التعريف بالموسيقار الراحل قدور الصرارفي تستعد ابنته الفنانة أمينة الصرارفي بالتعاون مع وزارة الثقافة لإعداد برنامج ثقافي وفني متنوع يشمل مختلف ولايات الجمهورية، اضافة الى انها بصدد إعادة نشر كتب والدها وإعداد عروض خاصة بالاطفال وجمع اهم اعماله من المغرب والجزائر خاصة وأنّه أقام فيها حوالي العشر سنوات.
ولمعرفة مكانة هذا الفنان لدى بعض الفنانين التونسيين اتصلنا بالفنان الشاب سفيان الزايدي والفنانة الشابة رحاب الصغير وعازف الكمنجة المتميز أنيس القليبي فكانت هذه آراؤهم.
سفيان الزايدي: صاحب أعمال قيمة ومتنوعة
الفنان سفيان الزايدي أكد في اتصالنا به أن الموسيقار الراحل قدور الصرارفي علم من أعلام الموسيقى التونسية خلد اسمه في الذاكرة والمدونة الموسيقية من خلال أعماله القيمة والمتنوعة رغم أنّ الفترة التي عاشت فيها كانت زاخرة بالفنانين والأعمال الفنية المتميزة.
وفي السياق نفسه أضاف أن للراحل قدور الصرارفي تجارب خاصّة في القالب الموسيقي مشيرا إلى أنّ أغنيته «لا نمتلك بالشمس ولا بالقمرة» كانت طالع خير بالنسبة له خاصة وأنه قد نال بفضلها جائزة الآداء الفردي في المهرجان الإقليمي للموسيقى ومهرجان تستور الدولي للمالوف.
رحاب الصغير: ساهم في انتشار الموسيقى التونسية في بلدان المشرق العربي
وأمّا بالنسبة للفنّانة رحاب الصغير فقد أشارت إلى أنّ الموسيقار قدور الصرارفي تبقى قيمة ثابتة في الموسيقى التونسية ساهم في إثراء المدوّنة الموسيقية من خلال أعماله المتميزة والمتمثلة في معزوفات وألحان كانت عاملا من عوامل نجاح وانتشار الكثير من الأغاني التونسية في بلدان المشرق العربي. كما أضافت أنه لا بد من اطلاع الفنانين الشباب على هذه الإنتاجات الموسيقية القيمة وذلك لاكتساب التجربة وتطوير مواهبهم.
وفي السياق نفسه تحدثت رحاب الصغير عن ألحان الموسيقار الرّاحل قدور الصرارفي مشيرة إلى جودتها وتفرّدها من خلال انفتاحها على كلّ من موسيقى المغرب والمشرق العربي. كما أضافت أنه من أجمل ما لحنّ قدور الصرارفي أغنية «قلبي إلي هجرتو ونسييتو» التّي غنتها الفنانة الراحلة علية.
أنيس القليبي: ساهم في العديد من الأغاني التونسية
الفنان أنيس القليبي أشار في بداية حديثه معنا أن الموسيقار الرّاحل قدور الصرارفي قامة موسيقية هامّة في المدوّنة الموسيقيّة الوطنية خاصّة وأنّه تميّز بعزفه على آلة الكمنجة والعود والرباب ، تربى في عائلة موسيقية كما تتلمذ على يد مجموعة من أعلام الموسيقى ومن بينهم الشيخ درويش الحلبي خلال سنوات الثلاثينات. ومن أبرز معزوفاته التي لقيت نجاحا كبيرا معزوفة «فرحة» إضافة إلى عديد المعزوفات والألحان التي ساهمت في نحاج العديد من الأغاني التونسية التي قدمتها مجموعة كبيرة من الفنانين من بينهم صليحة ومصطفى الشرفي وحسيبة رشدي ونعمة وعز الدين ايدير وصافية شامية ومحمّد أحمد وفتحية خيري وزهيرة سالم....
|