الموضوع: أحمد عدويه
عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 03/04/2008, 22h24
مؤمن المحمدي مؤمن المحمدي غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:205408
 
تاريخ التسجيل: avril 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2
افتراضي رد: أحمد عدويه

عدوية .. صنع في مصر


غلطة مطبعية تسببت في أن تمنح "أحمد علي مرسي عدوة" اسم "أحمد عدوية". هكذا كتبوه على غلاف ألبوم "سهرة مع عدوية" عام 1974، أول ألبوماته، وهكذا عرفه الجمهور.
في اللحظة التي ظهر فيها عدوية كانت مصر تعاني من سقوط "دولة" عبد الناصر، والبلد تعيش في حالة من الفراغ. وكان الغناء يعاني من سقوط "دولة" عبد الحليم، والغناء يعيش في نفس الفراغ.
احتوى ألبومه على عشرة أغنيات أهمها "البدر ساكن فوق" الشهيرة باسم "حبة فوق وحبة تحت" و"سلامتها أم حسن" و"اتعلموها بقى" و"كله على كله". انزعج جمهور المثقفين من غرابة الكلمات. لكن البشر، غير المنشغلين بالتقييم، استقبلوه كما هو وتركوا أنفسهم له.
في تلك اللحظة لم تكن "سهوكة" عبد الحليم -رومانسيته حتى لا يغضب محبوه- مناسبة. فقد جربوها مرارا حتى استيقظوا على "واقع" مؤلم انتهى بالنكسة. عبد الحليم نفسه لم يعد يغني "على قد الشوق" ولا حتى "أنا لك على طول"، كان قد يبدأ يجرب أجواء "حسب وداد قلبي" و"سواح" و"زي الهوى" بما فيها من صخب وحس شعبي لا تخطئه الأذن. البعض فسر هذا بأنه كان يتصدى لنجاح محمد رشدي الكبير، لكن أحد لم ينشغل بتفسير نجاح رشدي ذاته.
كانت معركة بين لون غنائي "حالم" يعبر عن حياة كانت يوليو "تحلم" بها في الأغاني والأفلام ومبنى ماسبيرو وبين لون غنائي لا يرتدي الأقنعة بل ينبع من الشارع بفظاظته وقسوته و"زحمته" وكذلك دفئه وصدقه.
عندما اضطر عبد الحليم لمجاراة رشدي في لونه فإنه كسب جولة ونجح في "تطفيشه" من مصر لكنها كانت البداية لخسارة الحرب، فقد كان يمهد دون أن يدري لاكتساح عدوية، الذي أسفر عن ألبومه الثاني "بص شوف عدوية بيعمل إيه؟" الذي احتوى على أغنية ما بلاش اللون ده معانا التي قال عنها الشريعي إن النقلات الموسيقية بها كانت معجزة، ثم توالت النجاحات فأصدر "عدوية في لندن" وتبعها بتحفته الخالدة "يا بنت السلطان" ثم زحمة، كثيرون لا يعرفون أنها من ألحان هاني شنودة صاحب أول خطوة في مشوار منير.
وخلال تلك النجاحات انجذب لعدوية مؤلفون وملحنون كبار، فقد تعامل مع صلاح جاهين في أغنية "مجنون مجنون سيبوني" ومع الأبنودي في موال "بحب خمسة" ومع مأمون الشناوي في "كركشنجي دبح كبشه" و"سيب وأنا أسيب" ولحن له بليغ حمدي خمسة أغنيات والشريعي وسيد مكاوي بالإضافة إلى الراحل العملاق حسن أبو السعود الذي لحن أكثر من نصف أغنيات عدوية.
وقدم خلال مشواره عازفين عالميين، بل إنه أحيا آلات موسيقية ووظف آلات أخرى بشكل مبتكر، فكان معه عازف الإيقاع الكبير خميس حنكش، وفنان التومبيت سامي البابلي، وغيرهما.
ولا أحد يعرف ماذا كان يمكن لعدوية أن يضيفه لولا ذلك الحادث اللعين، لكننا جميعا نعرف أن عدوية رائد كبير من رواد الأغنية المصرية، حتى لو كان البعض لا يعترف بهذا.
رد مع اقتباس