عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 14/01/2009, 00h40
الصورة الرمزية MUNIR MUNIRG
MUNIR MUNIRG MUNIR MUNIRG غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:27439
 
تاريخ التسجيل: mai 2007
الجنسية: Egyptian American
الإقامة: الولايات المتحدة
العمر: 84
المشاركات: 568
افتراضي رد: قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر

قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر (23)
ملكة الكوميديا ماري منيب (1ـ2)
سورية أجادت دور بنت البلد المصرية بدأت راقصة في الملاهي وتربعت على عرش المسرح والسينما
القاهرة - 'القدس العربي' من عبد الفضيل طه 1/13/09 : عندما يذكر فن الكوميديا في مصر ونجومه فأن اسم ماري منيب يقفز إلى الذهن مباشرة باعتبارها واحدة من النجمات اللاتي كان لهن الدور البارز في تقديم هذا الفن بصورة رائعة ومحترمة.
وقدمت ماري منيب عشرات الأفلام أثرت بها الشاشة الفضية المصرية وكانت قاسما مشتركا في أفلام الثلاثينات والأربعينات والخمسينات وحتى أواخر الستينات وقبل رحيلها بأسابيع، وهو نفس ما قدمته في المسرح على مدى سنوات طوال.
ولا شك أن ماري منيب قدمت شخصيات كوميدية متنوعة سواء في المسرح أو السينما، لكنها تفوقت بشكل خاص في تقديم الحماة القاسية على زوج ابنتها أو على زوجة ابنها وكانت تقدم هذا الدور القاسي بشكل طريف يجعل المتفرج يضحك ولا يغضب منها، وهي في ذلك عكس نجمات قدمن دور الأم والحماة بشكل مخالف ومعاصر لها مثل، دولت أبيض وعلوية جميل وزينب صدقي وسامية فهمي وفردوس محمد، فقد كان لكل واحدة منهن شخصيتها في تقديم هذا الدور، ويجب أن نذكر هنا، أن كل فنانة ممن ذكرنا كانت نجمة مسرح في نفس الفترة التي كانت فيها ماري نجمة هي الأخرى في أكثر من فرقة.

سورية بنت بلد مصرية

وماري منيب من أصل سوري ولدت هناك من والدين يدينان بالمسيحية على المذهب الكاثوليكي الماروني، وجاءت إلى مصر طفلة، وتربت في بيئة مصرية خالصة حتى انها أصبحت بنت بلد أصيلة وكأنها من أسرة بولاقية أو من الجمالية أو باب الشعرية.
وقد ذكرت في مذكراتها التي نشرتها الكواكب في خمسينات القرن الماضي، سبب مجيئها وأسرتها للقاهرة، قالت:
انها جاءت وأمها وشقيقتها أليس للبحث عن والدها في القاهرة، 'وكان الوالد واسمه حبيب نصير من أغنى تجار سورية وكانت تجارته بين مصر وسورية وذات يوم خسر كل أمواله في البورصة ورقد مريضا في مصر ولم تعرف أسرته عنه شيئا، وكان الرأي أن تقوم الأسرة بزيارته في مصر لمعرفة ماذا جرى له، وعندما وصلت ماري وأليس وأمهما الى القاهرة كان حبيب نصير الوالد قد عاد إلى قريته في ضواحي دمشق ثم لم يلبث حتى توفي، فأصبحت الأسرة بلا عائل وقررت الأم الإقامة في مصر، كانت ماري في ذلك الوقت طفلة صغيرة من مواليد 11 شباط (فبراير) سنة 1905 أما أختها أليس فهي من مواليد 1903.

في بركة الرطلي

عندما عرفت أم ماري أن زوجها توفي - أسقط في يدها ولم يكن في استطاعتها العودة لسورية خاصة بعد أن علمت أن زوجها أضاع كل شيء في البورصة.
اشترت الأم ماكينة حياكة وكانت تجيد هذه المهنة وسكنت الأسرة في حارة متفرعة من ميدان بركة الرطلي بحي الظاهر، وكانت تفصل وتخيط فساتين الأسر المقيمة بالظاهر خاصة الموارنة باعتبار انها واحدة منهم، علم بطريرك الموارنة الكاثوليك بوجود الأسرة في القاهرة فقام بالاتصال بها وطلب منهم زيارته بمقر البطريركية وهناك أخبرهم أن والد ماري ترك مبلغا من المال لصالح الأسرة على أن يعطيها كل شهر ستة جنيهات منها فكان هذا المبلغ هبة من السماء جاء للأسرة.
وتحكي ماري عن أيام طفولتها في بركة الرطلي فتقول لقد أحببت الحياة الشعبية في هذا الحي العريق، الظاهر، وخاصة المناطق الشعبية البحتة منه، مثل القبيسي وغمرة وكان الحي قريبا من أحياء شعبية أخرى مثل باب الشعرية والحسينية، وسكنها في حارة شعبية، كان مسرحا لحياة أولاد البلد من فتونة ومعارك تدور بين فتوات الأحياء المجاورة، وكانت للفتونة في تلك الأيام دولة ورجال ولطالما شهدت الطفلة ماري المعارك التي كانت تدور بين فتوات الحسينية بقيادة عرابي وزكي الصيرفي وغيرهما وفتوات حي القبيسي بزعامة عيد عمر وحمدتو وغيرهما، في نفس الوقت كانت معارك بنات البلد تستهوى الطفلة ماري الصغيرة، وقد ذكرت في مجلة الكواكب انها كانت معجبة جدا بسيدة تسكن حارتهم مغرمة بالمعارك، خاصة مع الأجنبيات اللاتي كانت هذه السيدة تكن لهن الكراهية العميقة بسبب التعالي والامتيازات الأجنبية التي كن يحتمين بها، وحفظت ماري بعض ألفاظ، الردح، التي كانت السيدة المصرية ترمي بها من تتعارك معهن مثل:
يا إبرة مصدية، جنب الحيط مرمية يا مسلولة يا ناشفة
يا عصاعيص النقرية!
وأخذت ماري تمثل هذه المعارك مع والدتها في الحارة وكانت تنال تشجيع زميلاتها الشيء الذي يؤكد أن بذرة الفن مولودة معها.
كانت والدة ماري وأليس على درجة من التعليم والثقافة من هنا، أرادت أن تعلم ابنتيها فألحقتهما بمدرسة الراهبات ديلي فراند بشارع حبيب شلبي بالظاهر، كانت أليس متفوقة في دراستها أما ماري فقد كانت لا تستوعب ولا تتعلم أي شيء حتى ضاقت الراهبات بها وقالت احداهن لوالدة ماري، هذه البنت بليدة ولا تصلح للدراسة، ان مخها خشب لا يستوعب شيئا، وكان ان تركت ماري المدرسة دون أن تتعلم.

في روض الفرج

نفدت النقود التي كان والدها قد أودعها كنيسة المارونية فلم يعد عند الأسرة إلا موارد بسيطة نتيجة تفصيل الملابس لأسر الظاهر والعباسية، عجزت الأسرة عن دفع الـ 70 قرشا أجرة الغرفة التي كانوا يقيمون بها في ميدان بركة الرطلي.
في هذا الوقت العصيب ظهر في حياة الأسرة الفنان نعوم جبران الذي كان من أشهر فناني ذلك الوقت وكان مدير مسرح الريحاني وهو الذي اقنع الأسرة بأن تعمل ماري وأليس في المسرح، اصطحبهما الرجل الى نجيب الريحاني الذي استقبلهما بسخرية شديدة لدرجة أن ماري بكت وكرهن الريحاني.
ويبدو أن الفكرة راقت لماري فكان ان اتخذت طريقها الى ملاهي روض الفرج وهناك عملت راقصة رغم صغر سنها.
اشتهرت ماري في تلك السن الباكرة برقصة، القلل، فقد كانت ترقص وعلى رأسها مجموعة من القلل.
وكانت فكرة رقص جديدة على المتفرج الذي اعتاد على رؤية راقصات يرقصن والشمعدان على رأسهن ثم ظهر بعد ذلك راقصات يحملن الكلوب، بدلا من الشمعدان واشتهرت بهذه الرقصة، العالمة، زوبة الكلوباتية نسبة الى الكلوب والذي كان وسيلة الإضاءة الرئيسية في الأحياء الشعبية في ذلك الزمن، وكانت أليس ترقص مع ماري ولكن من غير القلل.
مع الجزايرلي
شهد فوزي الجزايرلي ماري وهي ترقص فوجد في ملامحها شبها بابنته إحسان التي كانت بطلة مسرحياته الهزلية، وكانت إحسان يومها مريضة ويبحث والدها عن ممثلة تقوم بدورها حتى تشفى فوجد ضالته في ماري منيب، لتبدأ فنانتنا حياة جديدة.

أنا وأليس وإلا

عندما عرض فوزي الجزايرلي على ماري منيب العمل معه اشترطت أن تكون معها شقيقتها أليس وإلا فهي لن توافق، لكن الرجل الفنان وافق ونجحت الشقيقتان في المسرح، وبدأ رواد المسارح يرددون اسم ماري وأليس، وعادت إحسان للمسرح وتخرج الشقيقتان إلى مسرح آخر هو مسرح فوزي منيب وكان فنانا أسمر اللون يقدم مسرحيات علي الكسار، وذاع صيتها كممثلة قديرة والتحقت بفرقة علي الكسار التي كان لها شهرة عظيمة في تقديم فن الأوبريت على مسرح الماجستيك 'مكان سينما ليدون الآن بشارع عماد الدين'، أو شارع الفن كما كان يطلق عليه في ذلك الحين، تنقلت بعد ذلك ماري في العديد من الفرق الكثيرة ولكن بمفردها هذه المرة بعد أن اعتزلت شقيقتها أليس الفن عقب زواجها من المحامي المشهور عبدالسلام حمدي ومن هذه الفرق التي شهدت مولد النجمة، فرقة يوسف عز الدين وبشارة واكيم كما كان لها نصيب في التمثيل في فرقة رمسيس مع عميد المسرح يوسف بك وهبي وظلت تعمل معه مدة سنتين الى أن تركت فاطمة رشدي وعزيز عيد ورمسيس وكونا فرقة خاصة بهما وأغرتها فاطمة بترك فرقة يوسف وهبي والانضمام الى فرقتها مقابل 20 جنيها في الشهر وكان راتبها مع يوسف 15 جنيها، وتركت ماري يوسف بك والتحقت بفرقة فاطمة وعزيز عيد.

مسرح الريحاني

لكن شهرتها العظيمة كممثلة رائعة اكتسبتها عندما انضمت لفرقة نجيب الريحاني وأصبحت النجمة الأولى للفرقة وزاملت هناك فطاحل ممثلي المسرح وقدمت مع الريحاني عشرات الأعمال الناجحة وعندما توفي الريحاني سنة 1949 رفضت أن تترك الفرقة وظلت أمينة على تقديم تراثه حتى الرحيل.
احتضنت في الفرقة الكثير من الممثلين والممثلات صغيرات السن مثل سعاد حسين التي تركت عالم المنولوجات واصبحت ممثلة جديدة المستوى ونجوى سالم التي رفضت الهجرة الى إسرائيل متمسكة بمصريتها وتزوجت من الناقد المعروف الأستاذ عبدالفتاح البارودي، وكان عادل خيري عاشقا للتمثيل فقدمت معه مسرحية 'إلا خمسة' التي ظلت تعتز بدورها فيها وحزنت على رحيل عادل بديع خيري في شرخ الشباب.
قدمت ماري منيب في المسرح ادوارا خالدة وكانت تملك من الحس الكوميدي ما جعلها علما على هذا اللون في المسرح المصري وتنوعت أدوارها واستطاعت أن تقنع المتفرج بكل شخصية قدمتها حتى السيدة 'الشلق' التي أجادت تشخيصها بشكل اثار الإعجاب، وحول هذه الشخصية تقول في مذكراتها: ان كل الممثلات كن يرضين القيام بهذا الدور، لهذا كان رجال المسرح يستعينون بالممثل الكوميدي حسين إبراهيم ليقوم بالدور وذات يوم اختلف مع صاحب الفرقة التي كان يعمل بها. وعندما طلب منها أن تحل محله لم تمانع وأدت الشخصية بامتياز نالت الاعجاب، لكن أهم أدوارها - كما قلنا - كان دور الحماة القاسية أحيانا الهادئة في أقل المسرحيات، وهو ما قدمته في السينما أيضا وهو ما سنتحدث عنه في عالمها السينمائي وهو ما جعلها تتوج كملكة للكوميديا في المسرح والسينما.
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 12m23.jpg‏ (42.1 كيلوبايت, المشاهدات 12)
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.

عودة الي الزمن الجميل. منير
رد مع اقتباس