عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 29/11/2008, 08h31
الصورة الرمزية MUNIR MUNIRG
MUNIR MUNIRG MUNIR MUNIRG غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:27439
 
تاريخ التسجيل: mai 2007
الجنسية: Egyptian American
الإقامة: الولايات المتحدة
العمر: 84
المشاركات: 568
افتراضي رد: قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر

قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر(22)
محمد القبانجي مطرب العراق الأول اشترك بفاعلية في مؤتمر الموسيقى العربية بالقاهرة



القاهرة - 'القدس العربي' 29/11/2008- من عبدالفضيل طه: محمد القبانجي، كان هو أول من طور في صياغة المقام العراقي، وهو أستاذ كل من نبغ في هذا الميدان وأولهم ناظم الغزالي الذي ملأ الدنيا طربا وحنانا ثم رحل وهو في شرخ الشباب، سنة 1963، بعد وفاة ناظم ظل محمد القبانجي محافظا على تراث الأغنية حتى رحل عن هذه الدنيا سنة 1988 عن عمر يناهز الـ 87 سنة، فقد كان مولده في بغداد سنة 1901.
وفي عام 1987 كنت في رحلة بالعراق مع فريق كرة السلة لنادي الزمالك وطلبت من المرافق للفريق أن أزور هذا الرجل الذي كان واحدا من أشهر الموسيقيين العرب زرته قبل الرحيل بسنة ووجدته يملك روحا فنية عالية، وكان لا يزال يتذكر أيامه التي شارك فيها بكل الجدية والثقافة الموسيقية العالية في أول مؤتمر للموسيقى العربية، وهو الذي نظمه معهد فؤاد الأول للموسيقى بالقاهرة 'المعهد العالي للموسيقى العربية حاليا'.

المؤتمر

وعندما يذكر اسم القبانجي أو محمد عبدالرازق القبانجي فلابد من أن يقفز الى الذهن شاركته الفعالة في مؤتمر القاهرة للموسيقى العربية والذي عقد سنة 1932 لدراسة تطور أو كيفية تطوير موسيقانا واشترك فيها العديد من أساتذة الموسيقى من الوطن العربي والعالم الغربي وكان فيه العديد من الموسيقيين المهتمين من أبناء الغرب، النابغة جورج فامر وهو من علماء موسيقى الشعوب وله اكثر من مؤلف في الموسيقى العربية استفاد منه الكثيرون من دارسي العرب في هذا المجال وله أكثر من ثمانين بحثا في مجال الأنغام العربية ورأس أهم لجنة في المؤتمر وهي لجنة المخطوطات والتاريخ خاصة ومن كتبه تاريخ الموسيقى العربية وقد استفادت الوفود العربية من أبحاثه القيمة.
وكان هناك العديد من المستشرقين الذين اشتركوا في المؤتمر وهم الذين لهم باع طويل في دراسة العرب من خلال تراثهم الفني، وبلغ عدد المشاركين تقريبا حوالي 95 فردا، غير المصريين بالطبع، ومنهم بلابارتوك وهاباوبول هندمينت.
واتخذ المؤتمر طابعا علميا بحتا بعيدا عن التهريج والمهرجانات الفارغة والحفلات التي تقام من أجل الدخول المادية فقط.

تسجيلات نادرة

وتم في هذا المؤتمر تسجيلات لكل التراث الغنائي في شتى الأقطار خاصة مصر والعراق والمغرب وتونس كما اشترك بعض الأتراك برئاسة رؤوف بك.
وكان الدكتور محمود أحمد الحفني حريصا على تسجيل كل الأغنيات التي قدمت كنماذج في المؤتمر ومن حسن حظ الدارسين، أن كل هذه التسجيلات أصبحت اليوم متاحة للجميع وتباع في دار الأوبرا المصرية.
وكان الكثير من حفاظ الأدوار والموشحات لا يزالون على قيد الحياة ومنهم الفنان الكبير داوود حسني الذي قدم عددا من ألحانه كما قدم عددا من ألحان من سبقوه وعاصرهم أمثال محمد عثمان وعبده الحامولي والشيخ عبدالرحيم المسلوب، كما قدم عزيز عثمان نجل الموسيقار محمد عثمان عدة ألحان من وضع والده منها دور 'أصل الغرام نظرة' وكذلك شقيقه إبراهيم عثمان وكان يصاحب المطربين هؤلاء وغيرهم كبار العازفين من مصر وفي مقدمتهم مصطفى بك رضا رئيس المعهد على آلة القانون وحفر بك على العود وسامي الشوا على الكمان والكثير غيرهم من مشاهير العازفين المصريين ومنهم منصور عوض الفنان الدارس والرائع كامل الخلعي صاحب أمتع ألحان الموشحات ومن أساطين الموسيقيين الذين قدموا تراثا كبيرا في المسرح الغنائي وإن كان لم ينل في هذا المجال ما ناله زميله السيد درويش.
وكما قلنا اشترك العراق بوفد من الفنانين في المؤتمر، برئاسة محمد القبانجي، وكان الرجل نجما من نجوم المؤتمر الساطعين بين نجومه الكثيرين.
وكان مبهرا وهو يقدم فن المقام العراقي امام أعضاء المؤتمر وزواره، ومن هذه المقامات غنى، يا يوسف الحسن، وراحت ليالي الهنا والويل ويلي ولا تظن عيني تنام، ومن يوم فراقك، وطلت يا ليل ولم تبد صباحا وهذه الأغنيات التي شدا بها القبانجي وغيرها كثير في ندوات مؤتمر الموسيقى العربية الأول، صاغها من المقامات العراقية المعروفة في بلاده فوجدت صدى جميلا في نفوس السامعين.
وكان صوته في ذلك الزمن البعيد غاية في الروعة، متسع المسافات فقد كان في أوج مجده أو قل في شرخ شبابه 'هو من مواليد سنة 1901'.
وفي كلمة، كان القبانجي أو القابنجي كما يكتبه آخرون، واحدا من ألمع نجوم المجتمع العربي الموسيقي في القاهرة، وشارك في الأبحاث التي نظم المؤتمر من أجلها وهي توحيد مسميات المقامات العربية وإشكالية تنوعها وأسمائها الكثيرة، وتاريخ الغناء العربي منذ الجاهلية حتى أواسط القرن العشرين والغناء الشعبي في كل أنحاء الوطن العربي وما شابه.
حضر ملك مصر الراحل فؤاد الأول حفلات المعهد التي أقيمت على هامش المؤتمر ولا غرابة في ذلك فقد عقد المؤتمر تحت رعايته وعنايته واستمع في احدى هذه الحفلات الى مطرب العراق الاول فأعجب بصوته وأدائه ايما اعجاب.
وفي اليوم التالي دعاه الملك الراحل الى القصر وأعطاه جائزة مالية مغرية، كاد القبانجي يرفضها لولا ان هدايا الملوك لا ترد، خاصة وأن فؤاد أهداه المبلغ كنوع من الهدية لرجل فنان كبير، وكان القبانجي قد شدا بعشرات المقامات العراقية في الحفل الذي شهده الملك فؤاد ومنها، يا يوسف الحسن فيك الحب قد ليما لو رأوك هووا في الأرض تعظيما لُم كوكبا ورمش غضا والتقت ريما وكان ضمن من شاهدوا هذا العرض الفني للقبانجي أمير الشعراء أحمد شوقي الذي سأل عن شاعر هذه الابيات فأخبره الفنان العراقي انه شاعر العراق الأول في ذلك الوقت الحبوبي النجفي ولعل سؤال شوقي جاء نتيجة رقة الأبيات من ناحية ولذكر يوسف بالجمال أو وصف الحبيب انه في جماله ورقة شمائله يشبه يوسف بن يعقوب عليهما السلام، وكان شوقي قد ذكر في قصيدته مضناك جفاه مرقده يوسف عندما قال، الحسن حلفته بيوسفه وفي كلمة كان محمد القبانجي أحد نجوم المؤتمر العربي في القاهرة.

مؤتمر بغداد

في عام 1964 عقد مؤتمر للموسيقى العربية في بغداد وشهد هذا المؤتمر الكثير من المؤتمرات على غرار ما حدث في القاهرة. وكان القبانجي هو النجم الساطع في هذا المؤتمر خاصة وأنه نال خبرة كبيرة من مؤتمر القاهرة، وفي هذه المناسبة، كان مطربنا الكبير هو المحاضر الأول في المقام العراقي وكيفية تطوره والاستعانة بالعلوم الحديثة في هذا المجال، كما كانت له محاضرات في الموسيقى العربية كما كانت له محاضرات في الموسيقى العربية عامة قديمها وحديثها لأنه كان عالما بها واسع الإطلاع في مجالها ومجال الشعر العربي في شتى عصوره، وفي الحفل الساهر في ختام المؤتمر كان هو المطرب الأول والذي اثرى الليلة بألحانه وجمال صوته وقدرته الفائقة على الانتقالات المقامية والتصرف فيها حتى ان بعض النقاد العراقيين ذكر أن القبانجي وهو يغني اتى بمقام جديد لم تعرفه الموسيقى العربية من قبل وأطلق عليه العراقي.
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.

عودة الي الزمن الجميل. منير
رد مع اقتباس