عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 13/04/2008, 20h24
الصورة الرمزية غواص النغم
غواص النغم غواص النغم غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:88159
 
تاريخ التسجيل: octobre 2007
الجنسية: عوام"ليبي"
الإقامة: أويــــــ عروس البحر tripoli ـــــــا
المشاركات: 2,138
Lightbulb

استاذ مختار حيدر
شكراً لتشريفك الموضوع بمداخلتك القيمة

وياما في الأوراق
....من فكر عبدالوهاب

بليغ حمدي..
ملحن الشارع والصالون

*
بليغ حمدي ملحن موهوب..لماح..وهو يوحي اليه بجمل على مستوى رفيع من الجمال..وعندما يعثر على جملة جميلة يستطيع بذكائه ان يستغلها اكبر إستغلال فهو يلح عليها ويعيدها ويبرزها ويعصرها عصرا حتى يلفت اذن المستمع اليها..فيصادقها ويحفظها..وهو تاجر في فنه وليس تاجراً في حياته الاخرى ..وعندما يجد الجملة الجميلة يعتبر نفسه بأنه وضع يده على عمل فني يستحق الظهور بسرعة ..ويزيد في رصيد فنه وماله،فلا يعبأ بما يحيط هذه الجملة، فالمهم أن العمل يخرج الي الناس ويقبض الثمن .
لذلك فهو يضع للجمل الجميلة أي شيء ..أي كلام لايهمه العمل ككل ..مادام يضمن أن هناك جملة سترضي الناس.
فمثلا اذا اعطينا جملته الموسيقية عشرة على عشرة ..يمكننا ان نعطي الاطار الذي قدمت فيه هذه الجملة اثنين من عشرة..لذلك نجد ان الفرق كبير وواضح بين الجملة الجميلة في عمله وبين ما اضاف عليها ،والحكمة تقول:وبضدها تتميز الأشياء ولذلك نجد ان اطار الجملة وما احيط بها او ماقدم بها لاشيء.

وبليغ حمدي ملحن صالون وشارع..ولكنه ملحن شارع اكثر..وبليغ عنده صمم لغير الحانه فهو لايحس بجمال غيره ولايريد ان يحس بِهذا الجمال..واذا ما مدحته في حضوره انتفخ كالديك الرومي وقال من غير ان يقول :هل من مزيد..بليغ ليس فيه خجل الفنان الكبير.
وبليغ تجاري في فنه مع مايستلزمه ذلك من السرعة وعدم التأمل في تركيب العمل ككل،لذلك تحس بأن عمله عبارة عن ((مونتاج))..وعندما اسمع لبليغ خاطرا جميلاً اشعر بأنه ليس صاحب الفضل فيه وانما جاءه الخاطرمن الغيب ، وعندما يريد بليغ وضع هذا الخاطر في عمل ويجيء دوره كمبدع بتفكيره وعنائه وتأمله أشعر بالفرق بين الخاطر الذي جاءه من الغيب ، والعمل الذي صاغه من نفسه
.
محمد الموجي..
ملحن السيميترية

*
*
محمد الموجي يملك مخ رياضي ..
وأجمل جملة عنده تلك التي تحتوي على تركيبات رياضية منطقية ..

وليس عند الموجي وسط..
إما اعمال جديرة بالتقدير الكبير وإما لاشيء..

والموجي ملحن السيمترية والهندسة واذا تصادف ان كان في حالة عاطفية يكون في اللحن هندسة تكوِّن شخصية واضحة وجميلة.

كمال الطويل..
عاشق الجمال

*
*
كمال الطويل فنان موهوب ..وعاقل..يوحى إليه بجمل جميلة ،وهو لا يؤمن بأن الجملة الجميلة هي كل شيء..بل يؤمن بالعمل الفني ككل..وانت تحس في عمله الفني بالمعاناة ..والتعب..والعرق..وهو لايعرف كيف ينتفع بالخاطر الحلو الذي يوحى إليه..وكثيراً من الجمل الجميلة تمر سريعاً وتختفي من غير أن ينتفع بها ..او يلفت أذن السامع لها..
وربما يكون أجمل خاطر عند كمال لايبلغ أكثر من ثمانية من عشرة..ولكن يضعه في اطار لايقل عن سبعة او ستة من عشرة..ولذلك تسمع الجملة عملاً متكاملاً ليس فيه مونتاج لأنه مدروس، وفيه جهد وتعب ومعاناة.
وكمال ليس تاجراً في فنه..بالرغم من انه تاجر جداً في حياته.
وهو ملحن صالون وشارع،ولكنه ملحن صالون أكثر مما هو ملحن شارع.
وهو يحس بالجمال ولا يمكنه انكاره ..

فإذا ما استمع الي لحن جميل لايمكن لِغرض في نفسه أن ينكره ويترك احساسه الصافي للاستماع اليه والاستمتاع به..
وهو يستحي ان يمدحه أحد أمامه..والخجل في الفنان دليل إحساس.
والخاطر الجميل الذي يخرج من كمال مهما كان مستوى ابداعه وجماله أشعر أن فيه لمحة من عنائه وتألمه ..قلقه ..وجهده..
وهذا يشعرني بأن العمل كله من ذات كمال..وأنه عانى فيه كله..لافرق بين الخاطر الموحى اليه به ..او ما صنعه هو إتماماً له.


فيروز..
سلطانة الأغنية القصيرة
*
*
عندما اسمع فيروز اشعر في لحظات بالنغمة التي تغني بها..تشدني الي جو النغمة بسرعة ..لا أحتاج الي وقت طويل لأتبين من أية نغمة هي تغني..وهي لاتحتاج لوقت من اجل ان تنطلق وبالتالي تسلطن المستمع.
وهذا هو السر في انها أقدر المطربات في تأدية الاغاني القصيرة .
لأنها تطربك في اقصر وقت وتخرج من الأغنية وكأنك استمعت إليها ساعات لأنها أشبعتك في مدة قصيرة..كما تشبعك غيرها في مدة طويلة.
والسبب هو ان فيروز من اول ماغنت غنت على الات ثابتة سليمة المقامات كالبيانو..والبيانو عند الرحبانية لا يشارك في الحانهم على انه الة ((للسولوهات))ابداً..انهم يدخلون البيانو ليثري اللحن دون أن تلمحه او تتعرف عليه ..فهم يكتبون نوتة اللحن الأصلي ويعطونها للبيانست ثم يملأعازف البيانو اللحن انتقالات على مقامات اللحن الأصلي صعوداً وهبوطاً بحيث ان المستمع يشعر بأن هناك الة تثري اللحن من غير أن يدرك ماهي هذه الألة وربما لايدرك الفنان ذلك ايضا لأنهم يبعدون البيانو بعداً يحقق الجو الفني من غير أن تتعرف على مصدر عطاء هذا الجو.
فالألات الثابتة خصوصا البيانو ثم الأكورديون ثم الألات الخشبية تصلح عندما يغني معها المطربون والمطربات من الصغر فتتعود اصواتهم إخراج المقامات سليمة وصحيحة لأن علاقة المقامات بعضها ببعض والألات الثابتة سليمة ولا تتأثر بمزاج عازف عن عازف أو حتى بمزاج عازف بعينه ربما يخضع مزاجه في الأوقات المتفرقة التي يعزف فيها بتغيير لبعض المقامات.
والألات الثابتة اصواتها لا تتغير..لا يرتفع مقام عن مقام ..او ينخفض مقام عن مقام ..كذلك الصوت مع التعود المستمر يصبح صوتاً سليما دقيقاً يدخل النغمة التي يغني منها في دعم المستمع في لحظات ويوفر عليه وعلى المستمعين الوقت الطويل الذي يقضيه في سلطنة نفسه ليطرب المستمعين.

وياما في الأوراق..
من عبدالوهاب

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 07/05/2009 الساعة 16h06
رد مع اقتباس