الموضوع: شادية
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 18/03/2011, 17h17
اماني العالم اماني العالم غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:511701
 
تاريخ التسجيل: avril 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8
افتراضي رد: شاديه

شادية ..... هل هي عبقرية أم نابغة ؟!!!!!!

النابغة كأنة إنسان من الفلك فهو يخزن الأشعة العقلية وينفقها وفي يدة الأنوار والظلال والالوان ويعمل بها عمل الفجر كلما أظلمت على الناس معاني الحياة ولا تزال الحكمة تُلقي إلية الفكرة الجميلة ليعطيها هو صورة فكرتها وتُوتي إلية معنى الحق ليؤتيها جمال الحق .
والطبيعة خلقها الله عز وجل وحدة ولكنها ليست معقولة إلا بالعلم وليست جميلة إلا بالشعر وليست محبوبة إلا بالفن .
والنوابغ في هذا كلة هم شروح وتفاسير حول كلمات الله وكلهم يشعر بالوجود فناً كاملاً ويشعرون بأنفسهم شرحاً لأشياء من هذا الفن .
وهم يرون معاني الطبيعة كأنما تأتيهم ثابتة تتلمس في فنهم حياة أكبر واوسع مما هي فيه من حقائقها المحدودة وتتعرض لهم أحزان الإنسانية تسألهم أن يصححوا الرأي فيها بإستخراج معناها الخيالي الجميل . فإنها وإن كانت آلاماً وأحزاناً إلا أن معناها الخيالي هو سرور تحملة للناس إذا كان من طبيعة النفس البشرية أن تسكن إلى وصف آلامها وفلسفة حكمتها حين تبدو بصائرها حاملة أثرها الإلهي كأن المؤلم ليس الألم وإنما هو جهل أسرارة .
وهناك فرق بين أن ترى زهرة صناعية جاءت من عمل الإنسان _ وهي المغية المؤدية للأغاني _ وبين زهرة آخرى قد إنبثقت عاطرة ناضرة في غصنها الأخضر من عمل الحياة _ وهي المطربة التي تشجينا بإحساسها الصادق الجميل .
والعبقري هو الذي كلما أبدع شيئاً طلب الذي هو ابدع منه فلا يزال متالماً إن عمل لأن طبيعتة لا تقف عند غاية من عملة ومتالماً إن لم يعمل لأن تلك الطبيعة بعينها لا تهدأ إلا في العمل .
والفنان الحق لا يتبع طريقة أحد بل هو طريقة نفسة وهو متصل بقوة غيبية وراء ما يرى وما يحس تجعل نظرة في الأشياء خاضعة لقانون النظرة العاشقة من العينين الساحرتين المعشوقتين فإذا مد عينة في شيء جميل فهناك سؤال وجوابة ووحي وترجمتة ومرور من يقظة إلى حلم وإنتقال من حقيقة إلى خيال .
ولقد كانت طبيعة الرائعة شادية طبيعة عبقرية لا تستقر على رضا فدائماً كانت مهمومة بفنها برغم إرهاقه وذلك من باب الوصول إلى الكمال الفني الذي لا تدركة غاية عند نفسها فدائماً تريد أن تقدم المزيد المتنوع سواء كان هذا في أغانيها المتعددة وبالوانها المختلفة أو من خلال تجسيدها أدوار متنوعه ما بين الفتاة الصعيدية في فيلمها شىء من الخوف أو الشخصية البرجوازية في مراتي مدير عام أو الفتاة الكادحة في فيلم نحن لا نزرع الشوك أو دور الأم الرائع في فيلم لا تسألني من أنا وغيرها من الأعمال الرائعة الآخرى _ سأترك ذلك للمناقشة فيما بيننا _
وهذا هو سر سموها وسحرها وجمالها في كل الآوان .
ويعد هذا قمة الإحساس وأنت تسلم النفس والروح إليها وهي تشدو بإسلوبها الغض المسترسل وصوتها العذب وكأنة سلاسل من حرير .
لقد كانت شادية عبقرية أكثر من كونها نابغة فالنابغة كالحلم الذي معه قوى العقل ولكن العبقري هو الذي معه قوة الروح وهذا يعود في المقام الأول إلى البصيرة الشفافة النافذة وهي أغرب الغرائب في الإنسان وهي تعد الجهة المطلقة في هذا المخلوق المقيد والتي بها تتسع النفس لإدراك المطلق الظاهر وفيها تتحول الأشياء من النظام المحسوس إلى نظام الروح فيسمع المرئي ويرى المسموع .
ترى صوتها العذب وهي تشدو به وكأنها تخلع الأجسام أنغاماً وتلبس الأصوات أشكالاً ويبدو عندها كل مخلوق بعدما اضاف إلية كل من الشاعر والملحن فنهما علية وكأنة فية بقية زائدة على كونة وهذا ما يسمى بالإلهام .
لقد كانت الرائعة شادية تملك حاسة هي غريبة أو بها بعض من الغرابة فكانت تنقلنا بموهبتها من عالم إلى عالم آخر تماماً كالطيور في حاسة الإتجاة التي تقطع جو السماء إلى غايتها البعيدة في أقصى الأرض دون دليل تحملة ولا رسم تنظر فية ولا علم ترجع إلية .
وبالإلهام يكون لكل عبقرية ذهنة الذي معه وذهنة الذي ليس معه وإذا إفترضنا أن له من وراء خيالة قوة غير منظورة ليست فية ومع ذلك تعمل كما تعمل الاعضاء في جسمة منقادة تماماً .
وتكون هذه الحالة كالتقريب بين عالم الشهادة فيه وبين عالم الغيب منة .
والتركيب العصبي في رأس العبقري إنسان على خيالة مع إنسان آخر أحدهما لما في الطبيعة والثاني لما وراء الطبيعة .
لقد كانت شادية إبداع بغير تقليد وتقليد بغير إتباع لم يختلف عليها حتى أعظم المطربين مثل عبدالحليم أو العظيمة أم كلثوم وكلاهما قال فيها مديحاً يساوي عظمة ادائها وروعة منهجها فقد جمعت بين العبقرية والنبوغ والموهبة في قالب واحد .

لماذا تميزت شادية وجيلها وانهار جيل هذه الايام ؟
إن الغناء يتكون من أضلاع أربعة وهي الشاعر والملحن والمطرب والجمهور وينبغي أن تعمل معاً في نشاط واحد وتعاون تام . كما يعمل القلب والرئة والكبد والكُلى معاً في تنقية الدم الذي يحيا به الجسد ودم الغناء هو الطرب .
ولكن الواضح هذه الايام أنة لا يوجد تناسق بين هذه الأاضلاع في الغناء فالشاعر تحول من هاويٍ متذوق للكلمات إلى صانع لمجرد أبيات خاوية دون معنى حقيقي . والملحن لم يضف لمسة جمالية على الكلمات ونغمة طروب لها والمطرب أصبح كالذي ينزل من سيارتة الفارهة لكي يؤدي دور ( جَمَال ) على المسرح ففقد المصداقية والإحساس . والجمهور فقد التذوق وبالتالي إنعكس ذلك على الطرب الذي أصبح لا وجود لة أو انه دم فاسد يضر أكثر ما ينفع .
في البداية ظهرت مشكلة الكلمة التي ممكن أن تُغنى وتعيش مع الناس كما حدث مع أغنيات شادية وجيلها . ولكن الأزمة الحقيقية الآن هي الألحان وازمة الألحان لها ملامحها منها تشابة الألحان والنسيان السريع لها وثانياً إختفاء الإبتكار والجمل اللحنية ذات القيمة . ثالثاً عدم ظهور ملحنين جدد في حجم الملحنين الكبار ليعوضوا غيابهم وبالتالي صارت الأزمة هي مصدر الشكوى ممن سموا أنفسهم لقب مطرب وهم لا يملكون منه سوى الصيت يعني ( شغل سوق ) .
والازمة أصبحت ليست قاصرة على الالحان فقط بل على الأغنية المعاصرة بشكل عام .
ومن ذلك نرى أن الأغنية هذه الأيام تعتمد على الإبهار دون النظر للمضمون وأصبح الآن المطلوب الإعتماد على الحان واغاني لرؤيتها بالعين وتراجع عنصر الكلمات والالحان حتى صار المخرج أهم من الملحن والمؤلف . ومن العجيب الآن انك تجد مطربة تخطى عمرها الأربعين وتتكلم عن الحب الأول ومطربة آخرى لم يتعد عمرها الثمانية عشر وتتكلم عن التجارب العاطفية الفاشلة إذن فليس هناك مصداقية في الاداء . بعكس شادية ورفاقها الذين تدرجت أعمالهم طبقاً لكل مرحلة عمرية . _ وهذا ايضاً مطروحاً للمناقشة _ من خلال أغاني العظيمة شادية ومراحلها العمرية .
بعد هذه الكلمات الموجزة عن فلسفة الغناء أدعوكم جميعا لفتح باب الحوار حول أعمال الفنانة العظيمة شادية ولماذا عاشت حتى الآن بروعتها وجمالها . في إنتظار أرائكم ومداخلاتكم . دمتم لي بكل الخير وطابت أوقاتكم مع خالص تحياتي
رد مع اقتباس