عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16/04/2009, 10h48
الصورة الرمزية الألآتى
الألآتى الألآتى غير متصل  
المايسترو
رقم العضوية:1323
 
تاريخ التسجيل: avril 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 68
المشاركات: 2,483
افتراضي هو صحيح الهوى غلاب

بسم الله نبدأ فى تحليل أغنية ( هو صحيح الهوى غلاب )

كلمات : بيرم التونسى

ألحان : زكريا أحمد

غناء : أم كلثوم

تعتبر هو صحيح من عيون وإبداعات الأغنية العربية الأصيلة ..

حيث صاغها عمنا زكريا من مقام الصبا .. ومن المعروف أن مقام الصبا .. مقام شرقى أصيل .. ويحتوى على ثلاثة أرباع التون .. الذى يميز المقامات الشرقية ..

والصبا مقام حزين وشجى .. وقليل الإستخدام فى الأغانى نظراً لصعوبة التعامل معه .. صحيح أن الملحنين يستعملونه داخل الأغانى .. ولكن الصعوبة تكمن فى إستعماله كمقام رئيسى للأغنية أو القصيدة .. لأن الخروج منه لمقام أخر .. يحتاج لملحن متمكن وخبير .. وهذه الخطوة تُحسب لزكريا أحمد ..

المقدمة الموسيقية للأغنية ليس فيها أى مقام غير الصبا .. وقد عزفتها الفرقة بكاملها .. دون وجود صولوهات ( عزف منفرد ) ..

وتغنى أم كلثوم المذهب من نفس المقام ولا تخرج عنه أيضاً ..

ونفس اللازمة الموسيقية دون تغيير .. وتغنى أم كلثوم الكوبليه الأول ( جانى الهوى من غير مواعيد ) .. من الصبا أيضاً .. والتغيير الوحيد أن الملحن صعد إلى جواب المقام .. بما فيه من تغيير فى أبعاد سلم المقام .. حيث أن الصبا ينفرد بأن منطقة الجوابات تختلف عن القرارات .. بتغيير بعض الأبعاد .. أى المسافات ..

فى الكوبليه الثانى .. يعمد عمنا زكريا إلى تغيير المقام .. فنجده إستعمل الحجاز .. حيث تغنى أم كلثوم ( نظرة وكنت أحسبها سلام ) ويلف الشيخ زكريا ويدور داخل حيز الحجاز مع لمس درجة السيكا فى بعض الأحيان .. ويعود للصبا عند ( إزاى ياترى أهو ده إللى جرى ) .. عودة سلسة جداً وبدون تعقيدات .. لم يستخدم أياً من أساليب الإنتقال المعروفة بين المقامات .. إنتقل وخلاص ..

رجع للصبا .. وأنهى الكوبليه ..

فى الكوبليه الثالث .. نجد مقام العجم .. حيث تغنى أم كلثوم ( ياقلبى أه .. الحب وراه أشجان وألآم ) ..

ونقف هنا قليلاً لنرى ماذا فعل بنا عمنا زكريا .. لم يذهب للعجم مباشراً .. وإنما صال بنا وجال بين مجموعة مقامات .. حتى وصل للعجم بألف سلامة .. لم يستخدم المقامات بكاملها .. وإنما مجرد زيارات قصيرة لا تتعدى بعض الأحرف الموسيقية .. والسبب طبعاً واضح .. لأن العجم ليس مجاوراً للصبا .. ولا ينتمى إلى المقامات الشرقية .. وإنما هو مرادف لسلم الميجور الغربى .. لذا نجد أن من الصعوبة المزج بينه وبين الصبا .. لكن عم زكريا نجح فى التوفيق بينهما ..

ويعود إلى الصبا عند ( نهارى ليل وليلى نهار ) حتى نهاية الأغنية ..


__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .


رد مع اقتباس