عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 05/09/2007, 22h49
الصورة الرمزية عثمان دلباني
عثمان دلباني عثمان دلباني غير متصل  
ابوهنية
رقم العضوية:42597
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: جزائرية
الإقامة: الجزائر
المشاركات: 1,553
افتراضي رد: تسجيلات الشريف محي الدين حيدر

دكتور ابو سالم اهنيك على المجموعة التي قمت برفعها واشكرك باسمي وباسم جميع عشاق هذه الالة .اخي الأستاذ محمد تميمي تحية وبعد:
ان المداخلة التي تقدم د.ابو سالم لمست جانبا من عديد الإجابات الممكنة للاسئلة المطروحة.
يجب ان نخرج من اطار الإنتماء احيانا للحكم على الأشياء التي تخصنا ، فجميع الموسيقات في العالم تعطي و تأخذ من بعضها وهذا امر يتم بمشيئة او خارج مشيئة الناس ، فالموسيقى منتوج بشري انساني تتحدد اشكاله و خصوصياته بالعقل المبدع لهذه الموسيقى.
و الموسيقى خير دليل على ذلك فنحن العرب طرحنا الموسيقى افقي لحني في حين ان الموسيقى الغربية طرحها افقي وعمودي في نفس الوقت ، لا يقدح في جماليات موسيقى كلا الطرفين في كل الأحوال.
ثانيا ان الخطاب الموسيقي كالخطاب ألأدبي و الفنون الأخرى يتشكل من مستويات متفاوته في التعامل و الخطاب الجمالي والتقني . فالموسيقى الكلاسيكية الغربية لا يسمعها كل الغربيين فهناك من لا يستسيغها و لا يفهمها بالرغم من انها جزء من البنية الثقافية والذوقية له .
ونفس الشيئ عندنا فليس كل الناس تسمع الموشحات و السماعيات ، وليس كل الناس تقرأ " ادونيس " او " ادوارد سعيد " او " السعيد عقل "... .
اذا المسالة في مجملها معقدة ومعددة الوجوه.
و لهذا في " الموسيقولوجيا " تصنف الأنواع الموسيقية الى نوعين اساسيين هما الموسيقى العالمة والموسيقى غير العالمة .
و الموسيقى التي تطرح نفسها الآن على الساحة من خلال آلة العود لها ما لها وعليها ما عليها و هي خارج النمطية القديمة من حيث البناء والتقنية و ليس معنى هذا انها غير مقبولة ، وكما اشار الدكتور ابو سالم من بين اسباب التأخر التقني في الموسيقى العربية هو الغناء و الطرب الذان حددا أداء الآلات الموسيقية في مساحة اداء المغني. و حين استمعنا لموسيقى الآخرين اكتشفنا ذلك ، ومن جانب آخر فإن البنية العقلية العربية اصلا تتنافر مع التقنية و تلجأ الى التسهيل ، وما ظهور التطرف في الرؤى الا لعدم مواكبة الحاضر فيلجأ ذوي الطروحات القديمة الى خلق اوثان او اصنام هي من صنع ايديهم يدعون انها آلهة ويدافعون عنها . فلهذا يجد المحافظون في الخطاب القديم ظالتهم و رأس مالهم للعيش الآن و ليس في قوى التجديد التي هي ابنة يومها و خارجة نم جلابيب القدامى .
من المعروف ان الموسيقى العربية هي تقاطع موسيقات عديدة منها الفارسي و التركي و الرميني و الهندي و الفيني قي و الآشوري ... . اين العربي في الموسيقى العربية ؟ سؤال كبير و خطير .حتى العود الذي نتباهى به ليس وليد حضارتنا ، كما يقول درويش " ادافع عن جدار ليس لي ".
تجربة الشريف محي الدين مثلها كمثل تجربة زرياب او زلزل ليس الا هي خطاب موسيقي غير عربي ولم يقل الشريف محي الدين انه عربي . هي طريقة جديدة للتعامل مع آلة العود فقط ، اما انها قدمت للموسيقى العربية شيء فأضن ان هذا لم يكن في جدول أعمال الشريف محي الدين لان هذا راجع للموسيقيين العرب الذين يجب ان يتكفلوا بشؤون موسيقاهم .
وانا ارى ان اسلوب الشريف محي اسلوب علمي يستحق التعامل معه باحترام في انتظار ان تتوفر بدائل جديدة ، وقضية رفض الأتراك لأسلوب الشريف محي الدين فلا اضن ذلك لان المشكلة كانت سياسية ليس فللعلم ان ابن عم الشريف محي الدين كان حاكم مكة قبل سقوط الخلافة بمدة قصيرة ما دعا الأتاتركيين لمضايقتهم و كذلك رفضهم لكل ما له علاقة بالإسلام من عائلات تنتسب لآل البيت كبيت الشريف محي الدين او حتى الآذان او المقامات ذات ربع المقام . والدليل الآن معظم العازفين الأتراك يتتبعون خطى الشريف محي الدين في طريقة عزفهم .
__________________
ما ندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مرارا. عمر بن الخطاب

FACEBOOK - ATHMANE
رد مع اقتباس