تابع
حكاية
(((حضرة صاحب الفخامة)))
تلي رعاية السلطان فؤاد وتعطفه السامي منحة مادية قيمة كانت خير
معين لنادي الموسيقي الوليد وكانت السبب في توجيه أنظار كبار رجال
الأمة وعظمائها إليه فاقبل عليه الكثيرون يشجعونه ماديا وأدبيا وأنضم
الكثيرين منهم إلي عضويته من ذوي الفضل والجاه وبذلك توالت الهبات
والتعطفات المادية علي نادي الموسيقي الناشئ .
القاهرة سنة 1920
لما رأي أعضاء النادي تشجيع رجال الأمة له وإقبالهم علي حفلاته
استأجروا دارا فسيحة بالمنزل رقم 7 بشارع البوستة القديمة بإيجار
شهري قدره 16جنيها فازداد الإقبال عليه من وجهاء واعيان
وأدباء مصر .كان من أهم أهداف أعضاء النادي أن ينشئوا مدرسة نظامية للموسيقي
وأن يوجد في المحروسة وسطا موسيقيا راقيا يجعلون له مكانا فخما لائقا
تتوافر فيه للطبقات المستنيرة أسباب السرور والتمتع بجمال الفن وعذب
الموسيقي ففكروا في بناء دار علي نمط عربي بديع تكون مقرا لناديهم
ولأول معهد موسيقي في الشرق تفخر مصر بأن تكون السباقة في إنشائه
وافقت الحكومة علي فكرة أعضاء النادي ومنحتهم قطعة أرض من أملاكها
بشارع الملكة نازلي تبلغ مساحتها 3200 مترا بعقدي إيجار لمدة خمسين
سنة الأول عن 1200 مترا مربعا من 26 ديسمبر سنة 1920 إلي
25 ديسمبر سنة 1970 والثاني عن 2000 مترا مربعا من 26
ابريل سنة 1923 إلي 25 ديسمبر سنة 1970 علي أن تؤول
الأرض وما عليها من مباني للحكومة بعد انتهاء مدة العقد .
ما أن وضع النادي يده علي الأرض شرع الأعضاء في تنفيذ المشروع
وقد اشترك في وضع التصميمات مسيو فيروتشي بك المهندس أول
السرايات الملكية ومسيو باستور وكان مفتشا عاما بمصلحة المباني
وفرج بك أمين مهندس السرايات الملكية وتوفيق شار أفندي المدرس
بمدرسة الفنون الجميلة كما اشرف علي تنفيذ التصميمات ووضع
جميع الرسوم الزخرفية للدار
قدر المبلغ لإتمام العمارة بثلاثين ألف جنيه ، لكن لم يكن في خزانة
النادي سوي المبلغ اللازم لوضع الأساس فقط .. لذلك فقد شرعوا
في البناء تدريجيا وكلما توفر لهم من المال شئ أنفقوه في أتمام المشروع .
وبدأ العمل في وضع الأساس
حضرة صاحي العزة يعقوب عبد الوهاب بك وهو يشرف علي
وضع أساس دار النادي وبجانبه حضرة صاحب العزة فرج بك
أمين مهندس أول السرايات