حكاية عادل أبو المكارم
------------------------
بعد الصلا ع النبى أحمد بهى النور
نبى أتانا رحمة يهدى لطريق النور
صلى عليه الإله وملايكة كلها نور
يارب نحظى بشفاعته فى يوم حساب ونشور
ابو المكارم مدرس من جيل قديم كان زمان
قضى طفولته يتيم وله كتير اخوان
وهوا كان أصغرهم وماداقشى مرة حنان
وامه صحيح كات قاسية وعلى الحقوق بتجور
اتحمل كتير القسوة لما أخد دبلوم
وجاله تعيين مدرس يدى زراعة وعلوم
وف كل أول شهر يقبض المعلوم
وامه تاخد النص والحال دا دام لشهور
طلب نقله بره البلد وتم له ما أراد
وساب لهم البلد وجنب منها بلاد
سكن مكان ماتنقل ولا زوجة ولا أولاد
ومشى فى سلك الدروس وكان كمان مشهور
حتى شهور الصيف يقضيها فى مكانه
يدى دروس للملاحق وفلوسه خلانه
عمل له قرش كويس سبق به أقرانه
فى ظرف قول كام سنة رجع البلد منصور
قام اشتراله بيت لوحده من بابه
وراح من اخواته جاب الورث وحسابه
وشاف له عروسة كمان كتبوا عليها كتابه
وعلى العروسة دخل وكان كتير مسرور
بعد الفرح بيومين قام بدرى وناداها
وقال لها دى طباعى تكونى عارفاها
مابحبش الزيارات ولا اللى جا وراها
يعنى باب الدار يكون دوام مستور
ولا تروحيشى لحد ولا حد هيجيلك
ولو كلامى اتكسر ساعتها ياويلك
ولو غضبتى فى يوم عمرى ماهجيلك
لو حتى راح تغضبى مش دهر قولى دهور
البنت كانت يتيمة مرات ابوها شديدة
قال له اللى تشوفه واللى بقا تريده
هوا بقا اللى هيمشى وغيره ما اريده
ولا عمرى اخالفك يوم كلامك لنا دستور
هتعمل ايه البنت عايزة يا عينى تعيش
مش طالبة غير الستر والهدمة ويا العيش
وهوا راجل عقد فاكر ان زيه مفيش
وعقده جواه ساكنة وله الهدى والنور
وربنا رزقه منها فى سنتين جالو ولدين
والخلفة بقيتها بنات خمسة غير الولدين
قال ابو المكارم كفاية لتجيب كمان بنتين
والبنت شوكة فى الدهرمنها الألم مسجور
وولده الكبيراسمه غالب وعادل التانى
وكل حاجة لغالب وكانه وحدانى
نشا غالب مدلع فى الحجر ما فى تانى
تعبت هنا نفس عادل جواه عايش مقهور
فى مرة فى المدرسة مع الطابور فيه اذاعة
ابو المكارم استضافوا علشان حوار يا جماعة
سألوه أيه اللى فى نفسك فى اللحظة دى والساعة
قال ابنى وحبيبى غالب يكون طبيب مشهور
ويبقا احسن واحد فى الدنيا دى كلها
قالوا مين تانى من ولادك له أمنية زيها
قال هوا بس غالب دا دنيتى كلها
وعادل سامع دا كله ماهو معاهم فى الطابور
من هنا عادل اتأكد ان معاملة ابوه
تملى له بتختلف لو الخلاف مع اخوه
ودايما بيضرب عادل وعليه يفضل اخوه
عادل جواه قال هانت لسه سنة وشهور
وأخد الاعدادية بعد سنة وكام شهر
واليوم عليه كان يعدى وكأنه كل الدهر
وقال لابوه هتطوع فى الجيش وباقى شهر
على فتح باب التطوع وأخد لى نمرة ودور
أبوه قال له وماله بس مفيشى فلوس
تريحنى من خلقتك أحسن يا فحل جاموس
أنا عمرى ما ارتحت لك ولا تسوى عندى ناموس
وآدى ورقك خده م اللحظة ديا وغور
عادل اتحامل على نفسه وراح لبيت خاله
حكالو كل حكايته وكل مواله
خاله قال له اوعى يهمك شال عنه أحماله
وقال له أى فلوس تحتاجها انا مأمور
وبقا يبات عند خاله وخاله يعطف عليه
من غير ما يطلب فلوس خاله كان يديه
وقدم ورق التطوع وراح وكشفوا عليه
قبلوه بقا صف ظابط وكان عادل مسرور
اترقى عادل بسرعة بين كتير اخلاص
اجازات أبدا ما يطلب اهو قاعد وخلاص
وأخد كمان كام فرقة مش سد خانة وخلاص
دايما يكون الأول وماعادشى الزمان بيجور
كانت اجازاته بسيطة ينزلها كان عند خاله
زهد كمان فى الجواز من طبع ابوه وحاله
خاف يكون اتعقد ويظلم انجاله
وقال دى ايام معدودة بينا ياناس بتدور
وف يوم قاعد فى المعسكر قاموا وزعوا استمارات
الكل لازم يملاها ويستكمل البيانات
وخانة فى حالة الوفاة مين يقبض المعاشات
قام حط فيها اسم خاله ودعاله يكون مستور
وقامت الحرب فعلا وراح عادل شهيد
وخال عادل فى حزنه وأبوه مفيشى جديد
وخاله لساه عايش يقبض معاشه بيزيد
شاكر لنعمة ربه شاكر لرب شكور
وان كان ياخوانا لسه فى العمر تانى بواقى
وماوافتنيش المنية سبحان الحى الباقى
هيبقا فيه مرة تانية ونحكى ساعة التلاقى
حكاية ليكم جديدة بأمر رب غفور
------------------------------------------
هانئ الجمل