عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19/12/2008, 20h21
الصورة الرمزية جابر الحسيني
جابر الحسيني جابر الحسيني غير متصل  
طاقم الإشراف
رقم العضوية:48710
 
تاريخ التسجيل: juillet 2007
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
العمر: 44
المشاركات: 1,712
افتراضي فرقة الكواكب : البشير لعلج رائد المسرح المغربي

البشير لعلج

وصفه البعض بمؤسس المسرح المغربي، ولقبه يوسف وهبي بسلطان المسرح العربي، وأطلق عليه الملك الراحل محمد الخامس اسم الأسد الصامت، و نعته المناضل الكبير محمد الزرقطوني بأستاذ الفن الثامن. هو رفيق درب بوشعيب البيضاوي وملهم الطيب لعلج وأستاذ الطيب الصديقي وموجه الحمداوية نحو القصر الملكي.

بين كل هذه الأوصاف و تداخلاتها، نقول إنه البشير لعلج، معلمة ومؤسسة قائمة بذاتها. خلق بين الفن والسياسة خيطا رابطا رفيعا اسمه الوطنية وعشق هذه الأرض التي احتضنت انكساراته ومغامراته و أحلامه التي رافقت التحولات التي ميزت تاريخ المغرب في فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي.


ينتمي البشير العلج الذي رأى النور في سنة 1921 إلى عائلة بيضاوية ميسورة الحال، انطلقت مسيرته النضالية وهو لم يبلغ الخامسة عشر من عمره و شارك في مظاهرة 1937 التي سميت بانتفاضة "جامع السوق" وأفضى به الأمر إلى السجن. هناك رفقة الحاج محمد بنجلون التويمي ذاق كل أشكال التعذيب و القمع الجسدي و النفسي.


اختياره للنضال خطا للحياة سيتكرس في العمل الإبداعي من خلال اتخاذه خطوة جريئة رفقة العديد من المناضلين بتأسيس أول فرقة "قومية" أطلق عليها اسم "تيلما" حسب تعبير ابن الراحل، وكانت تضم بين أعضائها رموز النضال والوطنية، من بينهم عبد الله ابراهيم وعبد الرحيم بوعبيد.


اشتغاله بالمسرح واقتران ذلك مع رؤية تحررية منح الراحل إمكانية رسم صورته كفاعل في المجال السياسي الوطني، وقدم مؤشرا على بداية ميلاد مسرح مغربي فتي، جعلت الممثل المسرحي المصري الكبير يوسف وهبي في سنة 1947 يطلب مقابلته اعترافا بقيمة الراحل الإبداعية وبقيمة ما يقدمه من إنتاجات مسرحية. ليطلق عليه بعدما بحث عنه ووجده بالمدينة القديمة للدار البيضاء لقب "أمير المسرح العربي".


توالت السنوات و تقوى معها طموح البشير لعلج و زاد التحدي بانخراطه في حزب الإستقلال سنة 1948، و الإنتماء للخلية السرية (الهلال الأسود) التي جمعت في عضويتها كلا من محمد الزوقطوني والإخوان الحداوي ومحمد صدقي والمعروفي وبوشعيب بازو.


اعتقال ثم انتماء لخلية سرية، توج بإطلاق الملك الراحل محمد الخامس على البشير لعلج لقب "الأسد الصامت" تعبيرا عن شجاعته واشتغاله في الخفاء من خلال تمويله العمليات الفدائية وتبعاتها من أمواله الخاصة بدءا باقتناء الأسلحة ووصولا إلى توفير كل أشكال الإسعاف. ويذكر إبن الراحل محمد نبيل أن الملك الراحل كان قد شاهد مسرحية "الصب العليل" واهتز لها.


في سنة 1956 وبعد جلاء الإحتلال الفرنسي سيؤسس البشير لعلج فرقة مسرحية جديدة تحت اسم" الكواكب" وتكفل بكل مصاريفها، تلت هذه الخطوة الإشراف على فرقة هزلية بعد استقبال تعليمات من الملك الراحل الحسن الثاني، الذي انتقل شخصيا حسبما يحكي ابن الراحل، إلى المدينة القديمة للوقوف على هذا الأمر، فكان ميلاد الفرقة التي ضمت آنذاك القدميري ومحمد مارتيس و عمرعزيز وبوشعيب البيضاوي وبوجمعة والصويري والمفضل الحريزي (مي الهرنونية) ويضيف ابن الراحل أنه من فرط حب الحسن الثاني للبشير، عمل الملك على تسمية ابنه الوحيد.

مسار فني نضالي ترك للخزانة الفنية المغربية أكثر من 360 مسرحية، من بينها "بين الأمس واليوم" و "الباب السابع" والعديد من الأفلام "علي بابا و الأربعون لصا"، و"طيب رغم أنفه" رفقة هدى سلطان وكمال الشناوي، و(النسخة الأولى لفيلم طارزان..) كما كتب كلمات أكثر من خمسين أغنية من بينها "ياكاوي قلب" التي لحنها أحمد جبران و"يا طيف حبيبي" التي لحنها المعطي البيضاوي، بالإضافة إلى العديد من الإنتاجات الإذاعية والتلفزيوني كان أبرزها البرنامج الشهير آنذاك "رفه عن نفسك".

عاش مهووسا بالفن ومات في الثالث والعشرين من شهر يونيو من سنة 1962 وهو واقف على خشبة مسرح فيردان بالدار البيضاء إثر سكتة قلبية كانت ناتجة عن تأثره برصاصة من الرصاصات الأربع التي تلقاها من المستعمر، تاركا للذكرى رجلا بملامح مقومات خاصة استحقت التكريم والإعتراف الذي لم يتم لحد الساعة.

عن جريدة الأحداث المغربية
رد مع اقتباس