[سليم العباس]

التلحين أحد المواهب الفطرية كالرسم أو النحت أو الصوت الجميل ، لكنه بالطبع بحاجة إلى صقل بمعرفة القواعد العلمية للأنغام و المقامات .
و أكثر الملحنين موهبة من يضع بصمته الخاصة على جميع ألحانه ، فكثير من الألحان ترشدك إلى ملحنها ، كألحان رياض السنباطي - محمد عبد الوهاب - فريد الأطرش - الرحابنة ....

أما ما نسمعه اليوم و كما قال الأستاذ عادل فهو مجرد توزيع و ليس ألحان أما المؤدي فيزيد الطين بلة إما بنشاز صوته أو باختفائه و ضياعه بين الآلات المتخاصمة فيما بينها ..

عندما بزغ نجم الملحن صلاح الشرنوبي قامت الدنيا ولم تقعد و نال قسطاً وافراً من الانتقادا و الاتهام و المسؤولية عن هبوط مستوى الألحان العربية بعد ظهور ما تسمى ( الظاهرة الشرنوبية ) فأصبح كل الملحنين يسيرون على نفس الخط .
أعتقد أن عصر الملحن صلاح الشرنوبي هو ذهبي بالمقارنة مع ألحان هذه الأيام . و هو للإنصاف ملحن مبدع ، ولو كان أيام العمالقة أعتقد أن ألحانه ستلقى نصيباّ وافراً من النجاح .
- من السهل جداً في هذه الأيام أن تكون ملحنا ً، فما عليك سوى سرقة بعض الجمل الموسيقية و لصقها مع بعض ، و بشوية توزيع و بعض الآلات الكهربائية ستصبح ملحن لا يشق له غبار والجمهور الرديء سيكون بانتظار إبداعاتك .
- لمن يريد الاستمتاع بالألحان الحقيقية فالطريق معروف ، أما الرهان على عودة قريبة للألحان الراقية فهو خاسر ، ما لم تحدث ثورة فنية لم تكن بالحسبان .